* العلم: عبد الناصر الكواي – ت: حسني – ت: نضال الشريفي ووري جثمان الأستاذ عبد الكريم غلاب الثرى الثلاثاء في جنازة مهيبة حضرها لفيف من السياسيين والمثقفين ورجالات الفكر والأدب على رأسهم الأمين العام لحزب الاستقلال الأخ حميد شباط، وعدد من قادة الحزب ومناضليه، ورئيس الدكتور الأستاذ سعد الدين العثماني والأستاذ عبد الإلاه بنكيران رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية والأستاذ عباس الفاسي الأمين العام السابق للحزب والأستاذ محمد الدويري عضو مجلس الرئاسة، والأستاذ عبد الرحمن اليوسفي الكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي، ومحمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، والأستاذ نزار بركة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وعدد من أعضاء الحكومة والسياسيين والدبلوماسيين والكتاب والمفكرين والأدباء من مختلف الأطياف السياسية. وقد أجمعت شهادات الحاضرين في توديع الراحل الكبير على نبل أخلاقه وما كان يتمتع به من حسن وطني أهله ليكون أحد رموز الحركة الوطنية والفاعلين الأولين في المشهد السياسي والثقافي والأدبي المغربي. سعد الدين العثماني: فقدنا رجلا وطنيا غيورا وصحافيا ذا إسهامات كبيرة سعد الدين العثماني قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، خلال تشييع جثمان الأستاذ عبد الكريم غلاب إلى مثواه الأخير، لقد فقدنا رجلا وطنيا غيورا، وصحافيا مقتدرا، أسهم إسهامات كبيرة في نشأة وتطور الصحافة الوطنية، ورجلا مناضلا ناضل في سبيل الديمقراطية، وتطور الحياة السياسية في بلادنا. وأضاف العثماني في تصريح ل"العلم"، أن الراحل الكبير، كان قائدا ومناضلا سياسيا شهما عرفه الجميع بأخلاقه العالية وبنضاله في سبيل الطبقات المحتاجة، خصوصا في كتاباته الصحافية الجريئة، وأدى ثمنا مستمرا على مواقفه، فلا يمكننا اليوم إلا أن نعزي أسرتيه الصغيرة والكبيرة والجسم الصحافي والأسرة السياسية وأسرة حزب الاستقلال. عبد الإله بن كيران: غلاب كان أستاذ جيل بكامله وله هيبة خاصة عبد الإله بن كيران قال عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة السابق، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن "عبد الكريم غلاب رحمه الله كان أستاذ جيل بكامله، وما يؤسفني هو أن الوطن تقريبا لا يعرفه حتى يموت، فتظهر فجأة شخصية بهذا الحجم لأنه شخصية قضت عمرا طويلا، أكثر من سبعين سنة من النضال والدفاع عن هوية المجتمع وعن ثوابت الدولة وعن الملكية وعن قيم الإسلام وعن مصلحة المواطنين من خلال مواقف وتضحيات ونضالات، حيث سجن واعتقل أكثر من مرة". وأضاف في تصريح ل''لعلم''، "تعرفت على المرحوم في سن مبكرة كنا نذهب لجريدة العلم، هناك كنا نطبع جريدتنا وحتى قبل بسنوات ذهبت عنده رحمة الله عليه، وقد كانت له هيبة ولم نكن نتجرأ عليه، فالسي علال الفاسي رحمه الله دخلت عنده مرتين بينما سي غلاب لم أدخل عنده إلا مرة واحدة، حيث كنا نذهب عند السي السحيمي والسي أفيلال الخ.. وأضاف بن كيران، أن المرحوم ترك ثروة أدبية وفكرية كبيرة، حيث إن له أكثر من 100 كتب، وهذا قليل جدا في العالم العربي، وليست كتب فيها كلام سطحي بل كتب جدية وتدل على فكر رصين. مضيفا، عأن الراحل نموذج للمواطن الجاد مع نفسه، والذي يشعر بأن عنده رسالة كبيرة، إلى أن أفضى إلى ربه وما قدم وعسى أن يكون فيه لحزبه أولا الذي أصر على الوفاء له إلى النهاية، وكذا لباقي المواطنين والشباب بالخصوص النموذج، فالبلاد لن تبنى بالذين يطالبون بالحقوق بل تبنى بالذين يقومون بالواجبات والتضحيات، وهذا واحد منهم رحمة الله عليه. صلاح الوديع: فقد المغاربة قاطبة قامة كبيرة في الثقافة والوطنية والنزاهة الفكرية صلاح الوديع أعرب