نوه الرئيس الأمريكي، السيد باراك أوباما، بالإلتزام الشخصي لجلالة الملك محمد السادس من أجل تعزيز أسس الحوار والسلام في منطقة الشرق الأوسط. وقال الرئيس الأمريكي، في رسالة إلى جلالة الملك، «أقدر التزامكم بالعمل على تعزيز أسس الحوار والاحترام المتبادل بين الأمم، وكذا من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط انطلاقا من قناعاتنا المشتركة». وفي ما يلي النص الكامل لرسالة الرئيس أوباما: «صاحب الجلالة: أشكركم على رسائلكم الودية المتعلقة بتطوير العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الاسلامي، وكذا على انشغالاتكم إزاء القدس والصحراء الغربية. وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لأناقش معكم هذه القضايا وأن نعمل سويا على تعزيز العلاقات التاريخية القائمة بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية. وإنني لأقدر التزامكم بالعمل على تعزيز أسس الحوار والاحترام المتبادل بين الأمم، وكذا من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط انطلاقا من قناعاتنا المشتركة. لقد عبرت في القاهرة عن رغبتي في العمل من أجل «انطلاقة جديدة» بين الولاياتالمتحدة والمسلمين في كافة أرجاء العالم. وأكدت على أننا نتقاسم نفس مبادئ العدل والتقدم والتسامح والكرامة بالنسبة لكافة البشر. إن هذه المبادئ يجب أن تحفزنا على تحقيق سلام شامل قائم على حل الدولتين والإسراع بإيجاد تسوية للنزاع العربي الاسرائيلي. ويمكنكم، بصفتكم رئيسا للجنة القدس، أن تساهموا في جعل أعضائها يعملون بشكل بناء من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة. وإنني لواثق من أنه يمكننا العمل سويا بهدف إرساء أسس مفاوضات مثمرة لفائدة السلام لكل شعوب المنطقة. من البديهي أنه لا يمكن لهذه المفاوضات أن تؤتي ثمارها، إلا إذا تمكنا من إقناع الأطراف بالإنخراط فيها بشكل بناء. وقد دعوت كل هذه الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها. إن ذلك يقتضي، بالنسبة لإسرائيل، وقف إقامة المستوطنات وتفكيك المواقع المتقدمة ورفع الحواجز. أما بالنسبة للفلسطينيين، فإن الأمر يتطلب استمرارهم في تعزيز قواتهم الأمنية من أجل محاربة الإرهاب ووضع حد للتحريض عليه، وإصلاح مؤسساتهم من أجل إقامة دولة فلسطينية. كما أن البلدان العربية تتحمل مسؤوليات: فالسلطة الفلسطينية توجد في حاجة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، للدعم المالي والسياسي من لدن البلدان العربية من أجل تجسيد رؤية سلام دائم وصد المحاولات الرامية الى تقويضه. ويتعين على البلدان العربية أن تعتمد على التزام مبادرة السلام العربية، للقيام بخطوات إزاء إسرائيل تصب في اتجاه وضع حد لعزلتها في المنطقة. إنني آمل أن يكون المغرب، كما كان في السابق، رائدا في النهوض بالمصالحة بين إسرائيل والعالم العربي. وكما سبق أن قلت في القاهرة، إذا ما حالفنا النجاح، فإنه بالإمكان أن تصبح القدس مأوى آمنا ودائما لليهود والمسيحيين والمسلمين، ومكانا يمكن أن يتعايش فيه جميع أبناء إبراهيم بسلام. إنني أدرك الأهمية التي تكتسيها قضية الصحراء الغربية بالنسبة لكم، ولمملكتكم ولجميع السكان الذين عانوا بسبب هذا النزاع. وإنني أعتبر، كما هو الشأن بالنسبة لكم، أن المفاوضات التي تجري تحت إشراف الأممالمتحدة تشكل الإطار الملائم الذي من شأنه أن يفضي إلى حل يحظى بالقبول المتبادل، وأتمنى أن يتمكن كريستوفر روس، الديبلوماسي المحنك الذي يتوفر على تجربة واسعة بالمنطقة، من تعزيز حوار بناء بين الأطراف. إن حكومة بلادي ستعمل مع حكومتكم ومع أطراف أخرى بالمنطقة من أجل التوصل إلى حل يستجيب لحاجيات السكان في ما يخص الحكامة الشفافة والثقة في دولة الحق والقانون وإدارة عادلة ومنصفة. وفي الأخير، إني أقدر التزامكم الشخصي لفائدة تعزيز الحوار بين الديانات والثقافات، كما أنوه بجهودكم وجهود حكومتكم من أجل تطوير الروابط التي نحن في أمس الحاجة إليها لمواجهة التحديات الكبرى للعالم المعاصر». والجدير بالذكر أن جلالة الملك محمد السادس، كان قد بعث خلال الأسابيع الأخيرة رسائل إلى الرئيس الأمريكي حول مختلف هذه القضايا الهامة.