غريب أمر كرة القدم المغربية فبعد أن كانت إلى وقت قريب تتسيد رفقة أكبر المنتخبات الإفريقية وتنافس أعتد المدارس الكروية العالمية أصبحت وللأسف الشديد بدون هوية، فالإخفاق أو عدم النجاح في بلوغ الأهداف والمحافل ليس هو المشكل في حد ذاته، ربما سيتكلم الكل عنه وستتفنن الأقلام والأفواه في ذكره كل حسب هواه، فهناك من سيلوم الجامعة الملكية السابقة... وطرف آخر سيلقي كل العبء على السيد «روجي لومير» مدرب الأسود وطاقمه، وطرف ثالث سيلوم أداء بعض اللاعبين كماجرت العادة، وهناك طرف أخير غير مقتنع بانتدابات واختيارات اللاعبين من الخارج ويريد الاعتماد على اللاعب المحلي لاعب البطولة الوطنية. فالصراحة أن هذا هو حال كرة القدم أو بالأحرى منتخبنا الأول لكرة القدم، ولكن لماذا لا نجعل كرة قدمنا المغربية تتكلم ولو لمرة واحدة بصراحة لتعبر لنا عن ماذا يقع؟ لكي نلعب كرة القدم يجب أن نحبها، فهل لاعبونا يحبون كرة القدم بما فيه الكفاية؟ ربما يظهر السؤال والتحليل طفوليا بعض الشيء ولكن إذا تمعنا أكثر نجد أن حب اللعبة يجعل الممارس يلعبها باستمتاع وهذا شيء لا نلمسه ولا نحسه في اللاعبين الذين يمثلون منتخبنا الوطني، زيادة على ذلك، فالتجانس من أساسيات اللعبة فقبل أن يعطي أي مدرب الخطة يجب عليه أن يتوفر على لاعبين متجانسين ومتعارفين ومتواصلين بكرة القدم التي هي لغة التواصل بينهم فيجب على منتخبنا الوطني أن يتوفر على لاعبين أساسيين متجانسين بغض النظر إن كانوا محترفين، هواة أو لاعبين غير ممارسين بأندية، لأن المدرب الكفء ليس هو من يوضع على رأس منتخب من النجوم واللاعبين المشهورين ولكن المدرب الممتكن والمتمرس هو الذي يعتمد على لاعبين متجانسين لايهم إن كان لهم باع من الشهرة أو لم نسمع عنهم، المهم أن يكونوا مغاربة من طنجة إلي الكويرة ومن باقي أنحاء العالم يمثلوننا بمغربيتهم كرويا بعرق وبجرأة وبفخر نحفظ أسماءهم وتحفظهم الذاكرة ليذكرهم أبناؤنا وإعلامنا في كل المناسبات بامتياز فلن أقتنع بكلمة هاوي أو محترف، عقلية هاوية أو احترافية، الذي يقنعني هو الجهد المبذول والعرق الذي يبلل القميص وروح متعة اللعب، المسؤولية والاحترام التي يتركها اللاعب مع زملائه في الميدان كملحمة تطبق وكسمفونية يكسب بها مودة الجمهور قبل اللقاء لأنه حتى وإن تعادل أو انهزم فيكون انتصارا لأنه قدم المردود والمنتوج المتوخى منه، فكرة القدم أو المستديرة لعبة قبل كل شيء ولكن شعبيتها تجعلها لغة أيضا يتداولها أكثر الناس في العالم ولكي تفهم لغتنا (كرتنا) يجب علينا أن نجد لنا ولها قاموسا لنكتب فيه بمداد أقلامنا لغتنا الخاصة.