نشرت جريدة «الشرق الأوسط» في عددها ليوم الجمعة سادس مارس الجاري صفحة كاملة حول طفلة يمنية في العاشرة من عمرها، عاشت تجربة زواج مبكرة و تمكنت من استصدار حكم قضائي بتطليقها من زوجها ذي الثلاثين عاما. و المقال الذي كتبه من صنعاء السيد عرفات مدابش ، يسلط النور على ظاهرة الزواج المبكر باليمن، و هو موضوع صحافي مثير بدون أدنى شك. و في العدد المزدوج لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» يومي السبت و الأحد الماضيين ، نشرنا في أسفل صفحة «زوايا» نفس المقال المنشور ب«الشرق الأوسط» مع تغيير طفيف في العنوان؛ حيث استبدلنا العنوان الأصلي «مطلقة.. في العاشرة» بعنوان آخر هو «حياتي لم تكن طبيعية» ؛ كما تم حذف إسم الصحفي صاحب المقال ، و هذا أمر مُستهجن في حد ذاته. في كثير من الأحيان نسقط - نحن الصحفيون- في حب بعض المقالات الصادرة في صحف أخرى، و نتمنى لو كنا نحن الذين كتبناها. أمام هذا «الإعجاب» الجارف تعارفت المهنة على حل مقبول و هو الاقتباس أو إعادة نشر المقال موضوع الإعجاب؛ بيد أن هذه العملية تتم تحت شروط محددة لعل أهمها هو ذِكر مصدر المقال وجوباً و ذِكر تاريخ نشره بشكل جليٍّ و واضح. هذا إذا كانت الجريدة أو المجلة تبيح نقل و نشر محتوياتها. غير أن مؤسسات صحفية تضع شروطا واضحة لعملية الاقتباس هاته من بينها على سبيل المثال، الامتناع عن النقل من صحيفة أو مجلة يتم توزيعها في البلد نفسه (إمكانية إعادة نشر مقال من جريدة «الخبر» الجزائرية مثلا و الامتناع عن الفعل نفسه من جريدة «القدس العربي» التي يتم توزيعها بالمغرب). و هناك من المؤسسات من تمنع النقل من أي صحيفة تصدر باللغة نفسها، أي أن عملية النقل ينبغي أن تتضمن مجهودا إضافيا من المحرر يتمثل في الترجمة مثلا. و لكن المؤسسات الصحفية جميعها و الأخلاق المهنية تحرِّم تحريما قاطعا نقل أو ترجمة مقال من المقالات دون الإشارة إلى صاحبه و إلى مصدره. لقد كان من الممكن ، و قد أُعجِبنا بمقال الزميلة «الشرق الأوسط»، أن نعيد نشره مع تقديم نشير فيه إلي المصدر و نوضح من خلاله الأسباب الوجيهة التي دفعتنا إلى هذا الاقتباس، فنقدم بذلك خدمة لقرائنا من دون الإخلال بالأخلاق المهنية، غير أننا اخترنا طريق الاختلاس عوض الاقتباس و هو عمل لا يشرفنا بتاتاً، فمعذرة لقرائنا و معذرة لجريدة «الشرق الأوسط» و معذرة للزميل عرفات مدابش.