أكد الدولي المغربي عبد السلام وادو أن الاستهانة بالمنتخب الغابوني وسوء تقدير قوته هما سببا الهزيمة التي مني بها المنتخب الوطني بالدارالبيضاء. وأوضح، في حوار مع موقع راديو فرنسا الدولي RFI، أن الهزيمة شكلت خيبة أمل كبيرة للاعبين الذين كانوا يعقدون آمالهم على هذه المباراة لبدء التصفيات بشكل جيد، خاصة أن إقصاء المنتخب الوطني في المرتين السابقتين كان بسبب سوء إدارته للمباريات الأولى في الإقصائيات، كما يقول وادو دائما. وأشار لاعب نانسي الفرنسي إلى أن المباراة المقبلة أمام الكامرون ستكون شبيهة بمباراة سد، مؤكدا قدرة الأسود على تحقيق أفضل النتائج رغم صعوبة المهمة. كما دافع أيضا عن المدرب روجي لومير في تفضيله الاعتماد على المحترفين. - كيف هي أوضاع عبد السلام وادو حاليا؟ < جيدة عدت من إصابة في الفخد استمرت ثلاثة أشهر، في الواقع عدت إلى الملاعب بشكل أسرع من المتوقع لأن المدرب في نانسي كان بحاجة إلى خدماتي، كما أن حالتي البدنية تحسنت بسرعة أيضا، لكن أثناء تواجدي مع المنتخب الوطني أحسست بآلام خفيفة، بعد اجتياز الفحوصات الطبية تبين أن حالتي مطمئنة وأن الوضع طبيعي تماما، و كان الأمر يتعلق فقط ببعض التشجنات في عضلة الفخد التي بدأت تتمدد. - هل هذه الآلام هي السبب الذي حال دون مشاركة وادو في مباراة المغرب أمام الغابون بالدارالبيضاء؟ < لا أبدا لأنه في كل الحالات كان مقررا أن ألزم مقعد الاحتياط، فلائحة المنتخب تم الإعلان عنها منذ يوم الخميس الذي سبق المباراة، في حين لم أحس بالآلام في الفخد إلا في الليلة التي سبقت المباراة مباشرة، لذلك لا يمكنني القول إن هذا ما حال دون مشاركتي في المباراة، بل بكل بساطة لأن المدرب روجي لومير فضل الاعتماد على طلال القرقوري وأمين الرباطي في محور الدفاع. - كان من الصعب أن تعيش أجواء المباراة من مقعد الاحتياط؟ < بالتأكيد فالهزيمة شكلت لنا خيبة أمل كبيرة، كنا فعلا نعتمد على هذه المباراة لبداية الإقصائيات بشكل جيد، لأنه في المرتين الأخيرتين اللتين أقصينا فيهما من التأهل إلى كأس العالم، كان ذلك بسب سوء إدارتنا للمباريات الأولى في التصفيات كنا نفضل أن تكون انطلاقتنا جيدة في التصفيات لنكون المتحكمين في مصيرنا، لكن الأمور تمت بشكل مختلف. - الهزيمة أمام الغابون هل هي هزيمة عابرة أم أن الأمر يتعلق بوضع أصعب يعيشه المنتخب المغربي؟ < أتمنى فعلا لو كان بإمكاني القول إن الأمر يتعلق بحادثة عابرة، لأنه ما يزال في انتظارنا الكثير من المباريات لخوضها وسنتشبث بها، في كرة القدم يوجد مكان للمفاجآت، ورغم أن نتيجة المباراة وضعتنا في أسفل الترتيب، يتوجب علينا حاليا البحث عن الانتصار خارج ميداننا للحفاظ على أملنا في التأهل إلى المونديال، رغم أن الأمر سيكون صعبا، خاصة بضم المجموعة لكل من الطوغو والكامرون والغابون، هذا الأخير لا يجب الاستهانة به، على عكس ما فعلنا