أكد السفير الممثل الدائم لفرنسا لدى الاتحاد الأوروبي، فيليب إتيان، أن المغرب يعد شريكا "أساسيا" و"متميزا" للاتحاد الأوروبي، مشيدا بمسار التحديث الذي انخرط فيه المغرب. وأوضح إتيان، يوم الأربعاء المنصرم، ببروكسيل، بمناسبة تسلمه من سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، لمنور عالم، الوسام العلوي من درجة ضابط، الذي منحه إياه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي مثمرة جدا، وأن فرنسا فخورة بمنح المغرب وضعا متقدما في علاقته بالاتحاد، في ظل الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من 2008. وأشار إلى أن المملكة نهجت إصلاحات تعد "نموذجا لكافة المنطقة"، مبرزا على الخصوص مجهودات التحديث والتنمية في ميدان العدل والبنى التحتية والنقل. وأضاف الديبلوماسي الفرنسي أن "الاتحاد الأوروبي وفرنسا يتشرفان بدعم هذه الإصلاحات، التي تعد ثمرة لإرادة ورؤية المغرب". كما ثمن الدبلوماسي الفرنسي الدور "المهم والإيجابي"، الذي يضطلع به المغرب في مسلسل التقارب بين مكونات المنطقة الأورو- متوسطية. وأكد إتيان أن إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط جرى بفضل مجهودات بعض بلدان شمال وجنوب حوض المتوسط، ومن بينها المغرب، الذي يضطلع بدور إيجابي جدا ضمن هذا الاتحاد، وفي إطار هذا المسلسل الجديد للتقارب الاستراتيجي. وسلط الدبلوماسي الفرنسي، بهذه المناسبة، الضوء على تميز العلاقات بين المغرب وفرنسا، باعتبارهما بلدين "صديقين"، مسجلا أنه "متأثر جدا"، وفخور بحصوله على هذا الوسام الملكي. من جهته، أشاد عالم بالدعم الذي تقدمه فرنسا، "بشكل متواصل"، للمغرب، بهدف تعميق، وعلى نحو أكبر، شراكته المتعددة الأطراف والاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي. وقال إن المغرب عازم، بمساعدة أصدقائه الأوروبيين ومن بينهم فرنسا، على استغلال كافة مجالات التعاون مع الاتحاد، ومتى ما حل الوقت المناسب إبرام روابط تعاقدية جديدة توثق لعرى تحالف قوي وكبير بين الاتحاد الأوروبي والمملكة. وأضاف أن فرنسا عرفت خلال ترؤسها للاتحاد الأوروبي، كيف تعرب عن تشبثها بتحقيق التقارب بين ضفتي المتوسط وتعزيز الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مذكرا بالمصادقة، في 13 أكتوبر2008، خلال انعقاد مجلس الشراكة السابع للمغرب والاتحاد الأوروبي، على الوثيقة المشتركة المغرب-الاتحاد الأوروبي حول الوضع المتقدم. واستعرض عالم المسار المهني "الغني والاستثنائي" لإتيان، مبرزا مساهمته القوية في تعزيز الروابط بين البلدين. وأكد أن هذا التوشيح الملكي يشكل اعترافا بحنكة هذا الديبلوماسي، الذي عمل من خلال ما تقلده من وظائف، على خدمة الصداقة المغربية – الفرنسية، مشيرا في هذا السياق إلى أن إتيان عمل، حين كان مديرا عاما للتعاون الدولي والتنمية، على "مضاعفة حجم التعاون بين المغرب وفرنسا، وعرف كيف يمنح لهذا الجانب دينامية جديدة، ترتقي به إلى مستوى الشراكة الثنائية النموذجية". وجرى هذا الحفل بحضور شخصيات بارزة من عالم السياسة والديبلوماسية والثقافة.