يقول رشيد بكاج أستاذ علم الاجتماع، إن الزواج هو حالة أنتربولوجية معقدة و يرجع ذلك لأسباب ثقافية، اجتماعية و اقتصادية كما يحمل كل شخص هوية تخصه، وثقافة تميزه عن الآخرين حتى أولئك الذين ينحدرون من وسطه الاجتماعي و بلده.. وأضاف لكل إنسان حمولة تاريخية و نفسية،وفي ظل الزواج المختلط تلتقي هذه الحمولة مع حمولة الآخر،الشيء الذي يخلق فضاء عائليا صراعيا، فلكل شخص خصائص ثقافية شأن الدين ،القومية، اللغة و كذا السلوك كما تولد هذه الفرو قات هوةو تصادم بين الطرفين زيادة على عدم تفهم مواقف الآخر وتقبلها،الشيء الذي يِؤدي لتفاقم التوتر بين الطرفين الذي سرعان ما ينقلب إلى احتقار متبادل، مؤكدا أن 45%من هذه الزيجات تنتهي بالفشل خلال السنوات الأولى.. كما يجب الإشارة إلى أن الزواج المختلط يبقى دائما تحت قيود اجتماعية و ثقافية عقائدية ومذهبية.وغالبا ما يختلف طرفا هذا الارتباط عن الأسماء التي سيحملها الأبناء و اللغة التي يجب أن يتواصلوا بها...وفي سؤال عن الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذا الزواج أجاب الأستاذ بكاج: يمكن أن يكون هذا الارتباط زواج مصلحة كالحصول على الجنسية وإذن الإقامة أو العمل كما يمكن أن يرجع ذلك لإعجاب صادق بين الطرفين أو انبهار بالشخص الأجنبي. و أضاف بان الأزواج المنتمين لنفس البلد، نفس البيئة لا تخلو حياتهم من مشاكل تتعلق كذلك بمناخ وطباع كل واحد منهما، فما بالك بحالة الزواج المختلط الذي تصبح فيه الأوضاع أكثر تأزما وتعقدا، كما أشار إلى أن اللغة تلعب دورا أساسيا في الحياة الزوجية إذ تعتبر الأداة التواصلية الأساسية ،فلكل حضارة رصيدها من المصطلحات والكلمات،ومهما أتقن الشخص لغة الشريك الأجنبي لن يقدر أن يوفيها حقها من الإجادة كالمواطن الأصلي وأخيرا فالزواج المختلط يؤدي إلى اصطدام الزوجين بواقع مرير فيصبح الأطفال ضحية منهجين مختلفين في الحياة كما يبقى الارتباط مهددا بالانهيار في أية لحظة..