ما قصة الاغلاقات المتكررة لأهم ملاعبنا الرياضية؟ فقد عاد الحديث عن إغلاق آخر لمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء بعد شهور قليلة من نهاية الأشغال به، بعد أن ظل مغلقا لحوالي سنة كاملة. فقد لاكت الألسن خبر إغلاق هذه المنشأة الرياضية والتفسير البئيس الذي يبرر به القرار هو أن عشب الملعب تضرر كثيرا من المباريات التي جرت عليه. البطولة لاتزال في بدايتها ولم تجر مباريات كثيرة لحد الآن. وقيل في السابق إن الإصلاحات كانت جيدة ومتينة وقيل الشعر في العشب الجيد للملعب وصرفت الملايير واضطرت فرق كبيرة من حجم الوداد الرياضي والرجاء البيضاوي لاستضافة الفرق الكروية في ملاعب بعيدة عن الدارالبيضاء مما كلفها خسائر مالية كبيرة جدا. وبعد كل هذا يقال اليوم إن عشب الملعب لم يستحمل إجراء مباريات قليلة عليه، وأن المركب سيغلق أبوابه بعد مباراة الوداد البيضاوي ضد إتحاد العاصمة الجزائري برسم إياب نصف نهاية دوري أبطال إفريقيا استعدادا لاحتضان هذه المنشأة لجزء من مباريات كأس افريقيا للمحليين. مركب محمد الخامس ليس وحيدا في هذا الصدد. فالملعب البلدي بالقنيطرة ما أن انتهت به أشغال الترميم والإصلاح حتى قيل إنه سيغلق أبوابه للإصلاح وهو الآن في حالة إغلاق مما أوجب على فريق النادي القنيطري البحث عن مأوى لمبارياته. ما هذا الذي يحدث؟ مبالغ مالية مهولة تصرف على الإصلاح والترميم ونكون في حاجة إلى ميزانيات إضافية أخرى لإصلاح ما تم إصلاحه وترميم ما تم ترميمه. إن الظاهرة ليست عادية كما يتم التسويق لها، هناك خلل ما في جهة ما يتطلب التصحيح، وهناك منطقة ظلام في حاجة ملحة إلى من يسلط عليها الأضواء الكاشفة لتتضح الصورة الحقيقية التي تحفظ الثقة والاطمئنان على ما يجري وما يقع. إننا لا ننكر أن الجهات الوصية على المنشآت الرياضية في بلادنا حققت لبنيتنا الرياضية مكاسب وإضافات مهمة خصوصا فيما يتعلق بتأهيل وإصلاح ملاعب كرة القدم في العديد من المدن المغربية، ويمكن القول إن البلاد تتوفر على بنية كروية لائقة، ولكن ما يحدث في بعض الحالات يدعو فعلا للاستغراب. نكررها للمرة الألف.. لا يمكن أن نفهم أو نتفهم قرار إغلاق مركب محمد الخامس لإصلاحه وتأهيله بعد شهور قليلة من إعادة فتح أبوابه بعدما كانت مغلقة بغرض الإصلاح والترميم والتأهيل.
*** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: