تفاصيل اعتراف الحكومة الفرنسية بالمغاربة ضحايا الحرب. قمنا في البداية بربط الاتصال بعدد من مسئولي الأحزاب السياسية الديمقراطية البلجيكية حيث عملنا على توضيح وجهات نظرنا والكشف عن حقيقة مساهمة المغاربة في بناء المجتمع البلجيكي. في أول حضور لنا في الاحتفال الذي يقام بجامبلوا عمل الفرنسيين على منعنا من أي مشاركة في الاحتفال كهيئة تتحدث باسم الجنود المغاربة وهذا الموقف الفرنسي جعل عدد من البلجيكيين يتضامنون معنا من أجل المشاركة بصفة رسمية في حفل إحياء ذكرى معركة جامبلوا ونذكر السيد أندري فلاهو وزير الدفاع البلجيكي الأسبق والكولونيل نولي. وبعد مفاوضات مارطونية مع السلطات الفرنسية تم قبول حضورنا للحفل وبروتوكولاته. وطلبت منا السلطات البلجيكية تكوين هيئة للدفاع عن ضحايا قدماء المحاربين بجامبلوا فتم تكوين جمعية قدماء المحاربين وضحايا الحرب المغاربة ببلجيكا. وفي بداية 1998 بدا حضورنا يا خد طابعا رسميا ومن تم كانت النتيجة ناجحة وهي الاعتراف بمغاربة جامبلوا ضحايا الحرب وفي سنة 2000 كانت الذكرى 60 سنة واتفق الأطراف الفرنسيين والبلجيكيين على استدعاء المغرب للحضور شرفيا بالمناسبة. وهكذا تكلفت وزارة الدفاع البلجيكية باستدعاء المغرب للحضور في ذكرى جامبلو، الشيء الذي جعل المغرب يشارك بوفد هام وعلى رأسه كاتب الدولة في الدفاع السيد عبد الرحمان السباعي والجنرال المرحوم بنعلي ولجنة عن المكتب الثالث المكلفة بجمع الوثائق للمغاربة المحاربين خارج المغرب وممثلين عن المغاربة الذين شاركوا في حرب جامبلوا. وكانت هذه أول مرة يعزف فيها النشيد الوطني المغربي حيث أعطيت الكلمة للوفد المغربي وتم وضع إكليل زهور على قبور الجنود المغاربة بجامبلو ويشار إلى أن المسؤولين الفرنسيين كانوا قد منعوا المغاربة من الحضور بشا سطر وتدخل السيد فلاهو وزير الدفاع آنذاك معلنا تضامنه مجددا مع المغرب واتصل السيد فلاهو بالكولونيل المنسق العسكري بالسفارة الفرنسية من اجل القبول بحضور المغاربة وكان السيد فلاهو صارما في تعامله مع الفرنسيين، حيث تم الحسم في الموضوع وحضر المغرب خلال السنوات الأخرى بصفة رسمية إلى مقبرة شاسطر حيث يرقد المغاربة. ومن تم فتح ملف تعويض المغاربة الذي كان متوقفا من 1959 حتى 1960 وأعطت فرنسا تعويضات لهؤلاء المغاربة من اجل الاستفادة والحصول على حقوقهم كاملة وخصوصا الجنود الأحياء وأرامل الجنود، وهذا في حد ذاته نجاح باهر حصل المغرب عليه. أما فيما يخص عملنا الجمعوي فإننا نشتغل انطلاقا من إمكانياتنا الخاصة ومع ذلك فإننا نجد صعوبة بالغة فيما يخص الدعم المادي. إن الاعتراف تم الحصول عليه بفضل عمل الجمعية في بلجيكا أمام المسئولين الفرنسيين والبلجيكيين إن الروح الوطنية تقتضي اليوم الدفاع عن حقوق هؤلاء لما في ذلك مصلحة الجميع أفرادا وجماعات. غياب أي دور حقيقي لوسائل الإعلام المغربية في بلجيكا. نسجل في البداية ان الإعلام المغربي لم يهتم بهذا الملف بالطريقة التي يجب أن يقوم بها. إن الإعلام المغربي إعلاما للمغاربة