أكد السيد لمنور عالم سفير المغرب لدى المجموعات الأوروبية أن المغرب يبقى متشبتا بوفائه لنموذجه المجتمعي الحداثي والديمقراطي. وذكر السيد عالم، خلال مداخلة له مؤخرا في لقاء لمجموعة التعاون المتوسطي لمنظمة الحلف الاطلسي ببروكسيل ضم مستشاري الممثليات الدائمة للبلدان الحليفة المكلفة بالتعاون مع بلدان الحوار المتوسطي للتحالف, أن المغرب نهج ومنذ حصوله على الاستقلال التعددية الحزبية والديمقراطية على المستوى السياسي, والليبرالية على المستوى الاقتصادي, وذلك في تناسق مع العالم الحر وعكس المنحى الذي سارت عليه أغلبية الدول التي حصلت حديثا على استقلالها والتي نهجت من جهتها التوجه الاشتراكي ومبدأ الحزب الوحيد. وأكد السيد عالم أن ما آلت إليه الحرب يؤكد وجاهة الاختيارت التي تبناها المغرب. وبخصوص التعاون مع الحلف الاطلسي، أكد الدبلوماسي المغربي أن المملكة التي ترتكز المبادئ الأساسية لسياستها الخارجية على احترام العدالة الدولية وعلى النهوض بالسلام والاستقرار العالمي، انخرطت بشكل فعال في جهود وأعمال المنتظم الدولي انتصارا لهذه القيم. وأضاف السيد عالم أن المغرب ومنذ ستينيات القرن الماضي يعتبر أحد أهم المساهمين في عمليات حفظ السلام برعاية الاممالمتحدة, التي ضمت تجريدات مغربية قامت بمهام في افريقيا وأمريكا الوسطى، ولازالت لحد الآن في أوروبا وبشكل خاص في البلقان إلى جانب قوات الحلف الاطلسي في البوسنة والهرسك (قوات حفظ الاستقرار) وكوسوفو (قوات حفظ السلام في كوسوفو). وذكر السفير في هذا الإطار بأن القوات المسلحة الملكية اشتغلت في كل التزاماتها على واجهتين, عملية وإنسانية كما هو الحال بالبلقان من خلال وضع القوات المسلحة الملكية مستشفى ميداني لمساعدة السكان المدنيين، وهو ما أكسبها احترام واعتراف السكان والفاعلين الدوليين. وأوضح السيد عالم أنه انطلاقا من أعمالها، اكتسبت القوات المسلحة الملكية خبرة وقدرة كبيرة على العمل في إطار العمليات المشتركة لتدبير الأزمات وحفظ السلام. من جهة أخرى، أشار السفير إلى أن المغرب، الذي يعد أيضا ضحية للإرهاب الأعمى، استوعب بشكل شامل الصدمات الجيو-سياسية والجيو-استراتيجية لأحداث 11 شتنبر. وأكد في هذا الصدد، أن المملكة لم تكف عن الدعوة إلى اعتماد مقاربة شمولية وإلى التعاون ونهج خطوة متشاور بشأنها من أجل مواجهة التحديات والتهديدات المرتبطة بالأمن. واعتبر السيد عالم أنه داخل عالم تحكمه العولمة وحيث بدأت مفاهيم البعد والحدود تتلاشى، فإن التهديدات والتحديات الإنسانية هي نفسها بالنسبة للجميع. وأضاف السيد علام أن التغيرات المناخية، والكوارث الطبيعية والبشرية، والأوبئة، والجرائم عبر الأنترنيت، والقرصنة، والأمن الطاقي، والإرهاب، أو انتشار أسلحة الدمار الشامل، تعد تحديات كبيرة ليس بإمكان أمة أو مجموعة من الأمم رفعها لوحدها. وأشار إلى أن هذا هو المفهوم الذي كان وراء الالتزام الطوعي للمغرب ودعوته الدائمة إلى الحوار والتعاون من أجل ضمان السكينة التي ينشدها سكان العالم. وكان السفير مارتان إيردمان نائب الأمين العام للحلف الأطلسي للشؤون السياسية والأمن، الذي ترأس هذا الاجتماع، قد أشاد بالدور الذي يضطلع به المغرب والذي وصفه ب«البلد المتبصر»، ليس فقط على مستوى العلاقات الثنائية مع الحلف الأطلسي, ولكن أيضا على المستوى الإقليمي عبر النهوض بالحوار والتعاون والتفاهم بين الحلف وبلدان الحوار المتوسطي. وأكد مسؤول التحالف أن هذا الالتزام لم يخلف وعوده أبدا سواء على الصعيد السياسي عبر التواجد المغربي في جميع المواعيد السياسية المرتقبة برسم أجندة الحلف الأطلسي وبلدان الحوار المتوسطي، أو على المستوى العملي، خاصة من خلال مشاركة التجريدة المغربية للقوات المسلحة الملكية إلى جانب التحالف الأطلسي في إطار عمليات حفظ السلام بالبوسنة والهرسك في إطار قوات حفظ الاستقرار، وفي كوسوفو (قوات حفظ السلام في كوسوفو). وأبرز إيردمان، من جهة أخرى، الدور النشط للمغرب الذي ما فتأ يلعبه في ظل سياق إقليمي جد دقيق. وتم تخصيص اجتماع مجموعة التعاون المتوسطي للحلف الأطلسي لتبادل وجهات النظر حول وضع وآفاق التعاون الثنائي بين المغرب والحلف الأطلسي، وحول آفاق الحوار المتوسطي، والإطار الإقليمي للتعاون الذي يربط بين الحلف الأطلسي وسبع بلدان بالضفة الجنوبية للمتوسط، إضافة إلى السبل التي ينبغي اتباعها لرفع التحديات المشتركة المرتبطة بالأمن سواء على المستوى الأور-أطلسي أوالمتوسطي.