... غريب ما يقع بالمنتخب الوطني الأول ، وغريب أن يسلك روجي لومير موقف تصفية الحسابات مع لا عب دولي هو في واقع الأمر مسؤول عن تهييء كل الظروف المواتية أمامه حتى يمكن لهذا اللاعب أو اللاعبين آن يعزفون نفس النغمة وليس العكس كما حدث للاعب عبد السلام وادو... فهل كان عبد السلام وادو سيقول ما قاله لبعض وسائل الإعلام ، لو كان "الولد" يشعر حقا أن أركان المنتخب الوطني لا تزعزعها أية ريح مهما اشتدت قوتها ، وأن صفوفه لا يوجد فيها ما يعكر صفوها ؟ ، وبالتالي هل عبد السلام وادو أحمق إلى هذا الحد ليقول ما قد يجلب عليه الويلات والإبعاد من تشكيلة المنتخب الوطني الذي لا نحتاج أن نؤكد أنه في حاجة جد ماسة لكل أضلاعه القوية في هذا الظرف بالذات؟ وإلى هذا كله فليست هذه هي الخرجة الأولى لعبد السلام وادو ، فقد سبق له أن فعل مثلها من قبل ، ولا أحد آنذاك قال "اللهم إن هذا لمنكر ، لأن "الولد" كان قد وضع أصبعه على أشياء لم تكن تخدم المنتخب الوطني ، بقدرما كانت تهدم أساسه ، لكن في عهد لومير ها هو عبد السلام يؤدي ضريبة تصريحاته المنتقدة لبعض اللاعبين ، وللناخب الوطني ، الذي فضل عدم استدعائه عقابا على ما صدر منه ... فهل الوقت مناسب لمثل هذا الإقصاء المزعج حقا ، الذي يتطلب تجميع كل مكوناتنا من أجل الإبقاء على بصيص الأمل القليل في التأهل لمونديال جنوب إفريقيا وكأس الأمم الإفريقية 2010 ، سيما وأننا مقبلون على مواجهتين ناريتين ضد كل من الكاميرون والطوغو في ظرف قصير جدا ، ستحددان بما لا يدع مجالا للشك مصير المنتخب الوطني ، ومصير روجي لومير نفسه ، المطالب حسابيا بتحقيق أربع نقط ، وذلك أضعف الإيمان ، أي التعادل ضد الكاميرون والفوز على الطوغو ، وما دون ذلك فإن كل شيء سيذهب مع الريح ، وسنغيب عن المونديال الذي تعبنا ، وتعبنا من أجل أن يكون على الأرض الإفريقية... أعود لعبد السلام وادو لسرد ما قاله في المدة الأخيرة لتبيان الأسباب "الخطيرة" التي كانت وراء استبعاده ... فبعد مباراة الغابون كان قد قال: "... إن وضعية المنتخب المغربي شبيهة بوضعية ما وراء الحائط..."و"مباراتنا القادمة في يونيو ستكون حاسمة إذا أردنا استعادة الأمل في تحقيق مرادنا و يجب على الكل أن يدرك قيمة هذا التحدي بحيث يتم إعداد منتخب قادر على مواجهته".( كلام عاد جدا) وكانت أخبار قد راجت آنداك مفادها أن عبد السلام وادو أبدى استياء قويا بعدما لاحظ الجميع الضعف المخيف على مستوى خط الدفاع بأكمله ... بعد ذلك بأيام تحدث عبد السلام وادو عن شارة العمادة التي قال إنه يستحقها عن اللاعب السفري من منطق ما تمثله الشارة للاعبي أوروبا داخل الأندية من تقليد عاد يخوض فيه الجميع وفق مقاييس معروفة تتحكم فيها مواصفات (الأقدمية، النضج والتأثير إلى غير ذلك من المواصفات التي يعرفها طبعا السيد روجي لومير )، وقال وادو إنها مواصفات تتوافر لديه دون غيره(وهو كلام عاد آيضا) .... ثم أبدى تحفظه فيما يخص التشكيلة التي يتكون منها دفاع المنتخب الوطني بوجود طلال والرباطي ، معرجا على التأكيد على أن المال يغلب على تبليل القميص لدى لاعبي الخليج، وبالتالي ما سيقدمونه للمنتخب لن يعطي قائض القيمة المؤمل..( كلام فيه رآي ، وفيه إشارة إلى شيء غير عاد في الإختيارات ).... وهو ما جعل بعض محترفي الخليج ينتفضون بكثير من الإنفعال وردوا على وادو بأكثر مما قاله ، وهذا ما أوردته أكثر من جريدة وطنية ، مع التأكيد على أن هذه النار لم تكن لتشتعل لو لم يلعب وسطاء اللاعبين لعبتهم وسط المنتخب الوطني ، ولا أدل على ذلك من أن التنافر الذي ظهر على اللاعبين الحمداوي والشماخ في كواليس مباراة المغرب والغابون بلغ صداه لأكثر من جهة ... إضافة إلى هذا كله فإن عبد السلام وادو حمل في أحد تصريحاته الهزيمة أمام الغابون للمدرب روجي لومير وفتحي جمال، وفي ذلك برزت جرأة وادو وربما هي التي كانت وراء ما حدث بعد ذلك ... اذ بالرغم من الجلسة التي عقدها رئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري مع وادو من أجل ّتبريد ّ الدماء وتلطيف الأجواء ، فإن لاشيء تغير في موقف الناخب الوطني ، مع أن وادو كما نعرفه جميع ولد خلوق ، يعطي رأيه بصراحة متناهية بحكم تربيته ، وبحكم الوسط الذي ينتمي اليه ، وبحكم حبه وتعلقه بالمنتخب الوطني الذي اختار اللعب له وليس لغيره... ولعل في عدم تدخل السيد رئيس الجامعة رغبة كبيرة في احترام تخصصات الناخب الوطني ، وبالتالي رغبة في تحميله مسؤولية ما قد يحدث مستقبلا... ومن خلال هذا السرد ألم يكن ممكنا تطويق هذه الآزمة ، وتجاوزها اعتبارا للظروف القاسية التي لا تحتمل المزيد من زعزعة آركان المنتخب الوطني التي لا يخفى على آحد آنها تدعو للإشفاق آكثر من استمرارها في الإنشقاق ... على آي نتمنى ألا يكون لكل هذا تآثبره المباشر على المنتخب الوطنى ، وإلا ما علينا إلا آن " نضمس الكارطة " من جديد ، بإعادة البناء وفق أفكار جديدة وجيل جديد تحت إمرة السيد على الفاسي الفهري.