اقترح المغرب وفرنسا مشروع ورقة عمل حول تعزيز الحوار السياسي والتعاون في مجال الأمن والدفاع، وذلك في إطار الاجتماع الوزاري للمنتدى المتوسطي الذي ينعقد بمدينة الحمامات بتونس. وقال محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون في كلمة له، أول أمس السبت خلال هذا الاجتماع، أن الأمن بمنطقة المتوسط يجب أن يكتسي طابعا متعدد الأبعاد يشمل إلى جانب الطابع العسكري الصرف الجوانب المرتبطة بالحماية المدنية وتدبير الكوارث والمراقبة البحرية التي تعد من بين قضايا الساعة ولها مكانتها في إطار التعاون في مجال الأمن. وأضاف المسؤول المغربي أن نجاح أي عملية تعاون رهين بآليات وإطارات الحوار التي تنظمه مشيرا إلى أن هذا الأمر يفرض على المتدخلين التوفر على فضاءات لتبادل وجهات النظر والتجارب والمعلومات والتعبير عن انتظارات الأطراف من التعاون في مجال الامن والدفاع. ويندرج المشروع المتعلق ب تعزيز الحوار السياسي والتعاون في مجال الأمن والدفاع المقترح من قبل المغرب وفرنسا وفق المنظور المشار إليه، والذي يهدف إلى ترسيخ الحوار والتشاور كدعامتين للتعاون في مجال الأمن والدفاع في الفضاء المتوسطي. وأشار بعد ذلك إلى الأهمية التي يوليها المغرب لمسلسل برشلونة مجددا تشبث المغرب بهذا الإطار من التعاون والشراكة المتجددة في المنطقة الاورومتوسطية. وأبرز السيد بن عيسى أن الشركاء الأورومتوسطيين قد شرعوا منذ عشر سنوات في إقامة تعاون يلامس مختلف المجالات مضيفا أن هذه الدينامية ستكون أكثر مردودية في ما يتعلق بالامن والدفاع إذا ما تم اعتماد حوار مدعم وعميق وتعاون فعال من أجل حماية المنطقة وشعوبها من ظاهرة الإرهاب العالمي وإقامة فضاء متوسطي يعيش في أمن واستقرار ورفاهية وتفاهم. وشدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن التهديد الذي يمثله الإرهاب ليست له أية حدود وأن الفضاء الأورومتوسطي ليس بمنأى عنه. يشارإلى أن الاجتماع الوزاري للمنتدى المتوسطي الذي كان مغلقا ناقش عددا من القضايا المتعلقة أساسا بالسلام والأمن والشراكة والتعاون في المجالات المرتبطة بالهجرة والاقتصاد والمال والثقافة وفي موضوع ذي صلة أكد الأمين العام للحلف الاطلسي جاب هووب شيفر يوم الجمعة الماضي على أهمية المستوى المتميز للعلاقات القائمة بين المغرب والحلف. وقال شيفر خلال لقاء عقده بمقر الحلف ببروكسيل مع ممثلي الصحافة العربية المعتمدة في لندن إن روابط التعاون بين المغرب والحلف الاطلسي التي بلغت مستويات ممتازة تتطور في الاتجاه الايجابي وذكر في هذا الصدد بالزيارة التي قام بها الى المغرب في شهر فبراير الماضي والتي استقبل خلالها من طرف جلالة الملك محمد السادس. مؤكدا أن الزيارة كانت مناسبة لتدارس الوسائل الكفيلة بتطوير التعاون الثنائي خاصة في إطار مبادرة الحوار المتوسطي التي أطلقها الحلف سنة1994 والتي تم الارتقاء بها مؤخرا الى مستوى شراكة. وأشارالامين العام للحلف الاطلسي بالمناسبة نفسها إلى أن المباحثات ما زالت متواصلة بين الطرفين بهدف التوصل الى اتفاق أمني لحماية المعطيات المصنفة موضحا الى أن مثل هذه الاتفاقية ستكون خطوة أخرى على طريق التعاون الذي يشمل مجالات مختلفة من بينها تبادل المعلومات ومحاربة الإرهاب. يذكر أن مسؤولو الحلف الأطلسي أعلنوا عن قرب تدشين مركز للمعلومات والتوثيق بالمغرب سيكون الأول من نوعه في العالم العربي، وسوف يساعد على اتخاذ القرارات المتعلقة بالأنشطة التي ترى دول المنطقة ضرورة اتخاذها بتعاون مع الحلف في المجال الأمني.