دعا المجلس الإداري لأكاديمية التربية والتكوين بجهة طنجة-تطوان ،الذي عقد دورته السابعة أول أمس الأربعاء، إلى تنمية البحث التربوي، وإنشاء فرق بحث مشتركة بين الجامعة والأكاديمية يكون هدفها الارتقاء بجودة التعليم، وتكثيف التنسيق في مجال توجيه التلامذة وتأهيلهم للجامعة ابتداءا من السلك الإعدادي. وسجل المجلس الذي انعقد برئاسة وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد أحمد اخشيشن ،في هذا السياق ،ضرورة إعادة النظر في معايير التوجيه نحو شعب الآداب، وإحداث جوائز وتحفيزات وأنشطة من أجل تحسين مستواهم التحصيلي، فضلا على توسيع مجالات التعاون بين الجامعة والتكوين المهني والأكاديمية كتنظيم زيارات للتلاميذ للجامعة وتأطيرهم من طرف الطلبة وإعداد منتوجات ووثائق مشتركة. كما أوصى بإعداد فرق مشتركة مع قطاع التكوين المهني،وإحداث بنيات مؤسساتية للتواصل من أجل تتبع ومعالجة مواضيع التكرار والهدر وإنعاش الشغل، مع الاستغلال المشترك لتجهيزات مؤسسات التكوين المهني والتعليم التقني المتواجدة بالجهة، داعيا إلى تفعيل الاتفاقيات والبرامج المسطرة حاليا،خاصة في مجالات التكوين في التعليم الأولي، والشراكة مع المجتمع المدني في مجالي محاربة الأمية والتربية غير النظامية،وتحقيق التكامل في الأطر والتجهيزات. ومن أبرز التوصيات التي خلص إليها المجلس ،أيضا ،ضرورة تأهيل فضاءات التعليم الأولي وتوسيع قاعدته وتطوير مردوديته،ومواصلة تعزيز هيأة أطر المراقبة التربوية للرفع من نسبة التأطير بغية تحقيق جودة التعليم،إضافة إلى ترشيد استغلال العتاد بالمؤسسات التعليمية عن طريق إحداث مركز جهوي للصيانة والاصلاح والتوزيع. وكان السيد اخشيشن قد أكد في افتتاح الدورة أن البرنامج الاستعجالي الذي انكبت الوزارة على إعداده خلال السنة المنصرمة لإصلاح التعليم، يقدم خارطة للطريق تتوخى توفير مقومات تأهيل واستقرار منظومة التربية والتكوين،ومعالجة إشكالاتها البنيوية في أفق توفير الشروط الملائمة لإرساء مدرسة الألفية الثالثة. وذكر السيد اخشيشن بأن قوام فلسفة ومبادئ البرنامج الاستعجالي هو ترجمة مشاريعه إلى ممارسات عملية تتمحور حول أربعة مجالات أساسية تستهدف التحقيق الفعلي لإلزامية التعليم إلى غاية 15 سنة من العمر،وتشجيع المبادرة والحفز على الامتياز في الثانويات التأهيلية والجامعة ومعاهد التكوين، والمعالجة الملحة للإشكالات الأفقية الحاسمة من خلال تثمين مهنة المدرسين وترسيخ مسؤولياتهم وتدقيق مهامهم، وتوفير الموارد اللازمة لإنجاح هذا البرنامج. وقال إن البرنامج الاستعجالي لقي دعما قويا من الحكومة،تجسد بشكل ملموس في ما ورد في التصريح الحكومي حول توجيه الجهود نحو كسب رهان تدارك التأخر الحاصل في الإصلاح، وفي تخصيص اعتمادات هامة بزيادة غير مسبوقة بلغت 114 في المائة في ميزانية التسيير خارج نفقات الأجور، و123 في المائة في ميزانية التسيير. وخلص إلى أن رهان النهوض بالمؤسسة التعليمية لا يجب أن يقف عند باب المدرسة أو الفصل، بل يتعين أن ينعكس وقعه على التلامذة،بحكم أن أي إصلاح لن يؤتي أكله إلا عبر تعزيز موقع المؤسسة التعليمية وإعادة الاعتبار إليها وفق مقاربة شمولية ومندمجة ترتكز على فضاءات التدخل (الفصل الدراسي والمؤسسة التعليمية ومحيط المؤسسة). وقد تم خلال هذه الدورة التي حضرها ،على الخصوص ،والي جهة طنجة-تطوان وعمال عمالات العرائش والمضيق-الفنيدق والفحص-أنجرة وممثل عن عامل شفشاون والكتاب العامون لهذه العمالات ورؤساء المجالس الإقليمية والجماعية بها ورئيس جامعة عبد المالك السعدي ورئيس المجلس العلمي المحلي، تقديم حصيلة الموسم الدراسي المنقضي وميزانية الاستغلال والاستثمار للموسم المقبل الذي يتضمن زيادة تقدر بحوالي 19ر39 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي.