يبدو أن التكنولوجيا الغربية شملت السرقة أيضاً، فاللصوص هناك لم يعودوا يأبهون بمد أيديهم إلى جيوب غيرهم وسرقة بضع دولارات منها، فهم يسرقون الآن ناطحات سحاب، وبواخر في البحار، وشواطئ كاملة، وجسوراً معلقة فوق وديان، إلى آخر ما يخطر على بالك من أمور، وإليك عينة من سرقات غريبة حدثت منذ مطلع هذا العام: في مدينة تاكوما بولاية واشنطن، دهم اللصوص معبداً بوذياً وسرقوا منه جرساً عملاقاً وزنه يزيد على 1500 كيلوجرام، باعوه لتجار الحديد الخردة ب500 دولار، والأمر الذي أثار ذهول رجال الشرطة والرهبان في المعبد هو: كيف رفع اللصوص الجرس عن قاعدته، وكيف أخرجوه من المعبد من دون أن يحدث صوتاً، وعلى العموم فقد عاد الجرس إلى قاعدته، بعد أن تعرف إليه الرهبان لدى أحد تجار الحديد الخردة واشتروه. وفي غانا سرق اللصوص شاحنة النفط (استيريوس) المستأجرة من قبل شركتي نفط، وتخضع لحراسة مشددة من الشرطة، وبعد أيام تلقت أجهزة الأمن خبراً عن سرقة ناقلة ثانية باسم (جيموح)، وبعد فترة عثرت أجهزة الأمن على الناقلة الثانية، فتبين أنها هي الناقلة الأولى وقد أعيد طلاؤها وجرى تغيير اسمها. وقبل مدة فوجئت الشرطة الجامايكية باختفاء الرمال كلياً من مساحة تزيد على الميل من الشاطئ، وتبين أن ما يزيد على 700 شاحنة نقلت الرمال إلى أمكنة أخرى في الجزيرة في ليلة واحدة. وفي روسيا لا تزال الشرطة تحقق في حوادث سرقة جسور كاملة، من بينها جسر طويل من الفولاذ يشكل جزءاً من الطريق السريع المؤدي إلى مدينة خاباروفيسك، وكل عملية من عمليات سرقة الجسور تمت خلال ليلة واحدة وتخلص اللصوص من الحديد والفولاذ ببيعه إلى تجار الخردة. وفي أمريكا سرقوا أعلى ناطحة سحاب في العالم، وهي الامباير ستيت، والسارق صحيفة النيويورك ديلي نيوز، فقد تبين أن الصحيفة تمتلك عدداً من الشركات باسم نيلوتس nelots من بينها شركة غير مسجلة تحمل اسم الامباير ستيت، وبالطبع جرى تغيير اسم الشركة بعد احتجاج الامباير ستيت، ولكن الطريف هو انك إذا قرأت اسم شركة نيلوتس معكوساً، فإنك تحصل على كلمة _stolen_ أي مسروق. ولصوص الغرب لصوص سوبر، وعندما يصفنا الغربيون بالتخلف، فربما يعنون أننا متخلفون في فن السرقة.