وليس إعلام للدعايات الفارغة في بلجيكا التي تنتج برامج المقاهي والمحلات التجارية إننا في حاجة إلى تغيير حقيقي لهذه البرامج إن الواقع أعمق من ذلك حيث الشباب يعاني من مشاكل في المهجر مشاكل البطالة والتهميش والإقصاء في بلاد الغربة. إننا نطالب بوضع حد لمثل هذه البرامج التافهة وتشديد المراقبة عليها وعلى مدا خيلها العشوائية التي تكسب الربح بهدف الغنى الفاحش على حساب أبناء المهجر وهنا أطالب الجميع بتحمل مسؤوليته كاملة من اجل مراقبة البرامج التي لاتخدم مصلحة الوطن ولا مصلحة الجالية المغربية وإنما تخدم مصالح المشرفين عليه. نبذة تاريخية عن مشاركة المغاربة إلى جانب الفرنسيين. بعد التوقيع على معاهدة الحماية دخلت فرنسا للمغرب وبعد سنتين اندلعت الحرب العالمية الأولى حيث استفادت فرنسا من أعوانها الذين فظلوا المستعمر على وطنهم منهم قياد وشيوخ وباشاوات هؤلاء كانوا سببا في دفع عدد من الشباب إلى الحرب حيث عمل الفرنسيين على أخد الشباب المغربي من عائلاتهم إلى التجنيد بالقوة. وكنتيجة لذلك فان العائلات المغربية أصبحت عاجزة عن مواجهة الاحتلال الفرنسي خوفا على اولادهم المجندين لدى المستعمر وهكذا استفادت فرنسا من جهتين الاولى كسب عطف العائلات المغربية والثانية استغلال الجنود المغاربة في حربها ضد النازية. وكان الشيوخ مدعمين من طرف المراقبين لجمع أبناء المغاربة والدفع بهم في الحرب في صفوف الفرنسيين. ومن بين نتائج انضمام العملاء إلى جانب المستعمر إضعاف قوة المقاومة المغربية. وهكذا فرض المستعمر الفرنسي ضرائب على الشعب المغربي كضريبة الترتيب على الأسر المغربية وضريبة لودن كضريبة خاصة مما أثقل كاهل المواطن المغربي بالإضافة إلى ضرائب عن المحاصيل الفلاحية فحصل العملاء على امتيازات لدى المستعمر مكنهم من الاستحواذ على ممتلكات المواطنين البسطاء. بعد أزمة 1929 بدا العالم يتهيأ للحرب العالمية الثانية الشيء الذي دفع فرنسا إلى تجنيد المغاربة في صفوف قواتها. وفي 10 مايو 1940 توصلت المخابرات الفرنسية بان ألمانيا ستهاجم شمال فرنساوبلجيكا وهولندا . وفي هذا الوقت كان المغاربة متواجدين بكثرة في منطقة الشمال الفرنسي فأمرت فرنسا المغاربة بالتوجه إلى بلجيكا من اجل تجنب القصف الألماني وهكذا وصل المغاربة إلى جامبلوا حسب رواية الكونونيل نولي المكلف بأجهزة الاتصال العسكري منهم أي المغاربة تقسيمتين عسكريتين و3 فيالق إلى منطقة جامبلوا بقيادة الجنرال أيمس وضارت رحى حرب جامبلوا في 15 مايو من نفس السنة حيث انسحبت القوات الألمانية من مدينة جمبلو. انسحبت ألمانيا من المعركة و جمعت قواتها من جديد وهاجمت جمبلوا فكانت الخسائر كبيرة في صفوف المغاربة وسقط في يد الألمان عدد كبير منهم ولقي حتفه ما تبقى. و في نهاية الثمانينات أنجزت طالبة مغربية بجامعة بروكسيل الحرة بحثا جامعيا حول معركة جامبلوا الشيء الذي مكن من معرفة المعركة بكل تفاصيلها. إن معركة جامبلوا تمثل بحق تاريخا مشرفا للمغاربة تكشف عن حقيقة مساهمة المغاربة في تحرير بلجيكا.