الرگراگي إلتمس من لومير استرجاع وادو فقال له: "إنه لا يصلح لي" لم يعرف الكثيرون سر التشنج الذي حصل بين روجي لومير والمدافع عبد السلام وادو الذي وصل حد القطيعة بين الطرفين، وظلت الحقيقة غائبة تماما عن الرأي العام الرياضي، حيث اكتفى عبد السلام وادو بتصريحات في شكل تلميحات هنا وهناك مباشرة بعد هزيمة الأسود ضد الغابون بالدار البيضاء، وأحدث زوبعة خاصة عندما أقصاه روجي لومير من ذات المباراة بدعوى أنه غير جاهز· وصب وادو جام غضبه على الطاقم التقني وحمله مسؤولية الهزيمة وباختياره لاعبين يمارسون بالخليج العربي، الذي يعرف مستوى متذبذبا، مقارنة مع البطولات الأوروبية، وهو التصريح الذي تصدى له عدد من لاعبي الدوري الخليجي، استدعى تدخل رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد علي الفاسي الفهري بمجرد قدومه للجامعة، حيث قام بزيارة لأوروبا لرأب الصدع، وإنهاء هذه التشنجات·· والواقع عاد عبد السلام وادو ليطلق صواريخه في اتجاه روجي لومير، ما خلق عدة استفهامات لدى الرأي العام الرياضي· "المنتخب" بحثت في الموضوع، ووصلت إلى الحقيقة التي كانت وراء هذا التشنج، حيث نرويها لأول مرة، ويؤكدها عبد السلام وادو بنفسه كما عاشها، واعتبرها مثل كابوس، بل تجاوزا كل قيم الإنسانية المفترض أن تطبع الجسم الرياضي، بلا مصلحة ذاتية أو شخصية أو أهداف معينة· 15 فبراير 2004 : نهاية مرعبة عاش عبد السلام وادو فترات عصيبة في نهائي كأس إفريقيا الذي جمع الأسود بالمنتخب التونسي بملعب رادس يوم 15 فبراير 2004، حيث ووجه بعنف مقصود من المهاجم التونسي سانطوس وزميله زياد الجزيري، وفي كل مرة كان يتعرض للكلمات في وجهه، وبرغم تنبيه الحكم ندوي فالا من السينغال للأمر إلا أن اللاعبين تماديا في غيهما، بل قال وادو إنهما شتما والدته، واستفزاه بكلمات نابية· ظل وادو يحتفظ في ذاكرته بهذه الصورة القاتمة، وهو المعروف بجديته الزائدة، حيث لا يعرف >الضحك< لكنه أمام إخفاق المنتخب الوطني في النهائي لم يجد وادو سلاحا آخر للدفاع عن نفسه· فراح إلى حال سبيله وفي قلبه جرح غائر، ومس بكرامته· السبت 4 شتنبر 2004 : وادو يسقط سانطوس لأن وادو لا يعرف غير الجدية·· وكانت تحذوه رغبة كبيرة في رد الإعتبار لنفسه ولكرامته ولوالدته، ليس إنتقاما كما قد يعتقد البعض· تدور عجلة الزمن·· ويلاقي الأسود مجددا نسور قرطاج في إقصائيات كأس العالم بألمانيا 2006 في ذهاب جري بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط يوم 4 شتنبر 2004، حيث انتهت النتيجة بالتعادل هدف لكل منتخب، وهنا سيعود عبد السلام وادو ليثأر لكرامته، بحيث بين الشوطين وبينما كان متوجها نحو أرضية الميدان إذا به يجد نفسه بالقرب من سانطوس، المهاجم التونسي، فوجه له ضربة رأسية لسوء حظه كان روجي لومير يتابع المشهد عن قرب، فاستشاط الأخير غيضا وهاجم وادو·· بعنف·· بعد ذلك توجه لومير نحو العميد نور الدين نيبت وأخبره بما حصل بين وادو وسانطوس· من هنا انطلقت الحكاية وأصبحت علاقة وادو ولومير متوترة للغاية حتى وهو مدربا للمنتخب التونسي· ودارت الأيام ظل وادو يحتفظ في ذاكرته