دخول البيت الأبيض على خط الازمة الدبلوماسية المتصاعدة بين المغرب وايران وشجب وزارة الخارجية الأمريكية ما وصفه صراحة ب "الطبيعة المقوضة للاستقرار لأنشطة إيران. بما في ذلك دعم هذا البلد لحزب الله والجماعات الإرهابية الأخرى" واعتبار واشنطنلطهران في “عداد الدول الراعية للإرهاب وحزب الله منظمة إرهابية دولية” بقدر ما يمنح مصداقية ودعما وازنا لدوافع قرار الرباط الاخير بقطع علاقاتها مع نظام الملالي فإنه يضع جبهة البوليساريو الانفصالية ومعها راعيتها الجزائر في موقع حرج وورطة كبيرين، بالنظر لما سيكون للحادث المستجد من تداعيات سياسية إقليمية ودولية. فأصل الاطماع التوسعية الشيعية ومخططات نظام طهران الاقليمية التي انكشفت للعالم مع تمكن اجهزة الاستعلامات المغربية من ترصد و ايقاف رجل الأعمال اللبناني المقرب من قيادة حزب الله قاسم تاج الدين المطلوب من الولاياتالمتحدة والمدرج في القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية بتهمة تمويل حزب الله لتتضح خيوط شبكة الدعم الايراني عبر سفارتها بالجزائر لجبهة البوليساريو وتزويد هذه الاخيرة بالسلاح والتدريب العسكري لضرب استقرار المملكة. مصادر متطابقة ضمنها موقع قناة العربية أكدت أن عناصر و قيادات عسكرية من الميليشيا التابعة لطهران تتوافد على الجزائر لتقيم بشكل دوري ومنذ سنة في مخيمات تندوف جنوبالجزائر بهدف تدريب ميليشيات الانفصاليين المسلحة مضيفة أن هذه المجموعة نقلت شحنات أسلحة وذخيرة وأدوية من جنوبلبنان إلى مخيمات تندوف، لكن تطور التعاون بين جبهة البوليساريو والميليشيات التابعة لإيران ليشمل حفر أنفاق وخنادق بين المنطقة العازلة والحدود المغربية، والتخطيط لشن هجمات إرهابية ورفض طهران وقف هذه الأنشطة أدى لقطع العلاقات نهائياً بين البلدين، خاصة أن التقارير الاستخباراتية أظهرت تزامن تكثيف التعاون بين الطرفين مع أزمة الكركارات. ذات المصادر كشفت قبل أسبوع أن الملحق الثقافي في سفارة إيران لدى الجزائر أمير موسوي شكل حلقة الوصل بين حزب الله وجبهة البوليساريو الانفصالية مبرزة أن موسوي رغم صفته الدبلوماسية والثقافية، فهو في الواقع عضو قديم في الحرس الثوري وضابط كبير في الاستخبارات الإيرانية، وكان على علاقة بكل الميليشيات والجماعات المتطرفة السنية والشيعية في الشرق الأوسط، منذ بداية التسعينيات، وتواصل سابقا مع القاعدة وطالبان وساهم في نقل قيادات من التنظيمين إلى إيران عقب هجمات 11 شتنببر الإرهابية. وبالعودة الى خلفية الدبلوماسي الايراني بالعاصمة الجزائرية, ستتأكد علاقاته الوثيقة بمسؤولين نافذين بهرم السلطة الجزائرية وتمتعه بهامش تحرك واسع و غير محدود بالجزائر يتعدى خصوصيات وظيفته الثقافية ويحظى بحماية خاصة و هو ما جر عليه قبل سنوات انتقادات واسعة من الاعلام الجزائري الذي اتهمه بخدمة أجندة ايران السياسية بالجزائر وبتكوين خلايا لنشر التشيع. وآخر هذه الانتقادات صدرت قبل أيام فقط في شكل حملة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي دشنها ناشطون ومدونون جزائريون وقاسمها المشترك طرد الملحق الثقافي لسفارة ايران موسوي لأنه يشكل خطرا حقيقيا على الأمن الجزائري، بسبب علاقاته المتشعبة وسط المجتمع المدني، ونشاطه المشبوه في نشر الفكر الشيعي» الباحث الجزائري في الإسلاميات، والمدير الأسبق للإعلام بوزارة الشؤون الدينية، عدة فلاحي، انضم الى حملة المطالبة بترحيل الدبلوماسي الايراني المشبوه من خلال رسالة طويلة تناقلتها وسائل الإعلام بعث بها إلى المعني، إذ طلب منه «التنحي عن منصبه»، على خلفية «تحركاته التي أضحت تثير القلق وتطرح العديد من الأسئلة الحرجة». مضيفا في تصريح لموقع أصوات مغاربية ، على أن «أمير موسوي الملحق الثقافي بسفارة إيران أضحى فعلا يتسبب في حرج كبير للسلطات الجزائرية، بسبب تحركاته اللافتة، ونشاطه عبر مواقع التواصل الاجتماعي».