بين جميع الفاعلين ما يستحقه من اهتمام لأنه حجر الزاوية * العلم الإلكترونية مثل الخروج الإعلامي الأول للأمين العام لحزب الاستقلال من خلال استضافته في برنامج « ضيف الأولى » الذي بثته القناة الأولى ليلة الثلاثاء الماضي فرصة سانحة لبسط مواقف الحزب تجاه العديد من القضايا و كثير من التطورات . ومن المؤكد فإن هذا الخروج الإعلامي حظي باهتمام كبير من طرف الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين وعبرهم مجموع الرأي العام الوطني . الأخ نزار بركة انتهز الفرصة لتقديم أجوبة شافية على مجمل هذه الانشغالات ، و كان مهما توقفه غير ما مرة خلال الساعة والنصف التي استغرقها البرنامج عند قضية الثقة بين مختلف الفاعلين خصوصا السياسيين والاقتصاديين منهم و التي اعتبرها حجر الزاوية في كل الرهانات المعقودة . وفيما يتعلق بالموقف من الحكومة الحالية ذكر الأمين العام بموقف المجلس الوطني للحزب المنعقد بتاريخ 31 دجنبر الماضي والذي حدد موقف الحزب في المساندة النقدية ، وعاب على الحكومة عدم تنزيلها للاستراتيجيات التي صاغتها خصوصا تنزيلها عبر قوانين المالية ، كما عاب عنها افتقادها لسياسات عمومية تعالج الإشكاليات المستفحلة في المجتمع . وفي شأن ما سماه معد ومقدم البرنامج بالأزمة السياسية الحالية التي أعقبت إعفاء بعض الوزراء سجل الأخ نزار بأهمية إعمال ربط المسؤولية بالمحاسبة كما أن الأمر يتعلق هذه المرة بتفعيل مبدإ المسؤولية السياسية ، لأن الوزير قد لا يكون المسؤول الأول على تعطل المشاريع المرتبطة بالحسيمة منارة المتوسط ولكنه يبقى المسؤول السياسي الأول على ذلك ، و ذكر في هذا الشأن على أنه وقع اتفاق على المحافظة على نفس مكونات الأغلبية الحالية . و عن علاقة حزب الاستقلال بباقي الأحزاب السياسية الوطنية قال الأمين العام إن الحزب منفتح على الجميع و أنه تجمعه وشائج مع أحزاب الكتلة الديمقراطية وحزب العدالة والتنمية وأن الانتقادات التي وجهها مؤخرا كانت القصد منها بعض التخليات التي سجلت على الحكومة السابقة خصوصا ما يتعلق بالحوار الاجتماعي و إصلاح نظام التقاعد . وتحدث المسؤول الأول على الحزب على المؤتمر السابع عشر للحزب الذي انعقد مؤخرا و قال إنه كان مؤتمرا ناجحا بجميع المقاييس و أن ما وقع من انزلاق لم يكن يمثل القاعدة و الذي اعتبره سلوكا مرفوضا ، و أكد أن الأشغال التحضيرية كانت في المستوى و البيان العام كان قويا ، و أضاف أنه حاليا هو أمين عام لجميع الاستقلاليين و الاستقلاليات وأنه لن يدخر جهدا في التجاوب مع انتظاراتهم . و أكد أنه يحمل مشروع تغيير متكامل و متناسق سيحدث نقلة نوعية داخل الحزب . علق الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ نزار بركة في برنامج ضيف الأولى أول أمس الثلاثاء 15 نونبر الجاري الذي ينشطه الإعلامي محمد التيجني على العديد من القضايا، مؤكدا أن الزيارة الملكية لدول الخليج لها أهمية قصوى وتأتي في ظروف خاصة، وفي إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المغرب ومجلس التعاون الخليجي وتهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات ودولة قطر الشقيقة، علما أن هاتين الدولتين تساهمان في استثمارات هامة داخل المغرب، بالاضافة إلى الأبعاد المتعددة للزيارة الملكية على عدة أصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والتقاضي والبعد الاستراتيجي. واعتبر الأخ الأمين العام أن الحدث الرياضي الهام المتعلق بتأهل الفريق الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس العالم بروسيا، خبرا سارا تفاعل معه المغاربة قاطبة، وأظهر للجميع روح الانتماء القوي إلى الوطن، وأعطى هذا الحدث شحنة لكل المغاربة. وقال في هذا الإطار إن مغاربة الخارج ساهموا في تزكية روح المواطنة انطلاقا من تشجيعهم للفريق الوطني وهنأ الجمهور المغربي، وأكد أن الفريق الوطني أبان عن الإرادة الحقيقية والعمل الجاد والدؤوب والهدف الواضح الشيء الذي أدى إلى هذه النتيجة المرضية. وأضاف أن عنصر الثقة كان حاضرا في مقابلة الفريق الوطني ضد الفريق الإيفواري موضحا أن عنصر الثقة أساسي بكل نجاح. وبخصوص إطلاق القمر الاصطناعي محمد السادس (أ) قال الأستاذ نزار بركة إن هذا ما يميز المغرب ويوضح أن له بعدا استراتيجيا بأهداف متعددة فيها الأمني وإشكالية الهجرة، والتهريب وتأمين الحدود الوطنية بالاضافة إلى الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية كقضية الماء والفلاحة. وفي موضوع فوز حزب الاستقلال بمقعد في الانتخابات الجزئية بوجدة، قال الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال إن هذا الفوز نعتبره فأل خير، وإنطلاقة جديدة لحزب الاستقلال بحيث كانت لقاءات لقيادة الحزب مع المواطنات والمواطنين في مدينة وجدة. وأوضح أن حزب الاستقلال حاليا يدشن مرحلة جديدة عمادها الانفتاح على كافة الفاعلين من مجتمع مدني، وأشار إلى العمل الذي قام به الأخ عمر حجيرة في هذا الإطار. ووقف الأخ نزار عند ضعف الاقبال على الانتخابات الجزئية حيث وصلت نسبة المشاركة مابين 5 و10٪ وهي نسبة ضئيلة، وهذا ما يبرر بأن هناك اشكالية حقيقية مرتبطة بالعزوف عن العمل السياسي. وعن ظاهرة العنف المدرسي أكد الأستاذ نزار أن الإشكالية مرتبطة بالعنف داخل المجتمع، وأن الإشكال الحقيقي هو أننا في المغرب بدأنا نلاحظ استفحال العديد من الظواهر كالعنف ضد النساء وفي المدرسة والعنف في الشارع. ويرتبط ذلك بالتراجع عن القيم والتسامح والانفتاح واحترام الآخر، ومرتبط كذلك بالقدرة على الحوار والنقاش. وناقش الأخ الأمين العام العديد من القضايا الجوهرية من ضمنها وضعية المنظومة التربوية والقضايا الاجتماعية كالصحة والشغل والحوار الاجتماعي.. وقال إن الحوار الاجتماعي لم ينجح ولم تتم مأسسته وأنه لايعقل في بلد كالمغرب لاوجود لحوار اجتماعي ممأسس، ودعا إلى حوار يفضي إلى تعاقدات اجتماعية واضحة. وفيما يتعلق بالتقاعد أكد على إصلاح شمولي بدل الاصلاح الجزئي. وأشار إلى العديد من الاشكاليات الاقتصادية التي ترتبط خاصة بالمقاولات الصغيرة والمتوسطة موضحا أن 135 شركة اغلقت أبوابها في السنوات الأربع الأخيرة، وتساءل عن مصير آلاف المستخدمين الذين كانوا يعملون في هذه الشركات. وسنعود لهذا اللقاء بالتفصيل في عدد لاحق.