هيئات وشخصيات وطنية ودولية تدلي بشهادات صادقة بحق رجل من طينة خاصة * الرباط: العلم مازالت دود الفعل المتأثرة برحيل المجاهد عبد الكريم غلاب تتقاطر على الجريدة والحزب وذويه ومحبيه، فقد جاء في برقية مرفوعة إلى أسرة الفقيد من رئيس مجلس النواب، "تلقيت بحزن كبير وأسى عميق وفاة الأستاذ الجليل والسياسي البارع عبد الكريم غلاب الذي فقد فيه المغرب قامة سياسية وثقافية كبيرة"، وأضاف حبيب المالكي أن "الفقيد كان غزير العطاء على جبهات مختلفة. فقد كان سياسيا وطنيا، ناضل ضد الاستعمار في إطار الحركة الوطنية، ومن أجل الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات والمواطنة، في إطار الأحزاب الوطنية الديمقراطية، قائدا في حزب الاستقلال ذا كلمة مسموعة ورأي حصيف. وكان كاتبا مثقفا أجاد الربط الجدلي بين الالتزام السياسي وموقف المثقف الملتزم بقضايا وطنه وشعبه وأمته..". وجاء في رسالة مماثلة من الأمين العام للمؤتمر القومي – الإسلامي، " أنعي إلى الأمة العربية المفكر والأديب والصحفي والسياسي والمناضل المغربي، الأستاذ عبد الكريم غلاب، الذي يعتبر واحداً من أغزر الكتاب العرب إبداعاً وتأليفاً". وأضاف أن "الأستاذ عبد الكريم غلاب كان من الشباب المغربي البارز الذي شارك في معركة النضال من أجل استقلال المغرب إلى جانب الزعيم علال الفاسي، والشهيد المهدي بنبركة، والأستاذ أبو بكر القادري، والرئيس عبد الله إبراهيم، وغيرهم…حيث كان من الوجوه البارزة لحزب الاستقلال منذ وقت مبكر من شبابه، مثلما كان من المناضلين من أجل استقلال كل أقطار الوطن العربي، وفي مقدمتها فلسطينالمحتلة". وأضاف المتحدث، أن الراحل "كان يحمل رؤية وحدوية في مواجهة المشاكل التي يعيشها العالم العربي سواء كانت كفاحاً من أجل الاستقلال عن الاحتلال الأجنبي، أو نضالاً من أجل الحرية والكرامة والديموقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة". مبرزا أنه كان "من أبرز مؤسسي مكتب تحرير المغرب العربي في القاهرة الذي قاد نضالاته المجاهد محمد عبد الكريم الخطابي، مثلما كان واحداً من المبدعين والكتاب الذين أسسوا "اتحاد كتاب المغرب" الذي كان يحمل في بداية تأسيسه اسم " اتحاد كتاب المغرب العربي" ، إيماناً بحلم طالما انتظر الراحل تحقيقه، مناضلاً في سبيل ذلك تنظيراً وممارسة. وقد خلف الراحل الكبير إرثاً فكرياً وأدبياً كبيراً أغنى من خلاله المكتبة المغربية والعربية، وكان مثال المفكر ورجل السياسة الذي يشكل جسراً بين مشرق الوطن العربي ومغربه". نفس التعبير المتأثر، أعرب عنه مركز محمد بنسعيد أيت إيدر للأبحاث والدراسات، الذي وافى أسرة الراحل بأصدق عبارات المواساة في فقدان الأستاذ الجليل عبد الكريم غلاب. قائلا ضمن رسلة "بحزن عميق وأسى بالغ تلقينا في مركز محمد بن سعيد آيت إيدر للأبحاث والدراسات، نبأ وفاة الوطني الغيور والأستاذ الجليل عبد الكريم غلاب، وبهذا الفقد الأليم يكون الشعب المغربي قد ودع واحدا من أبنائه البررة ورجالاته المُخلصين، الذين استرخصوا حياتهم في سبيل الدفاع عن وحدته وقيمه، وساهموا بعطاء وافر في تأصيل ثقافته وحماية هويته المتعددة وعمقه الحضاري..". من جهته، قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، خلال تشييع جثمان الأستاذ عبد الكريم غلاب إلى مثواه الأخير، لقد فقدنا رجلا وطنيا غيورا، وصحافيا مقتدرا، أسهم إسهامات كبيرة في نشأة وتطور الصحافة الوطنية، ورجلا مناضلا ناضل في سبيل الديمقراطية، وتطور الحياة السياسية في بلادنا، مضيفا في تصريح ل"العلم"، أن الراحل الكبير، كان قائدا ومناضلا سياسيا شهما عرفه الجميع بأخلاقه العالية وبنضاله في سبيل الطبقات المحتاجة، خصوصا في كتاباته الصحافية الجريئة، وأدى ثمنا مستمرا على مواقفه، فلا يمكننا اليوم إلا أن نعزي أسرتيه الصغيرة والكبيرة والجسم الصحافي والأسرة السياسية وأسرة حزب الاستقلال. واعتبر عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة السابق، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن "عبد الكريم غلاب رحمه الله كان أستاذ جيل بكامله، وما يؤسفني هو أن الوطن تقريبا لا يعرفه حتى يموت، فتظهر فجأة شخصية بهذا الحجم لأنه شخصية قضت عمرا طويلا، أكثر من سبعين سنة من النضال والدفاع عن هوية المجتمع وعن ثوابت الدولة وعن الملكية وعن قيم الإسلام وعن مصلحة المواطنين من خلال مواقف وتضحيات ونضالات، حيث سجن واعتقل أكثر من مرة". وأضاف في تصريح ل"لعلم"، "تعرفت على المرحوم في سن مبكرة كنا نذهب لجريدة العلم، هناك كنا نطبع جريدتنا وحتى قبل بسنوات ذهبت عنده رحمة الله عليه، وقد كانت له هيبة ولم نكن نتجرأ عليه.