سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في خطاب هام للأمين العام لحزب الاستقلال الدكتور نزار بركة: المغرب في أمس الحاجة اليوم إلى نخبة من أمثال علال الفاسي وغيره من رواد جيله الذين أعطوا لمفهوم الوطنية أروع تجلياته
في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي علال الفاسي استوعب التربة المغربية المتميزة بوحدة الشعب وبمقومات حضارية لا يمكن الفصل بينها لتقوي الإنسية المغربية نعبر عن اعتزازنا بالانتصارات التي ما فتئت تحققها بلادنا في مواجهة خصوم الوحدة الترابية بفضل ما يبذله جلالة الملك محمد السادس من جهود حثيثة لابد من اليقظة المشفوعة بالعمل في إطار السياسات العمومية والمبادرة الوطنية من أجل توطيد أواصر الانتماء والارتباط بالإنسية المغربية كان الزعيم علال الفاسي شخصية وطنية متميزة بالعلم النافع والعبقرية الأدبية والتفرد الفكري والتفاني في التضحيات في سبيل العرش والوطن
* العلم: الرباط – ت: الأشعري أود في البداية أن أشكركم على حضوركم بكثافة لكي نحتفي معا بالذكرى السنوية لرحيل زعيم التحرير المرحوم علال الفاسي رحمة الله عليه، والتي اخترنا لها شعار «الفكر الوحدوي عند علال الفاسي». هي مناسبة دأب الحزب على تخليدها وفاء لروح هذا الزعيم الخالد والقائد المجاهد والوطني الغيور والقدوة والرمز المتعدد الأبعاد، وتقديرا لمواقفه الوطنية الخالدة وتضحياته المجيدة في سبيل استقلال وطنه، وكرامة مواطنيه، وصيانة حرمة دينه وعزة امته، وتثمينا لفضائله وعطائه الفكري في مختلف مجالات المعرفة. -قبل أربع وأربعين سنة غادرنا الزعيم علال الفاسي في لحظة نضالية استثنائية بطعم الوطن، لكن عطاءاته التي لم تنقطع في مختلف أطوار حياته، ما تزال حية حاضرة ومتجددة بيننا عبر أفكاره المبتكرة، وتصوراته الرصينة، واجتهاداته الجريئة، وأشعاره الوطنية، ومشاريعه الاستشرافية في الفكر والسياسية والمجتمع، التي تتجاوز الحاجة الظرفية والمرحلية وتصمد أمام التغيرات ولا يزيدها الزمن سوى شحذا وقيمة، ذلك ان صاحبها قد استبطن منذ البداية وبوعي جد مبكر، ما يظل ويبقى في الشخصية والنبوغ المغربيين. الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي جانب من الحضور في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي -وفي هذا الأفق، يجدر تناول المشروع الوحدوي لدى الزعيم علال الفاسي، سواء تأملاته الفكرية والتنظيرية الواردة في كتاباته ومؤلفاته، أو من خلال تجلياته في عدد من الأعمال والمواقف والمبادرات التي سعى إليها الزعيم تجسيدا لهذا المشروع الوحدوي بأبعاده الوطنية والسياسية والثقافية والجيو-استراتيجية. لقد كان الزعيم علال الفاسي رحمه الله، شخصية وطنية متميزة بالعلم النافع والعبقرية الأدبية، والتفرد الفكري والتفاني غير المشروط في تقديم التضحيات الجسام في سبيل العرش والوطن. -وإذ نستحضر في هذه الذكرى العطرة، روح هذا الزعيم الوطني الفذ، فإنما نتوخى من ذلك، أن تسود شمائل الرواد والمجاهدين الأفذاذ وخصال زعماء الوطنية المؤسسين، وإن نستخلص من مواقفهم الوطنية النبيلة وسيرتهم الحافلة بالأمجاد والبطولات، والدروس والعبر لاستكمال رسالة زعيمنا الخالد في التحرير والوحدة، وبناء الديمقراطية الحقيقية، وتحقيق التنمية والتعادلية الاقتصادية والاجتماعية التي تضمن شروط الحياة الكريمة لكافة المواطنات والمواطنين. الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي -وإننا نسجل بكل اعتزاز تخليد هذه الذكرى تحت شعار «الفكر الوحدوي عند علال الفاسي»، في ظرفية نحن أحوج فيها إلى الوحدة ورص الصفوف وتحصين تماسك المجتمع بكل مكوناته وروافده، من جهة وإلى توحيد