كرم مهرجان الضحك في افتتاح دورته الثالثة مساء امس الجمعة بالجديدة الفنانة القديرة ثريا جبران عرفانا وتقديرا لمنجزها الفني وتأثيرها في الحركة المسرحية بالمغرب. وأكدت شهادات مجموعة من الفعاليات الثقافية خلال حفل افتتاح المهرجان الذي أقيم بمقر المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، أن المحتفى بها تعد رائدة للمسرح المغربي والعربي ورمزا للمرأة المناضلة والعصامية التي نحتت اسمها باقتدار وشموخ بين كبار الفنانين. واعتبرت هذه الشهادات أن الاحتفاء ب الفنانة ثريا جبران هو تعبير صادق من فعاليات مدينة الجديدة للحب والتقدير الذي تكنه "لفنانة شامخة أضاءت فضاء المسرح المغربي والعربي " مشيدة بالشيم الانسانية الرفيعة "التي طبعت شخصية هذه الفنانة الخلوقة والعطوفة والخجولة الى ابعد الحدود والتي كان الاخت والام والسند لكل اصدقائها ومعارفها". وفي كلمة له قال حسن النفالي، رئيس "الائتلاف المغربي للثقافة والفنون" إن الفنانة ثريا جبران "مبدعة من عيار كبير ، صنعت نفسها بنفسها بعصامية وتضحية كبيرة وتسلقت أرقى درجات التألق في المسرح كما لامست الشاشتين الكبيرة والصغيرة". واضاف النفالي أن الجميع "يشهد أن المرأة كانت بركانا متدفقا من العطاء فوق الخشبة(...) صدق في الاداء وعمق في التقمص وبلاغة في الالقاء "مؤكدا ان هذه الميزات تجعل الفنانة ثريا جبران التي سطع إبداعها خارج المغرب "عصية على التصنيف". كما استعرض النفالي محطات مضيئة من المسار الابداعي الحافل للمحتفى بها متوقفا بالخصوص عند محطة "مسرح اليوم" التي رافقها فيها مجموعة من الفنانين المغاربة الكبار والتي نجحت خلالها الفنانة ثريا جبران في تنويع ربيرتوار الفرقة بأعمال فنية قيمة تالقت فيها الفنانة بأدائها المقتدر لأدوار مركبة كما هو الحال في مسرحية "بوغابة" و"النمرود في هيوليود". ومن جهتها عبرت الفنانة "ثريا جبران" التي تسلمت بالمناسبة هدايا رمزية وتذكار المهرجان ، عن امتنانها لهذه الالتفاتة التي خصتها بها "مدينة الجددة الرائعة" معتبرة أن هذا التكريم "هو تكريم للفن المغربي عموما". وأردفت" لقد حظيت بالتكريم في مدن ودول عديدة إلا أنني اعتبر هذا التكريم اسثنائيا لأنه يقترن بتحقق حلم لطالما راودني وهو إطلاق اسم الفنان الراحل محمد سعيد عفيفي على المسرح البلدي بالجديدة لأن هذا المبدع أعطى الكثير للمسرح والمسرح البلدي بالجديدة يستحق حمل هذا الإسم". ويعد الفنان الراحل محمد سعيد عفيفي، من جيل الرواد للمسرح المغربي الذين قضوا فترة طويلة رفقة فرقة المعمورة التابعة للشبيبة والرياضة، جسد خلالها عددا من الروائع المسرحية الوطنية منها أو العالمية من بينها أعمال شكسبير "عطيل" و"هامليت"كما شغل الراحل منصب مدير للمسرح البلدي بالجديدة. وفي هذا الإطار أعلن نائب رئيس المجلس الحضري للجديدة السيد خليل برزوق أن هذا الاخير يعتزم إطلاق اسم الراحل محمد سعيد عفيفي على المسرح البلدي كما أنه سيرصد ميزانية مهمة "لاعادة الروح الى هذا الفضاء الفني " فضلا عن دخوله كشريك أساسي لمهرجان الضحك خلال الدورات المقبلة. وفضلا عن فقرة التكريم تميز افتتاح المهرجان الذي تتواصل فعالياته الى 30 مارس الجاري بعرض مسرحية بنات للا منانة لمسرح طاكون. ويتضمن برنامج المهرجان الذي تنظمه "جمعية أمجاد" بمساهمة عدة شركاء من بينهم وزارة الثقافة والجماعة الحضرية للجديدة وعمالة الجديدة والمسرح الوطني محمد الخامس و كلية الاداب و العلوم الانسانية بالجديدة والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ، عروضا مسرحية من أبرزها "بنات لالة منانة" لفرقة طاكون و"ناكر لحسان" لفرقة تانسيفت و"الحر بالغمزة" لفرقة اكواريوم و"مول الحانوت" لفرقة الحال. كما سيتم في اطار المهرجان تنظيم ندوة فكرية في موضوع "الضحك بالمغرب" بمشاركة الاساتذة والباحثين خديجة الكور وأحمد مسعاية وإدريس المرابط واحمد أحمد بدري ورضوان خديد وحسن بحراوي ومحمد آيت الرامي وصباح عبد الحق بالاضافة الى محترفات تكوينيةحول الكتابة الركحية والمكياج الفني والارتجال وفن الراوي والرقص وكذا مسابقات فنية في الارتجال المسرحي واخرى في مجال الفكاهة. وتتضمن فقرات المهرجان أيضا معرضا لفن الكاريكاتور بمشاركة خمسة فنانين وعروض الشارع (حلقات الحكواتي ،مسرح الشارع، كرنفال فني) وعروضا فكاهية فردية وأخرى سينمائية "موسم لمشاوشة" للمخرج محمد عهد بنسودة و"شبه منحرف" للمخرج وليد محمود ( مصر) و"ألو 15 "للمخرج محمد اليونسي (المغرب) "طريق لعيالات" للمخرجة فريدة بورقية و"مغامرات الحاج الصولدي" للمخرج عبد الرحمان التازي.