دعا مسؤولون جزائريون سابقون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر إلى طرد الملحق الثقافي الإيراني أمير الموسوي، حفاظاً على المصلحة العليا والعامة للبلاد؛ وذلك على بعد أيام قليلة من قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع طهران، بسبب علاقة مشبوهة بين حزب الله وجبهة البوليساريو الانفصالية. وكانت الحكومة المغربية، على لسان ناطقها الرسمي، كشفت الخميس الماضي "تورط شخص يشتغل بالسفارة الإيرانية في الجزائر، يحمل جواز سفر دبلوماسي إيراني، في تنظيم عمليات تسليح جبهة البوليساريو"، وأوضحت أن "هذا الشخص مكن من كل التسهيلات اللوجستيكية للمسؤولين العسكريين لحزب الله من أجل التوجه إلى تندوف ولقاء مسؤولي الجبهة". وربط أكثر من مصدر جزائري بين الأزمة المغربية الإيرانية وبين التحركات "المشبوهة" التي يقوم بها الملحق الثقافي ذاته منذ سنوات بالجزائر، إذ أكد الضابط الجزائري السابق نوار عبد الملك أن التوتر الجديد بين الرباطوطهران يقف وراءه المسؤول الإيراني نفسه. وقال الضابط السابق المعروف بتأييده للأطروحة الانفصالية للبوليساريو وكذلك لحركة "مجاهدي خلق" الإيرانية: "منذ 2015 ونحن نحذّر من سفارة إيران، غير أن السلطات الجزائرية تجاهلت ذلك رغم معلومات خطيرة قدمناها في حملاتنا ضد أمير الموسوي، ولما تسببت نشاطاته المشبوهة في أزمة دبلوماسية مع المغرب لجأت الجزائر إلى التفاوض السري مع طهران من أجل طرد مقنّن لهذا الضابط الذي حيثما حلّ صنع أزمات". وتابع عبد الملك: "مهما كان مدى الخلاف بين حكام الجزائر والمغرب على ملفات مختلفة وفي مقدمتها قضية الصحراء، يجب أن يتوحدوا ضد مشروع إيران الهدام الذي يستهدف الهوية المغاربية ويعمل على زعزعة الأمن القومي المغاربي، والضرر سيطال الرباطوالجزائر وتونس ونواكشوط وطرابلس وكل دول الشمال الأفريقي". من جهته دعا المستشار السابق لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري عدة فلاحي أمير الموسوي إلى مغادرة الجزائر، وقال في صفحته على "فيسبوك": "أعتقد أنه -حفاظا على المصلحة العليا والعامة- أصبح ضروريا على الملحق الثقافي بالسفارة الإيرانية أن يبادر شخصيا ويطلب إعفاءه من مهامه ومنصبه". وعلل المستشار السابق ذلك بأن "نشاطاته وتحركاته عبر التراب الوطني واتصالاته المكثفة والمتشعبة بفعاليات المجتمع المدني، والتي ذهب إلى استعراضها وبشكل مفرط عبر الفضاء الأزرق من خلال صفحته على فيسبوك، أضحت تثير القلق، وتطرح العديد من الأسئلة الحرجة والمحرجة حتى بالنسبة للمصالح الأمنية بالجزائر". وأكد فلاحي، في تصريح لصحيفة "الحياة" الجزائرية، أن وجود أمير الموسوي الاستخباراتي بالسفارة الإيرانية في الجزائر يحرج السلطات، ويجعل المغرب يستغل الموضوع في صراعه الإقليمي معها. علاوة على ذلك، تجند نشطاء جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي لطرد الملحق الثقافي، إذ أطلقوا صفحة على "فيسبوك" تحت عنوان: "الحملة الجزائرية لطرد الملحق الثقافي الإيراني". كما انتشر "هاشتاغ" "اطردوا_أمير_موسوي" بشكل واسع داخل الصفحات الجزائرية. وخلال الساعات الماضية تناقلت مواقع إعلامية خبر طرد الجزائر الملحق الثقافي الإيراني بسبب تحركات مشبوهة، لكنه رد بطريقة غير مباشرة على هذه الأخبار والتي أسماها "الضوضاء الإعلامية المسيرة". وكتب الموسوي في صفحته على موقع "فيسبوك" منشورا أرفقه بصور قال إنها خلال جولة سياحية له مع أصدقاء عبر ميترو العاصمة الجزائرية. وسبق للملحق الثقافي أن أثار جدلا واسعا قبل أيام بالجزائر بعد تطاوله على حرم الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين، والتي عبرت عن أملها في "رؤية سقوط نظام الملالي في إيران"، وذلك بمناسبة لقاء نظمته المعارضة الإيرانية في فرنسا.