وبحث الجانبان خلال هذا اللقاء، الذي يندرج في سياق تفعيل توصيات الاتفاقية الدولية الثانية من أجل مقاربة جهوية للتنمية المنعقدة بطنجة في ماي الماضي، سبل تنسيق برامج هذه الهيئات الدولية العاملة في مجال التنمية من أجل وضع مخطط شامل يراعي أولويات الجهة. وأبرز المنسق المقيم لمنظومة الأممالمتحدة بالرباط، السيد مراد وهبة، في كلمة خلال هذا اللقاء أن الهدف من هذه المبادرة يتمثل في وضع نظام جماعي لتدخل المنظمات التابعة للأمم المتحدة على صعيد جهة طنجةتطوان. وأضاف أنه يتعين على المسؤولين المحليين مستقبلا، في إطار من التعاون اللامركزي، تحديد القطاعات الأكثر هشاشة والمناطق الأشد احتياجا للمشاريع التنموية التي يمكن أن تساهم المنظمات التابعة للأمم المتحدة في إنجازها. وبعد التباحث مع مختلف الفاعلين في مجال التنمية المحلية، أشار السيد وهبة إلى أن صيغ التنسيق مستقبلا قد تتجسد على شكل إنشاء صندوق موحد خاص ببرامج الأممالمتحدة على صعيد جهة طنجةتطوان، أو عبر وضع مخطط استراتيجي محلي يحدد المشاريع ذات الصبغة الأولوية التي يمكن أن تمولها هذه المنظمات. وتم خلال اللقاء تقديم النتائج الأولية لبحث ميداني أنجزته لجنة العمل المحلية، التي تم إحداثها في إطار مشروع "أرت غولد المغرب" الذي يرعاه برنامج الأممالمتحدة للتنمية، على عينة من 265 فاعلا محليا في مجال التنمية (مؤسسات، جمعيات، هيئات ...). وخلص البحث إلى تحديد أربع قطاعات أولوية تتمثل في الحكامة واللامركزية والاقتصاد المحلي والبيئة والخدمات الاجتماعية، وتشكل هذه القطاعات مجالا خصبا لتعزيز التعاون بين الجانبين. من جانبه، أكد رئيس جهة طنجة- تطوان، السيد عبد الهادي بنعلال، على أن برنامج التعاون يتعين أن يشمل، بالإضافة إلى مواكبة اللامركزية، تقديم دعم مالي لإنجاز مشاريع تنموية بالمناطق الأكثر احتياجا بالجهة. وأشار في هذا الصدد إلى مشروع "دار للتنمية" التي تعد بمثابة وحدة للتنسيق بين مختلف المتدخلين في مجال التعاون اللامركزي بالأقاليم والجماعات التابعة لجهة الشمال والتي تم إحداثها بتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية. وتهدف دار التنمية إلى البحث بين أوجه التكامل بين تدخلات الفاعلين المحليين ووضع مخططات تنموية تتسم بنظرة شمولية بتعاون مع الشركاء الدوليين بالإضافية إلى تقوية كفاءات الفاعلين المحليين ودعم مبادرات التخطيط الاستراتيجي وتقوية وسائل الحكامة. وشارك في هذا اللقاء كل من السادة غيزمان لينين، الممثل بالنيابة لصندوق الأممالمتحدة (يونسيف)، وآه-شوي جينفييف، ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان، وجون لوك بيرنارد، ممثل منظمة الأممالمتحدة من أجل التنمية الصناعية. كما حضر اللقاء كل من المندوبين الجهويين لوزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية ووكالة التنمية الاجتماعية والتعاون الوطني والمندوبية السامية للتخطيط والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات. المصدر: و م ع