الكلمة ولم شمل العائلة الاستقلالية بكل مكوناتها وفاء لروح زعيم الوحدة الذي ضرب أروع الأمثلة في العمل الوحدوي من جهة أخرى. إن أهم ما كان يطبع فكر علال الفاسي ويبرز في أعماله وأحاديثه وأقواله وكتاباته هو نزوعه غلى الوحدة بعيدا عن التفرقة والشتات. لقد كان رحمه الله يؤمن بالوحدة إيمانا لا حدود له، وكان حسه الوحدوي يدفعه دوما إلى أن يكون وحدويا في جميع الميادين، وهذا ما أضفى على حياته كلها طابع التميز وأكسبه صفة التفرد وارتقى به إلى مصاف المجاهدين الأفذاذ الذين احدثوا في مجتمعاتهم تأثيرا عميقا وجعل الأجيال في تعاقبها تبقى مدينة له بما قدم لها من صدق في التوجيه، وعصارة في الأفكار، ونبل في المقاصد. جانب من الحضور في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي مرتكزات الفكر الوحدوي عند علال الفاسي: البعد الإسلامي -كان علال الفاسي رحمه الله، ينطلق في نزعته الوحدوية من الإسلام، دين التوحيد الذي يدفع إلى العمل الوحدوي في مختلف أشكاله ومناحيه، بحيث تشبع بتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية التي تدعو إلى الوحدة وتحث على التمسك بها، وهو الأمر الذي كان له انعكاس في مسيرته النضالية وكفاحه الوطني وقيادته للحركة الوطنية. -لقد كانت عقيدة التوحيد، منطلق دفاعه المستميت عن الوحدة الإسلامية التي دعا إليها في المحافل والمنتديات وفي أعماله الفكرية والأدبية، معتبرا الأمة الإسلامية أمة واحدة حدودها دار الإسلام وشعارها توحيد الله وإقامة العدل بين الناس.-وانطلاقا من دفاعه عن الوحدة الإسلامية، بلور رحمه الله فكرة التضامن الإسلامي، وحرص على إيلاء قضايا العالم الإسلامي وشؤونه كامل عنايته واهتمامه، بما في ذلك الدفاع عن تمكين الشعوب الإسلامية الحق في الحرية والاستقلال والنهوض بأوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي دفاع مستميت عن القضية الفلسطينية اعتبر الزعيم الراحل القضية الفلسطينية قضية اسلامية من صميم الوحدة الإسلامية التي كرس حياته للدفاع عنها، كما تشهد على ذلك مواقفه الخالدة تجاه تحرير فلسطين وإنقاذ المسجد الأقصى. -لقد عايش جرح نكبة الشعب الفلسطيني، وكان نضاله من أجل استقلال المغرب مقرونا بالكفاح من أجل تحرير فلسطين، وقد جعل مكتب المغرب العربي بالقاهرة رهن إشارة المناضلين الفلسطينيين، وكان وثيق الصلة بقيادات منظمة التحرير الفلسطينية فتح. ولم يتوقف يوما عن الدعوة إلى حشد الدعم المادي والمعنوي والتعبئة الفكرية والشعبية لنصرة إخواننا الفلسطينيين، وكان في مقدمة المؤسسين للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وقد قال في حقه الشهيد ياسر عرفات «نحن في فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الفلسطيني «فتح»، نعتز بأخينا علال الفاسي الذي كان واحدا منا، عمل من أجل فلسطين وشعبها ونصرة قضيتها العادلة، وإننا لن ننسى أبدا أن الزعيم المناضل الوطني القومي علال الفاسي رحمه الله، لقي ربه وهو يدافع عن فلسطين وقضية شعبها». جانب من الحضور في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي بعد الوحدة الوطنية بمفهومها الشامل -كان الزعيم علال الفاسي رائدا وحدويا بامتياز في أفكاره وتوجهاته ومواقفه، وكان حريصا على التركيز على عومل الوحدة الوطنية والمذهبية والترابية لبلادنا، وفي هذا الصدد كان الزعيم الراحل يدرك أن من أهم عوامل التضامن وتعزيز الوحدة الوطنية التمسك بالوحدة المذهبية، في إطار المذهب المالكي البعيد عن كل مظاهر الغلو والتطرف، وكان يحذر من انجذاب بعض المثقفين أو السياسيين إلى الأفكار المتطرفة وتقليدها، دون إدراك الأخطاء التي ستجرها على الأمة، وذلك