بالإعتداء على كرامته، وظل لومير يحتفظ بالضربة الرأسية لوادو في حق سانطوس، لكن تدور عجلة الزمان ويصبح روجي لومير مدربا جديدا للمنتخب الوطني خلفا لهنري ميشيل الذي فشل في قيادة لأسود في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بغانا 2008· صحيح أننا لا نعرف نوايا أي شخص·· وما تحمله ذاكرته، لكن إتضح منذ الوهلة الأولى بأن العلاقة بين وادو ولومير خيمت عليها كل الخدوش التي تركتها مباراة تونس، فتأكد غل لومير من وادو، حيث أشركه في مباراة واحدة على عهده والتي جمعتنا وديا بسلطنة عمان، حيث لعب أساسيا وقد جرت هذه المباراة يوم السبت 6 شتنبر 2008، بعد ذلك سيختفي عبد السلام وادو عن الأنظار حيث غاب عن المباراة الودية ضد زامبيا بتاريخ 19 نونبر 2008 وعن مباراة التشيك بتاريخ 11 فبراير 2009، ثم ينادي عليه روجي لومير في المباراة ضد الغابون، لكنه وضعه في كرسي الإحتياط برغم جاهزيته، ويغيب مجددا في المباراة الودية ضد أنغولا بالبرتغال، وفي المباراة الرسمية ضد الكاميرون والأخيرة ضد الطوغو، ولعلكم فهمتم الإشارة جيدا·· أكيد أن روجي لومير انتصر لنفسه ومتناسيا في الوقت ذاته مسؤوليته كناخب وطني على منتخب هو في ملكية الجميع، نعم لقد أقصى وادو ضدا عن كل القيم·· وإن كانت الكرة الوطنية بحاجة إلى كل أبنائها·· خاصة في الظروف الصعبة· لومير يستفز وادو أمام الغابون قبل منازلة الغابون يوم السبت 28 مارس 2009، كان عبد السلام وادو في غاية من الجاهزية والحماس، لكنه صدم وتفاجأ من قرار روجي لومير بإبعاده عن التشكيلة الرسمية مؤكدا أن زملاءه الآخرين في خط الدفاع مستعدون أكثر منه، فرد عليه وادو باحترافية كبيرة >أحترم قرارتك كوتش<·· والواقع أن روجي لومير كان يريد استفزاز وادو بهذا القرار·· ففهم وادو اللعبة جيدا وعاد إلى فرنسا مطأطأ الرأس·· ليدافع عن نفسه بتصريحات نارية أطلقها ضد روجي لومير، خاصة وأن شخصا قيل بأنه مقرب من روجي أخبر وادو بأن المدرب المذكور في الطريق لتنحيته كليا عن المنتخب الوطني فعاد مجددا ليطلق صواريخ مضادة على صفحات الزميلة >تيل كيل< ليتم إقصاؤه من اللائحة الرسمية· الرگراگي والخيط الأبيض تربط عبد السلام وادو ووليد الركراكي علاقة وطيدة، إلى درجة أن وليد التمس من روجي لومير إعادة عبد السلام لأن الفريق الوطني أصبح بحاجة إلى خدماته، لكنه صد الباب في وجهه مؤكدا له بالحرف: >إنه لا يصلح لي، إنه إنسان غير طبيعي وغير مسؤول، وله مشاكل مع الجميع<· لم تنجح وساطة وليد الرگراگي، ليستمر روجي في عناده·· خاصة وأن وادو كان قد قطع عطلته وعبر عن استعداده للإلتحاق بالفريق الوطني الذي أجرى آنذاك معسكره الإعدادي بفرنسا قبل ملاقاة الكاميرون، ومع ذلك تشبث روجي لومير بقرار إبعاد وادو عن الفريق الوطني·· هذه كل الحكاية بأمانة نقلناها لتوضيح سر هذا التشنج الذي حصل بين لومير ووادو، بعد أن عجز الجميع عن الوصول إلى هذا السر إلى أن أعاده الطاقم الرباعي المغربي إلى المنتخب في إشارة قوية تؤكد عهد المصالحة بين الفريق الوطني وبعض اللاعبين الذين تم إبعادهم لأسباب واهية، وعبد السلام وادو واحد من ضحاياها·