في موكب جنائزي مهيب، تم اليوم الثلاثاء، عقب صلاة الظهر، تشييع جثمان المفكر والقيادي الاستقلالي الراحل عبد الكريم غلاب، بمقبرة الشهداء بالرباط، والذي وافته المنية يوم الأحد بمدينة الجديدة عن سن ناهز 98 عاما. وجرت مراسيم تشييع جثمان الفقيد بحضور أفراد أسرته وأقاربه والعديد من الوزراء والقيادات الحزبية والشخصيات السياسية والثقافية في مقدمتهم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم عبد الكريم غلاب، أعرب لهم فيها ومن خلالهم إلى كافة ذويه ومحبيه، وأسرته الاستقلالية الكبرى، عن أحر التعازي وصادق المواساة في هذا الرزء الفادح، داعيا الله سبحانه أن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء. ونعت وزارة الثقافة والاتصال وفاة الراحل عبد الكريم غلاب، ببلاغ جاء فيه "رزئت الأوساط الإعلامية والثقافية بوفاة قيدوم الصحافيين وأحد قادة حزب الاستقلال عبد الكريم غلاب، يوم الأحد عن عمر يناهز 98 سنة. وكان الصحافي والكاتب والسياسي من أبرز المدافعين عن القضية الوطنية منذ فجر الحركة الوطنية". من جهتها تقدمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بتعازيها في فقدان الكاتب والصحافي والمناضل عبد الكريم غلاب، لأسرته، ولكل الصحافيين والكتاب المغاربة، ولعائلته الكبيرة في حزب الاستقلال، ولكل أصدقائه. وأكد بلاغ للنقابة "ان الفقيد يمثل أحد الرموز الكبيرة من المناضلين والكتاب والصحافيين، المعروفين بدفاعهم المستميت عن القضايا الوطنية، وله العديد من الأعمال الأدبية، التي أغنت المكتبة المغربية والعربية، وخلف أرشيفا كبيرا في مجالات الصحافة والفكر والأدب". وكان الأستاذ عبد الكريم غلاب، من المؤسسين للنقابة الوطنية للصحافة المغربية وتولى كتابتها العامة، وكان أحد الأعضاء البارزين في حزب الاستقلال. ويعتبر الفقيد مدرسة في الصحافة والكتابة، بأسلوبه السهل الممتنع، الذي يكشف عن ثقافة واسعة ومكانة راسخة في الفكر والمعرفة. كما تلقى اتحاد كتاب المغرب، بأسى وحزن بالغين، نبأ وفاة رئيس الاتحاد الأسبق الأديب والصحافي والمؤرخ والسياسي المغربي عبد الكريم غلاب، مبرزا في بلاغ له مكانة الراحل الثقافية والفكرية. وأورد الاتحاد في بلاغ "أن الراحل كان رائدا في مجالات النضال والصحافة والسياسة والأدب، إذ كان بحق مؤسسة قائمة، ومن طينة كبار رجالات المغرب الذين حاربوا في مختلف الجبهات، وتركوا بصمتهم في كل ما لامسوه وجربوه. هكذا، يمكن الحديث باطمئنان على أن الرجل صاحب "مات قرير العين"، لم يخلف وراءه مسارا حافلا بالنضال والعطاء والإنتاج فقط، بل ترك لنا مكتبة كاملة ومدرسة قائمة، تمتد بين الإبداع والتاريخ، وبين النضال السياسي وبناء ثقافة وصحافة وطنيتين حديثتين". وحرص الفقيد على مواكبة مسار اتحاد كتاب المغرب وتطوره وعمله، ولم يبخل قط عن هيئاته المسيرة بالنصيحة والمشورة، فكرمه الاتحاد في مؤتمره الثامن عشر بما يليق برائد مؤسس. من جانبه تلقى بيت الشعر في المغرب بكثير من الحزن والأسى نبأ وفاة الراحل عبد الكريم غلاب، الذي وصفه بلاغ للاتحاد ب "أحد الوجوه الأدبية والصحفية والسياسية البارزة التي طبعت ذاكرة ووجدان المغرب والمغاربة على حد سواء. فعِلاوة على إسهامه الأدبي في مجال الرواية والقصة، كان الفقيد في طليعة الوجوه التي أثرت الحركة الثقافية في بلادنا من خِلال ترؤسِه لاتحاد كتاب المغرب، ومُساهمته من هذا الموقع في خدمة الأدب والثقافة المغربية في مرحلة شديدة الحساسية من تاريخه". واعتبر بيت الشعر "غياب غلاب، خسارة كبيرة للحقل الثقافي والأدبي والإعلامي ببلادنا، فقد كان الفقيد من رجالات هذا الوطن الأبرار الذين ناضلوا من أجل تطوير الحياة الثقافية والفكرية والأدبية وجعلها في مستوى التطلعات الطموحة، التي رسمها جيل الحركة الوطنية". تصوير : كرتوش