حرصا منه على حصانة مجتمعنا وإبقائه مجتمعا متماسكا ومتضامنا. كما أنه استوعب في سن مبكرة خصوصية التربة المغربية التي تتميز بخصائص قلما تتوفر في بلد عربي آخر إنه شعب واحد –متنوع بمقومات وعناصر حضارية وثقافية لا يمكن الفصل بينها، والتي تشكل منظومة متجانسة ومنصهرة تقوي الانسية المغربية، وتخلق المناخ الملائم للتعايش التساكن داخل الوطن الواحد الموحد. وقد انبرى حزبنا، سيرا على خطى زعيم العمل الوحدوي، ورائد الإنسية المغربية، مدافعا عن تماسك الأمة ووحدتها، بفعل ما سجله في الآونة الأخيرة من أفكار ودعوات وتوجهات ونزعات من لدى البعض تمس بقيم ونموذج المجتمع المغربي وتستهدف تماسكه وتساكنه، وتسوق لاختيارات مجتمعية مضادة للثوابت الجامعة للأمة المغربية وللهوية الوطنية في تنوع مكوناتها وروافدها والتي تتميز بمكانة الصدارة التي يتبوؤها الدين الإسلامي بمبادئه وتعاليمه السمحة. وبالتالي، لابد من اليقظة المشفوعة بالعمل، في إطار السياسات العمومية والمبادرة المواطنة من أجل توطيد أواصر الانتماء والارتباط بالإنسية المغربية، لا سيما في صفوف الشباب، وتعزيز مناعة المواطن فيما يحصن لديه قدرات التماسك والتضامن والعيش المشترك والانفتاح، وغيرها من القيم الايجابية والبناءة التي تشكل المقومات الحيوية للهوية الوطنية، خاصة في ظل عودة الدعوات إلى القوميات الحصرية، واتساع نفوذ الأمميات الافتراضية العابرة للحدود والأوطان. الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي نضال دائم من أجل الوحدة الترابية ولقد كان مفهوم الزعيم علال الفاسي لتماسك المجتمع وتضامنه ملازما للوحدة الترابية للوطن، لذا شغلت قضية الوحدة الترابية حيزا هاما من اهتماماته. وهكذا عاش متشبثا بها، مناضلا أقصى ما يكون النضال من أجل دعمها والدفاع عنها، وهو نضال كان نابعا من تصوره لمفهوم الوحدة الوطنية المستندة أساسا على وحدة الأرض ووحدة الكيان، متصديا لخصوم الوحدة الترابية على اختلاف أنواعهم وتعدد أشكالهم، حتى اصبح رمزا لهذه الوحدة وعنوانا لها. وقد وجه «الألوكة» التاريخية إلى مؤتمر الشبيبة الاستقلالية المنعقد بفاس سنة 1956، لإثارة انتباه الشباب ومن خلاله الرأي العام الوطني والدولي إلى أن الاستقلال مازال منقوصا، نظرا لأنه لم يشمل أجزاء هامة من الوطن، وظل يدعو إلى مواصلة النضال لاستكمال الوحدة الترابية، إلى أن تم استرجاع أقاليمنا الصحراوية، الساقية الحمراء ووادي الذهب بفضل المسيرة الخضراء التي أبدعها وسهر على تنظيمها وإنجازها جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني. جانب من الحضور في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي ونعبر بهذه المناسبة عن تجديد اعتزازنا بالانتصارات المتتالية التي ما فتأت تحققها بلادنا في مواجهة خصوم الوحدة الترابية، بفضل ما يبذله جلالة الملك محمد السادس من جهود حثيثة، دعما للدبلوماسية الرسمية والشعبية في الدفاع عن قضيتنا الوطنية وحقوقنا الثابتة. وإننا إذ نعرب عن ارتياحنا لتنامي تفهم المجتمع الدولي لعدالة ومشروعية قضيتنا، وتقديره لمبادرة الحكم الذاتي، التي تشكل بالنسبة لبلادنا، رسميا وحزبيا وشعبيا، سقفا لا يمكن تجاوزه لإنهاء التوتر المفتعل، وخطوة متقدمة لتحقيق الجهوية الموسعة التي تعتبر لبنة قوية لتعزيز بناء الصرح الديمقراطي، علاوة على كونها رافعة تنموية، محفزة على تطوير الخصوصيات المحلية في إطار من التكامل والتضامن بين مختلف الجهات، بما يعزز الوحدة الوطنية والترابية. جانب من الحضور في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي علال الفاسي رائد الوحدة المغاربية والعربية -بقدر ما كان الزعيم الراحل