صلاح الوديع، الشاعر والسياسي، خلال تشييع جثمان الأستاذ عبد الكريم غلاب إلى مثواه الأخير، عن عميق أسفه لفقدان "قامة كبيرة في الثقافة وفي الوطنية وفي النزاهة الفكرية، فقدها الشعب المغربي قاطبة اليوم بفقدان عبد الكريم غلاب"، داعيا في تصريح ل"العلم"، إلى أن "تكون هذه لحظة تفكير في التجديد على نهج الأجيال التي عرفت كيف تجدد، وكذلك أن تبقى هذه الأجيال في ملكية المغاربة جميعا وهو تحد كبير، ونتمنى أن يتم التجديد قريبا". إدريس اليزمي: فقدنا رمزا من رموز حقوق الإنسان والمساواة إدريس اليزمي اعتبر إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، خلال مشاركته في تشييع جثمان الراحل عبد الكريم غلاب إلى مثواه الأخير، أنه رغم الاختلاف بين جيله وجيل المرحوم سياسيا، إلا أنه ومع مرور الزمن يظهر أن الأفكار التي كان يؤمن بها غلاب ويدافع عنها، وهي أفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة، هي نفس الأفكار الأساسية التي يمكن أن تجمع المغاربة كشعب وكأمة، مضيفا في تصريح ل"العلم"، أن هذه الأفكار تجعل من فقدان عبد الكريم غلاب فقدانا لرمز من رموز حقوق الإنسان والمساواة. عبد الواحد الراضي: مقالات وافتتاحيات عبد الكريم غلاب مرجع لرجال التاريخ والفكر المغربي عبد الواحد الراضي قال عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن الراحل غلاب كان منذ صغره يتميز عن الآخرين، حيث إنه بعدما أكمل دراسته الثانوية وذهب إلى المشرق كان من بين الوطنيين الذين لعبوا دورا أساسيا في التعريف بالقضية الوطنية آنذاك ونضال المغرب من أجل الاستقلال، وكان في القاهرة مع علال الفاسي وقت منفى محمد الخامس، كذلك كان العديد من زعماء المغرب العربي منهم بورقيبة وكانوا يعملون من أجل استقلال المغرب والمغرب العربي. وأضاف الراضي، في تصريح ل"العلم"، أن عبد الكريم غلاب كان منذ طفولته وشبابه انسانا مناضلا، فمن بعد الاستقلال استمر في عطائه أولا كصحافي والكل يعرف دوره الكبير في صحافة حزب الاستقلال وبالأخص في جريدة العلم، حيث تدرج فيها لسنوات حتى صار مدير نشرها، وكانت مقالاته وافتتاحياته في تلك الفترة من الزمن هي مرجع اليوم لرجال التاريخ والفكر حيث لقد كان صحفيا لامعا. واعتبر أن غلاب كان رجل سياسة من الطراز الرفيع حيث تقلد العديد من المسؤوليات. وكشف كيف تعرف على الراحل جيدا في البرلمان سنة 1977 حيث كان رئيس الفريق الاستقلالي، وكان الراضي رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي. وكذلك ممثل دولة لأنه كان وزيرا في الشؤون الإدارية وكنا في نفس الحكومة ‘'الحكومة الائتلافية'' سنة 1983، مشيرا إلى أن غلاب رحمه الله معروف أيضا ككاتب وروائي في تاريخ المغرب والحركة الوطنية، وكان أيضا رئيس اتحاد كتاب المغرب بحيث كانت له قدرة كبيرة على العمل الفكري في جميع الميادين. حسن أوريد: عبد الكريم غلاب كان منظر حزب الاستقلال بعد علال الفاسي حسن أوريد صرح حسن أوريد ل "العلم"، أن عبد الكريم غلاب كان منظرا لحزب الاستقلال بعد علال الفاسي، واضطلع بهذا الدور في جملة من الأعمال بالإضافة إلى المواكبة الصحفية، وبالأخص في عموده "مع الشعب". ومؤكدا أنه لا مجال للحديث عن إسهامه الأدبي الذي هو معروف ويعتبر بحق مقعد الرواية في المغرب، وأضاف "بصفتي الشخصية حظيت بالالتقاء معه قبيل وفاته من خلال حوار أجريته معه باسم مجلة زمان ". وأشار إلى أن عبد الكريم غلاب رغم فقد بصره في أواخر حياته لكنه لم يفقد بصيرته، وأنه قد حدثه عن أشياء غير معروفة، منها "أنه مهندس إنزال محمد بن عبد الكريم الخطابي بالقاهرة، وهو صاحب الفضل". وقال أوريد إن غلاب قام بدور أساسي فيما يخص العملية المهمة لتحرر البلدان المغاربية، وأضاف "أنه ينبغي التحدث عن %