على إيقاع الأحداث المأساوية الناجمة عن محاولة المهاجرين الأفارقة لاقتحام الأسلاك المسيجة لمليلية المحتلة، اتفق وزراء داخلية بلدان غرب المتوسط (5+5) في إعلان الرباط على خطة لمحاربة الهجرة السرية، سميت بخطة مارشال لفائدة دول الجنوب المصدرة للهجرة، و التي تندرج في إطارالمقاربة الشمولية. المغرب باعتباره بلد عبور يواصل القيام بمجهوداته في سياق الحد من تدفق الهجرة رغم أن ذلك يتطلب إمكانيات مادية كبيرة لا طاقة له بها. وفي هذا الإطار أكد لمنور عالم سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي الأربعاء 5 أكتوبر 2005، أن مشكل المهاجرين السريين من دول جنوب الصحراء قد يشهد مآسي أخرى كتلك التي وقعت في سبتة ومليلية المحتلتين، ما دامت هذه المسألة لم تعالج في بعدها الإقليمي، مبرزا أن المملكة توجد تحت ضغط قوي للهجرة القادمة من الجزائر. وقال لمنور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب يقوم بكل ما بوسعه في مجال مكافحة الهجرة السرية بالرغم من غياب المساعدة الأوروبية، لكن ليس بإمكانه أن يقوم لوحده بتدبير التدفق المتواصل القادم من دول جنوب الصحراء الذي يصل إلى حدود البلاد مع الجزائر. ولفت الإنتباه إلى أن الاتحاد الاوروبي لم يقم لحد الآن بتطبيق مقتضيات اتفاق كوتونو الموقع بين الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الإفريقية، والذي ينص على إعادة المهاجرين السريين من دول جنوب الصحراء إلى بلدانهم الأصلية. ومن جهة أخرى أكد مصدر مطلع ل>التجديد< أن المغرب يحارب الهجرة غير الشرعية ويحاول الحد من تدفق المهاجرين من دول جنوب الصحراء بمجهوداته الخاصة وبإمكانيته التي تبقى محدودة، بالنظر إلى الاعتمادات المطلوبة لمواجهة ظاهرة خطيرة بتداعياتها المختلفة، وأنه حقق في ذلك نتائج جيدة، وأضاف لو أن المغرب انتظر تحقق الوعدود الأوروبية لكان الوضع أسوأ بكثير مما هو عليه الحال الآن. وفيما يشبه الاعتراف بمجهودات المغرب في محاربة الهجرة السرية وكونه ضحية لها، باعتباره بلد عبور كما سلفت الإشارة، طالبت صحيفة إيل باييس الاسبانية الثلاثاء الماضي من الاتحاد الأوروبي ممارسة ضغوط على الجزائر لكي تقوم بمراقبة حدودها لكونها ممرا للمهاجرين السريين من بلدان جنوب الصحراء باتجاه المغرب. وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها المعنونة ب السياج لا يكفي إلى أن الحدود المغربية الجزائرية تشكل ممرا لطالما اشتكت منه الرباط وعن حق، وهو ما يتطلب قيام الاتحاد الأوروبي بممارسة ضغط على الجزائر، مؤكدة أن مشكل المهاجرين السريين يتجاوز الإطار الثنائي الصرف بين المغرب وإسبانيا. من جهته أكد المفوض الأوروبي المكلف بملف العدل والحرية والأمن فرانكو فراتيني يوم الثلاثاء الماضي أن الاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدة المغرب في مكافحة الهجرة السرية، معترفا في الوقت نفسه بأن المغرب يقوم بما في استطاعته في وقف تدفق المهاجرين من دول جنوب الصحراء. وقال فراتيني على هامش المباحثات التي جرت يوم الثلاثاء ببروكسيل بين المغرب والاتحاد الأوروبي حول إعادة قبول المهاجرين السريين :أن المفوضية الأوروبية تعتزم تخصيص مبلغ أربعين مليون دولار لمساعدة المملكة المغربية في مكافحة الهجرة السرية. يشار إلى أن السلطات المغربية المعنية ضاعفت من جهودها ومن طاقمها المكلف بمكافحة الهجرة حيث عملت أخيرا على تعبئة أزيد1300 عنصر من الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والسلطات محلية، وتمكنت خلال فترة ما بين 28 شتنبر الماضي ورابع أكتوبر الجاري، من إيقاف855 مرشحا للهجرة السرية مما يرفع العدد الإجمالي للمهاجرين الموقوفين منذ فاتح يناير2005 إلى6082 شخصا.