وزراء خارجية دول غرب المتوسط يجتمعون في الرباط الإثنين انطلق مسار الحوار والتعاون بين بلدان غرب حوض البحر الأبيض " 5 زائد 5 " منذ الاجتماع الوزاري بروما يوم 10 أكتوبر 1990، قبل أن تحط دورته السادسة الرحال بالمغرب، حيث ينتظر أن تنطلق أشغالها، الاثنين المقبل، في العاصمة الرباط، فيما سيعقد وزراء الشؤون الخارجية بدول اتحاد المغرب العربي، بعد غد الأحد، لقاء تنسيقي. "" ويأتي هذا الاجتماع ليعيد من جديد طرح مجموعة من التساؤلات حول النتائج التي حققتها هذه القمة، وما الذي استفادته الدول المغاربية من هذا الحوار في تعزيز الأمن والاستقرار والتشاور السياسي والتعاون الاقتصادي والاندماج الإقليمي، فضلا عن المحور الاجتماعي والمحور الثقافي والإنساني. وفيما ذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية أن هذه القمة، التي ستعقد حول موضوع " الحوار بمنطقة غرب المتوسط في خدمة الشركاء المتوسطيين: تعزيز الاندماج الإقليمي وتنمية التعاون المدعم"، تهدف إلى تعميق التفكير وتحديد واستكشاف مختلف السبل التي من شأنها تقوية الشراكة في منطقة غرب المتوسط، قال محمد الغماري، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، إن "حوار مجموعة الخمسة زائد خمسة لم يحقق لحد الآن أي شيء يذكر"، مشيرا إلى أن "جميع النتائج المتوقعة ما زالت منتظرة ". وأبرز الغماريأن "الدور الأساسي لهذه القمة هو التنمية والتضامن فى منطقة غرب المتوسط، وتعبيد الطريق للدخول في العولمة، إلى جانب الاهتمام أكثر بالازدهار الاقتصادي والاجتماعي"، غير أنه لا يستبعد الخوض في القضايا السياسية بهدف تعزيز عملية السلام"، إذ أنها تعمل على إبراز ثراء تجربة الاندماج الأوروبي وتجربة الاندماج المغاربي، وإسهامهما فى تقليص التوترات ودعم حسن الجوار. واعتبر أستاذ العلاقات الدولية أن اختيار المغرب لاحتضان الدورة السادسة "جاء نتيجة أن المملكة أصبحت لها مكانة مهمة جدا في نظام العولمة، كما أنها أضحت ضمن قائمة الدول العربية المساعدة في الانفتاح نحو الغرب". وذكر الغماري أن هذه المكانة ظهرت بشكل كبير في الزيارة الأخيرة لملك الأردن عبد الله الثاني إلى المغرب، حيث جرى الاتفاق، إلى جانب إبرام اتفاقيات اقتصادية، على مجموعة من النقاط المتعلقة بالأوضاع في الشرق الأوسط ومناقشة عملية السلام بين الإسرائليين والفلسطينيين، والتي تزامنت مع جولة الرئيس الأميركي جورج بوش الذي أشارت تقارير صحافية إلى أنها لم تحمل معها جديد سوى تأكيد اعترافها بيهودية دولة إسرائيل. ومن المقرر أن يعقد هذا الاجتماع برئاسة المغرب، وبمشاركة وزراء الشؤون الخارجية في كل من ليبيا وتونس وموريتانيا والجزائر، وكذا نظرائهم في إيطاليا واسبانيا وفرنسا والبرتغال ومالطا، بالإضافة إلى مشاركة، ولأول مرة كملاحظ، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي واللجنة الأوروبية للعلاقات الخارجية والسياسة الأوروبية للجوار. وتهدف القمة، حسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، إلى تعميق التفكير حول التعاون المدعم الكفيل بإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الأورو-مغاربية، وإلى مخاطبة كل شركاء هذا الحوار حول مجالات التعاون، وذلك من أجل تقوية حركة تفاعلية للتعاون شمال- جنوب، وجنوب- جنوب. كما ستكون مناسبة لإجراء مشاورات سياسية حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذا حول التحديات التي تواجه المنطقة المتوسطية. والتقى وزراء خارجية الدول المعنية بهذا الحوار منذ إعلان روما فى عدة مناسبات، نذكر منها الجزائر فى اكتوبر 1991، ولشبونة في يناير2001، وطرابلس فى ماي 2002، وسانت ماكسيم فى فرنسا في أبريل 2003.