التقى ممثلو العديد من الجمعيات التي تنشط في المجال الاجتماعي بجهة طنجة - تطوان طيلة الأسبوع الماضي للتشاور وبحث سبل وضع آليات للتنسيق بينها وضمان التكامل والتآزر حول تحقيق أهداف مشتركة. وسعى المنتدى الجهوي الأول لتنسيق عمل المجتمع المدني, المنظم بمبادرة من مجلس جهة طنجة-تطوان بشراكة مع برنامج ""أرت - غولد المغرب"" (التابع لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية), إلى توفير فضاء للتفكير الجماعي بين مختلف المتدخلين بالجهة والمجتمع المدني حول سبل تطوير العمل وتوحيد جهود التنمية الاجتماعية على المستوى المحلي. وقام المشاركون في المنتدى بتقييم أداء العمل الاجتماعي, الذي غالبا ما يكون في إطار شراكة مع هيئات التعاون الدولي, من أجل تحديد الثغرات ونقاط الضعف وتحديد الإجراءات الكفيلة بتعبئة جهود جميع المتدخلين حول مشاريع قابلة للاستمرار تكون نتائجها ذات وقع مباشر على السكان. وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية تمت الاشارة إلى التطور الملحوظ للمجتمع المدني بالمنطقة, بوجود أزيد من ثلاثة آلاف جمعية. وبالرغم من تعدد التجارب الناجحة, فإن وفرة المتدخلين لا تؤدي بالضرورة إلى مردودية جيدة وفعالية أكبر, مما اثار نقاشا بين جميع المشاركين حول كيفية تنظيم التدخل لضمان نتائج فعالة ودائمة في المجال الاجتماعي. وتم تسجيل اتخاذ مجموعة من المبادرات لتوحيد جهود المتدخلين من خلال إنشاء شبكات من الجمعيات, وبعض هذه المشاريع ما زالت تعاني من تفاوت حاد بين الجمعيات الصغيرة والكبيرة من حيث الخبرة وقدرتها على إدارة وتنفيذ المشاريع الاجتماعية, بل إن جمعيات تجد صعوبة في صياغة مشاريعها للاستفادة من دعم الجهات المانحة، والاستفادة من إحداث ""دار التنمية"" والتي تعد هيئة للتشاور بين مختلف الأطراف المعنية, حيث فتح هذا الفضاء في وجه جمعيات التنمية المحلية والفاعلين في المجتمع المدني. حيث من شأن هذا الفضاء أن يوحد الرؤى حول التنمية المحلية وينسق الجهود ويضمن التكامل بين مبادرات مختلف المتدخلين من خلال مقاربة تشاركية وتشاورية. وتم كذلك تاكيد أهمية الانخراط الفعال للجمعيات في المشروع الوطني الكبير المتمثل في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وضرورة تأهيل الجمعيات وتقوية قدراتها لجعلها شريكا مهما في مشاريع التنمية الاجتماعية كانت تتم وفق مقاربة تشاركية مع المعنيين بالأمر. وأكد ممثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية مراد وهبة على أن الجمعيات مدعوة لتعزيز قدراتها وتأهيل تنظيمها بهدف المرور إلى بعد آخر من العمل الجمعوي, موضحا أن الجمعيات المهيكلة تجاوزت مرحلة تفعيل المشاريع إلى الاضطلاع بدور الشريك الكامل في تصور المشاريع وتنفيذها. وبخصوص الرفع من كفاءة الموارد البشرية للجمعيات, ذكر رئيس جامعة عبد المالك السعدي مصطفى بنونة بأن الجامعة واكبت حاجة الجمعيات من الموارد البشرية من خلال برمجة تكوينات جديدة حول تدبير المشاريع الاجتماعية. وأشار إلى أنه خلال الأربع سنوات الماضية, تخرج من الجامعة حوالي800 إطار ساهموا في الرفع من قدرة الجمعيات على وضع مخططات مشاريع, مشددا على انفتاح الجامعة للاستجابة مستقبلا لحاجة الجمعيات من التخصصات المطلوبة. وناقش المشاركون خلال هذه الدورة عددا من القضايا المرتبطة بهذا المجال من قبيل ""قدرات المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية في مجال تدبير المشاريع"" و""الكفاءات والأولويات والقيمة المضافة للجمعيات في التنمية المحلية"", و""وضع مشاريع الجمعيات المحلية مع المؤسسات العمومية والمنظمات غير الحكومية الدولية"". كما تطرقت أشغال المنتدى إلى المشاريع المنجزة في إطار برنامج ""آرت غولد المغرب"" بأقاليم الشمال بمشاركة خبراء أجانب في مجال التعاون الدولي, وخلصت إلى توصيات وأدوات عمل لتنسيق عمل الجمعيات.