في الدارالبيضاء، ففي كرة القدم لا يجب الإفراط في الثقة النفس. - المنتخب الغابوني الذي واجهتم كان محروما من لاعبيه الأكثر شهرة، إريك مولوغي ودانييل كوزان? < هذا صحيح، يجب أن نحيي المنتخب الغابوني. فرغم غياب عضوين من أهم لاعبي الفريق استطاع هزيمة فريق كبير، على الأقل على الورق، من حجم المنتخب المغربي، يحب علينا تحية كذلك عمل المدرب ألان جيريس. من وجهة نظري الشخصية، أرجع بسبب الهزيمة إلى أننا لم نقم بواجبنا كما يجب، كما أن المنتخب الغابوني كان أفضل منا في مجمل أطوار المباراة. - الهزيمة أمام الغابون هي الأولى من نوعها التي يتلقاها المغرب في مباراة رسمية داخل ميدانه منذ 21 سنة، بعدها مباشرة ثارت الصحافة الوطنية ضدكم... < الشيء نفسه يقع في كافة الدول التي تعشق شعوبها كرة القدم، وفي إفريقيا يتابع الجمهور جميع المباريات وإذا خسر المنتخب الوطني بمثل هذه الطريقة، فبالتأكيد ستشعر الشعوب بالإحباط. وحتى موعد المباراة المقبلة، لا أخفيك أننا سنعيش أوقاتا صعبة، نحن الآن من يجب عليهم فعل شيء ما وفي كرة القدم، يظل كل شيء ممكنا، ما يجب فعله هو الوصول إلى شهر يونيو مع كثير من العزيمة والاستعداد لتقديم التضحيات. - المباراة المقبلة أمام الكامرون في 6 يونيو بياوندي، هل يمكن وصفها بمباراة الخوف؟ < تماما، فالمباراة ستكون شبيهة بمباراة سد، لكنها ستكون مثيرة وصعبة كذلك، لأننا نعرف أن المنتخبات المغاربية لا تقدم مستويات متميزة خارج ميدانها، هذا بالإضافة إلى عامل الجو والملعب ونوعية المنافس، بحكم أن كفاءة لاعبي منتخباتنا تتمثل أساسا في اللعب القصير وكثرة الحركة داخل رقعة الملعب، ورغم أن المنتخب الكامروني يتميز بهذه الصفات أيضا، إلا أنه يظل منتخبا يعتمد على البنية الجسمانية بشكل كبير. المهمة معقدة لكن يجب أن نؤمن بقدراتنا، إذا بدأنا نشك في مستوانا منذ الآن، فمن الأفضل أن نحزم أمتعتنا ونرحل فورا. - في المغرب، عوتب روجي لومير لاعتماده الكلي على اللاعبين المحترفين دون استدعاء لاعبين يمارسون في البطولة الوطنية، ليشتد النقاش حول هذه المسألة مجددا. < فعلا، فهذا هو النقاش الدائر هنا منذ عشر سنوات، ومنذ أن تمكن المحترفون المغاربة في أوربا من تحقيق النجاح، ما يفترض الوصول إليه هو مزيج يجمع أفضل 23 لاعبا لتمثيل المغرب. حاليا فضل روجي لومير توجيه الدعوة إلى كثير من المحترفين بأوربا، وبالنسبة إلي، أنا مع هذا المنطق لأن أوربا هي الذروة في مسارأي لاعب محترف. فعندما نرى اللاعبين البرازيليين يتركون بطولتهم الوطنية ويحترفون في أوربا، فذلك من أجل تحقيق النجاح. لذلك أجد من الطبيعي جدا إدراج المحترفين في أوربا ضمن تشكيلة المنتخب الوطني، المشكلة أن السيناريو نفسه يتكرر دائما، فعندما تسير الأمور بشكل جيد لا أحد يتكلم، وعندما يكون المنتخب في وضعية صعبة ي بدأ الجميع بالانتقاد والتعبير عن انزعاجه.