أصبحت معظم البرامج العربية خاصة المشرقية منها تهتم بقضايا المرأة المغربية لتستضيفهن كمتهمات خلف القضبان مروجات للدعارة أو ممارسات لها عبر مختلف أقطار العالم العربي فيتحولن إلى عينات دراسة أمام الجنسيات الأخرى من نساء لهن مراكز علمية أو مارسن الفعل الجمعوي، فيفرغن قائمات طويلة من العاهات الإجتماعية التي تفرز هذه الشخصيات المعتلة نفسيا وعضويا. إلا أن واقع الحال يقتضي العكس لأن المرأة المغربية وعلى مرور الأزمنة أثبتت تفوقها الاجتماعي، داخل تداخل عدة قوميات لشعوب مختلفة كونت لنفسها نظاما اجتماعيا مكنها من أن تكون لها مكانة اجتماعية مهمة، حتى تصل في بعض الأحيان إلى مناصب سياسية كبرى لتتقلد مناصب الحكم في المغرب في عصور كانت لاتزال المرأة تباع وتشترى في أسواق النخاسة بالمشرق. إن الهجمة الإعلامية أصبحت مروجة لصورة معكوسة للمرأة وذلك بعدم اعتمادها الموضوعية بالنسبة للطرح أو حتى المداخلات التي تأتي بالسلب، فتختصر مجهود سنوات لنساء مغربيات أثبتن مدى كفاءتهن في جميع المجالات التي خضنها سواء كن إعلاميات، طبيبات. مهندسات، رياضيات عالمات التحقن بأكبر مراكز البحث العالمية وذاع صيتهن بالغرب والمشرق. وتعتبر الدكتورة زينب معادي دكتورة علم الإجتمع النفسي بجامعة بنمسيك للآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء بأنه من خلال الصورة الإعلامية للمرأة المغربية يتم صنع تاريخ بصري لهابتكرار وخلق الإلحاح على نماذج توجد بأي مجتمعات كأنماط بشرية تشكل ملامح الكبرى لأي مجتمع، وإنما هي تتعدى «البروباجندا» لتصبح تاريخا بتنميط الصورة وذلك بعرضها بشكل مستمر ودائم. ولأن الآخر دائما يشكل عنصر دهشة ونحن نشكل انعكاس المشرق المباشر مجتمعيا، فإن ترويج للبرامج يتخذ هذه النقطة كمطية لجرِّ المشاهد ليكتشف صورته الموازية له بمكان يبعد عنه بآلاف الأميال،ومنفتح بشكل عشوائي على الغرب، ليرسخ له أنه النموذج المثالي للإنسان العربي المتمسك بمقومات العروبة الناضجة والتجربة الإنسانية داخل المؤسسة الدينية التي يعتبر المغرب آخر نقطة يصلها. فيرضي مشاهده على حساب صورة المرأة بل الإنسان هنا. إن مايثيره المشرق الآن في عدة برامج جماهيرية هو بمثابة توجه عام ومثير للجدل حتى يحصل كل مشاهد على فرصة لقراءة الواقع المعاش بشكل مقلوب، وبدلا من أن نحقق من خلال البرامج الجماهرية حواراً منفتحا على جميع الجنسيات يُحاول معدو ومقدمو هذه البرامج إلى خلق قطائع فكرية واجتماعية تزيد من هشاشة العلاقات الأفقية للوطن العربي.