حريصا على استقلال المغرب وتعزيز وحدته وصيانة قيمه، بقدر ما كان داعيا للوحدة العربية الكبرى، في مختلف امتداداتها الجغرافية والقطرية. -فقد سعى الزعيم علال الفاسي، دائما إلى إشاعة الوعي بضرورة تعزيز العلاقات بين الأقطار المغاربية وبلورة عناصر التقارب بينها، وصولا إلى تحقيق الوحدة الشاملة، فعمل على تجسيد هذا المطمح بإقامة مكتب المغرب العربي بالقاهرة إبان الكفاح الوطني، وغداة الاستقلال اتخذ مبادرة الدعوة لبناء المغرب العربي، قبل انعقاد مؤتمر طنجة التاريخي، كما ترافع على المستوى المغاربي في العديد من مؤلفاته ومقالاته بهدف إخراج هذا الحلم المشروع إلى النور. -وفي هذا الإطار، سبق له أن قال في كتابه (معركة اليوم والغد) : «لابد أن يكون أساس الاستقلال هو الاتحاد مع إخواننا الذين نكون وإياهم مجموعة إنسانية واحدة بماضيها العقائدي والعاطفي والتاريخي وبصلته الجغرافية والحضارية وبكل المقومات التي تجعلها كتلة واحدة، ووحدة المغرب العربي عنصر هام وضروري في القضاء على تخلف أقطاره لأن الأمراض الاجتماعية والتاريخية واحدة وعلاجها غير متباين». الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي نداء من القلب للإخوة الجزائريين -لا ندع الحديث عن الجهود الخيرة للزعيم علال الفاسي وكفاحه الطويل لبناء اتحاد المغرب العربي، يمر دون أن نغتنم هذه المناسبة لتجديد النداء للإخوة في الجزائر الشقيق ودعوتهم لاستلهام الدروس والعبر، واستحضار الصفحات المشرقة من تاريخنا النضالي المشترك، وما يقتضيه من واجب الوفاء لأرواح شهدائنا جميعا من أجل تجاوز المعيقات الظرفية التي عطلت مسار هذا الخيار الاستراتيجي الذي شكل على الدوام مطلبا ملحا لشعوبنا ومطمحا لإرادته الخيرة، ولما يشكله تشييد هذا الصرح المغاربي من دعم وإسناد للأقطار المغاربية ضمن محيطها الإقليمي والدولي، ولما يحققه من مصالح مشتركة لشعوبها وأجيالها المستقبلية في التنمية والتقدم والازدهار. جانب من الحضور في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي نضاله من أجل الوحدة العربية والإفريقية -إذا كان الزعيم علال الفاسي من أشد المدافعين عن الوحدة العربية التي يعتبرها لبنة من لبنات الوحدة الإسلامية، فكان يطالب العرب بتحقيق وحدتهم والتكتل مع بعضهم البعض للوقوف صفا واحدا في وجه المؤامرات الاستعمارية، فإن ذلك لم يشغله عن العمق القاري لبلادنا في إفريقيا. -فقد كان بحسه الوحدوي، يدعو لوحدة إفريقيا، مبرزا مقومات التلاقي والتضامن بين اقطارها، بفعل ما عايشه عن قرب من معاناتها واضطهادها الاستعماري خصوصا خلال العشر سنوات التي قضاها منفي في أدغالها. -وهذا علاوة على إعجابه بغنى الحضارة الإفريقية وتنوع ثقافتها، وما لمسه من ميل الإنسان الإفريقي للإسلام الذي كان للمغرب دور هام في نشر تعاليمه السمحة في بلدان جنوب الصحراء. لذا كانت لديه قناعة راسخة بأن النضال من أجل تحرير المغرب والأقطار المغاربية هو جزء من الكفاح التحرري القاري. الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي الزعيم علال الفاسي ومسألة الديمقراطية -شكلت المعركة من أجل الديمقراطية أحد الثوابت الأساسية التي كرس الزعيم علال الفاسي حياته للدفاع عنها في وقت مبكر، إيمانا منه بان الكفاح من أجل الحرية والاستقلال لن يكون ذا معنى حقيقي في غياب ديمقراطية تضمن الحريات والحقوق الفردية والجماعية، وصون كرامة المواطن، بما يوازن بين الحقوق والواجبات. -ولذلك كان يؤمن بضرورة المزاوجة بين العمل الوطني التحرري، والانكباب على التفكير العميق في إعداد تصور واضح وشامل لتوعية المشروع المجتمعي الذي ينبغي تحقيقه. وفي هذا الإطار، كانت معركة