" ... ليس من المعقول أن تبيح صحيفة آو مجلة آو أي نشرة إعلامية آو ثقافية لنفسها استملاك حقوق الآخرين مجانا وكأنها تعبّ من الهواء المباح أو تغترف من النهر الجاري... " عدنان عباس سلطان و لأن، الظاهرة.. تناسلت فتكاثرت حد القرف.. كان طبيعيا، أن نعلن عليها، الحرب.. وبلا هوادة تقودك الصدفة، أحيانا، فتشتري جريدة من الجرائد "الوطنية"، فتجد مقالا لك وقد وجد طريقه إلى النشر على صفحات الجريدة عينها، حتى دون أن تكلف نفسك، عناء إرساله.. هكذا وفي واضحة النهار، يسرقون مجهودك وبكل بساطة.. أقلت "السرقة"، نعم السرقة نفسها، فأنا لا أجد مصطلحا، آخر لهذا السلوك غير المبرر، من قبل، مدراء جرائد وصحف، غير "السرقة" ولاشي ء غير "السرقة". هم، لا يهمهم إلا كسب المزيد من مدا خيل، الإعلانات الإشهارية، على حساب مجهودات الآخرين، وبدون مقابل.. الآخرون، يتعبون و يكدون.. يقتطعون من وقتهم، للبحث والتدوين.. فالكتابة. ليأتي أحدهم، هكذا، وفي حركتي "النسخ" و"اللصق"، ليأتي على اليابس والأخضر.. حتى دون الرجوع، لأصحاب المقالات والبحوث المنشورة، على صفحات النت، لاستئذانهم.. ولومن باب المجاملة. ما أعرفه، هو أن الجرائد التي تحترم، على الأقل، نفسها تشير إلى صاحب المقال وإلى مصدر نشره.. وليس، إلى أسلوب "الاستيلاء" لملء بياض صفحاتها.. لأنه، في أحايين كثيرة، ينشرون ما كتبت، حتى دون الإشارة إلى اسمك وإلى الموقع أو الصحيفة الإلكترونية التي نشر فيها.. هي، ليست معاناة شخصية، بل تكاد تكون ظاهرة عامة.. فالعديد من الزملاء والأصدقاء.. حين أخبرهم، أنني قرأت، المقال نفسه.. في منبر ورقي حديث الصدور.. تأخذهم، المفاجأة.. فالدهشة من أنهم، لم يرسلوا، المادة عينها للنشر.. لأي منبر.. وأن علاقتهم بالنشر الورقي، انتهت منذ زمن غير قريب. فهل من اللائق أخلاقيا، أن نجهز على مجهودات الآخرين؟! ويصاب الكاتب، غير ما مرة، بالدهشة حد الصدمة، مما يقدم عليه بعض، مدراء الجرائد والصحف الصفراء، الدين وجدوا ضالتهم الكاملة، في مواقع الإنترنيت ومنتدياته.. على الرغم، من أنهم واعون كل الوعي، . على حد تعبير الزميل عدنان عباس سلطان :أن ".. الاستيلاء غير المشروع والذي يؤخذ عن طريق الانترنيت على النتاج الفكري للآخرين ودون الإشارة إلى اسم المؤلف وعدم استئذانه في النشر لدى الصحيفة أو المطبوع المتجاوز لا يقل عن القيام بمد اليد إلى جيوب الآخرين وسرقة أموالهم، ويعد عملا مثل هذا سرقة للمعنى الذي هو اكبر وأوسع واشمل من السرقة المادية... ". فعلى الرغم من كل هذا، هم يتمادون في سلوكهم، هكذا، حتى دون أن يخجلوا من أنفسهم، أو يحسوا بوخزة الضمير، مما اقترفت أيديهم، فالاستيلاء، في نظرهم، على الأقل، على مواضيع ومقالات مأخوذة عن طريق الانترنيت دون موافقة كّتابها، أمر لا يستحق كل هذه الضجة.