الديمقراطية حاضرة في البرنامج السياسي الذي اعتمدته كتلة العمل الوطني في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، حيث قررت أن تتحدى سلطة الحماية بتقديم برنامج إصلاح إثر مشاورات واسعة، تمثل في مذكرة مطالب الشعب المغربي التي تقدمت بها في نونبر 1934، والتي أكد على ضرورة الشروع في وضع لبنات الديمقراطية المحلية، يقول الزعيم «وقبل إعطاء هذه الإصلاحات صيغتها النهائية، عملت الكتلة على الاتصال بسائر طبقات الأمة في حواضرها وبواديها، للتعرف على تطلعات المواطنين، والوقوف على الأفكار والتوجهات العامة، لنخلص إلى أن البلاد في حاجة ماسة إلى نظام يحفظ حقوق المغاربة ومصالحهم، أمة وأفرادا، ويسير بهم في صراط التقدم المستقيم. الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي وهذا يجعلنا نستحضر مرة أخرى مفهومه للديمقراطية الشاملة، بحيث يقول في كتابه (دائما مع الشعب): «إن الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كل لا يتجزأ، فلا مجال لتأجيل الحريات السياسية للحصول على الحريات الاقتصادية.. لأن الحريات متضامنة فيما بينها، وهي إما أن تكون كلها أو لا تكون». -كما يؤكد الزعيم علال الفاسي في مقام آخر من الكتاب: «معركة الديمقراطية طويلة وصعبة، ولكن لابد من خوضها والثبات فيها، إنها بطبعها ليست معركة عنف، ولكنها معركة سلام. وهي قبل كل شيء تربية للنفس ومران على أن نعتبر حقوقنا واقفة عند حقوق الآخرين إنها في سعة الصدر وانفتاح القلب والتسامح في المعاملة والتوفيق بين المتناقضات». جانب من الحضور في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي هذا هو المسار الحافل الذي ينبغي أن تسير على دربه الأجيال الحالية والقادمة من خلال المشاركة في الشأن العام، والانخراط في العمل السياسي، والدفاع عن القضايا الوطنية، والتمسك بالثوابت الجامعة للأمة المغربية وإعادة الاعتبار للشأن السياسي وتكريس الديمقراطية في بلادنا. -هذه قطوف فقط من سيرة زعيم وطني قح، وقدوة في الكفاح والإيثار النضالي المتشبث بالمقدسات والثوابت، وفقيه مقاصدي متنور تفاعل مع مستجدات الواقع، ومفكر مجدد تشرب تحولات الأزمة المعاصرة، وشاعر ألمعي حرك الضمائر والعزائم، وعلامة شامخة ومضيئة في ذاكرة الأمة المغربية، زعيمنا الراحل علال الفاسي رحمه الله. الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي -وبهذه المناسبة نستحضر بفخر واعتزاز الرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله إلى المشاركين في المهرجان الخطابي الذي احتضنته مدينة العيون إحياء للذكرى الثلاثين لوفاة الزعيم علال الفاسي. ومما جاء فيها: «كان وسيبقى مدرسة لمن يريد مزاولة السياسة الصادقة في أهدافها، النزيهة في تعاملها، الفاعلة في منهجها. فالمغرب في أمس الحاجة اليوم إلى نخبة من أمثال علال الفاسي وغيره من رواد جيله، الذين أعطوا لمفهوم الوطنية أروع تجلياته، بانخراطهم في العمل الجاد، وتأطير المواطنين عن قرب من مشاغلهم الحقيقية، دونما انسياق وراء النظريات المستوردة او التيارات الداخلية الهدامة.» (انتهى النطق الملكي). العلم الإلكترونية: المخرجة الإعلامية – حكيمة الوردي الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي جانب من الحضور في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي جانب من الحضور في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي جانب من الحضور في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي جانب من الحضور في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي في المهرجان الحاشد لتخليد الذكرى 44 لوفاة الزعيم علال الفاسي