لارا ارجان مسؤولة برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المؤسسة الدولية لحقوق الإنسان والتنمية الديمقراطية بكندا للعلم الكثير منا لم يسمع "بدوار الشانطي" بمنطقة سيدي يحيى الغرب،دوار ارتبط إنشاؤه مع تدشين مصنع للسيليلوز من أيام الفرنسيين وحتى لا يبتعد العمال عن مقر عملهم، أنشأوا هذا الدوار الذي يعتبر من أقدم أو ربما أقدم مدينة صفيح في المغرب،هذه المعلومات لم ابحث عنها بل جاءت في سياق الحوار الذي أجريته مع الناشطة الحقوقية والاجتماعية لارا ارجان المسؤولة عن برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المؤسسة الدولية لحقوق الإنسان والتنمية الديمقراطية ( منظمة شبه حكومية أسسها البرلمان الكندي سنة 1987)، والتي جاءت إلى المغرب من اجل العمل مع مؤسسات مدنية ضمن مشروع الانجاز الشعبي، في منطقة الغرب بني احسن، ويطمح المشروع إلى تكوين وتدريب الفئات الشابة المهمشة، وإشراكهم في هذا البرنامج الذي تم تطويره في جامعة مينوسيتا بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك بناء على تجارب من العالم مثل الهند ودول نامية أخرى، وتم تطبيقه في فلسطين والاردن وايرلندا الشمالية، وهذه أول مرة يطبق فيها هذا البرنامج في المغرب.. في هذا الحوار مجموعة من الأسئلة التي سنكتشف من خلال الإجابة عنها مدى أهمية التدريب والتكوين وتعلم أساليب ممارسة المواطنة والديمقراطية بالنسبة للشباب، وجعلها أداة لتقوية قدراتهم وتمكينهم من التخطيط واخذ المبادرة لإحداث التغيير في حياتهم الشخصية وفي مجتمعهم المحلي .. **************** بداية ماذا يعني برنامج الانجاز الشعبي ومن خلال قولك ان البرنامج يستهدف الشباب المهمش كيف يمكن تغيير أفكار هؤلاء،وكيف يساعدهم برنامج الانجاز الشعبي على تغيير واقعهم داخل محيط اكبر عناوينه الفقر وندرة فرص الشغل ؟ > برنامج الانجاز الشعبي يقوم على الشراكة مع جمعيات محلية من المجتمع المدني، اذ نقوم بتنظيم دورات تكوينية،وأنشطة تسعى إلى تحديث تغيير في بناء سلوكيات الشباب ضمن الفئة العمرية من 18إلى35سنة وذلك من منطلق تدريبهم على ممارسة الديمقراطية والمواطنة الحية، وبالتالي المطالبة بالحقوق باعتبارها حقوقا وليست خدمات تقدمها لهم الجهات الرسمية،ومن خلال التجربة التي دخلناها مع الجمعية الجهوية لتنمية الغرب بسيدي يحيى ، وجدنا تجاوبا كبيرا من الشباب مع هذا البرنامج .. وقد قمنا بداية بإرسال اطر من الجمعية إلى كندا حيث تم تكوينهم على برنامج الانجاز الشعبي ، وهم بدورهم قاموا بتكوين شباب في عمر 18و35سنة، إضافة إلى دورات تكوينية داخل الجمعية من طرف مكونين من كندا و أمريكا، وهذه التدريبات تأتي كمرحلة أولى من البرنامج ،والشباب الذين خضعوا لهذه التدريبات يتحولون بدورهم إلى مكونين لفئة اليافعين في عمر 14و17سنة، بحيث يتم إشراكهم في ورشات التدريب ، وتلقينهم مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة، ومن خلال اكتسابهم للسلوك المدني وتشبعهم بهذه المبادئ ينتقل التكوين إلى برامج تسعى إلى جعل الشباب يجدون الحلول لمشاكلهم انطلاقا من الإمكانيات التي يتوفرون عليها،فأولا إيجاد فكرة هذا المشروع ودراسته ميدانيا، ثم البحث عن موارد لتمويله.. هل انتم جهة ممولة لبرامج هؤلاء الشباب؟وّهل مازلتم في مرحلة التكوين والتدريب أم انتقلتم إلى مرحلة ممارسة ما تم التدرب عليه ضمن برنامج الانجاز الشعبي ؟ > إيجاد موارد لتمويل المشاريع هي بند أساسي في التدريب الذي يتلقاه هؤلاء الشباب، اذ بعد مرحلة التخطيط للمشروع تأتي مرحلة التمويل وعلى الشاب أن يبحث بنفسه عن موارد مالية لإدارة مشروعه، فبالنسبة للمغرب هناك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تدعم مشاريع الشباب وأيضا مؤسسات القروض الصغرى إضافة إلى إمكانيات أخرى توفرها برامج تشغيل الشباب التي تشرف عليها الجهات الرسمية، وعلى الشاب البحث بنفسه عن مصدر التمويل وإخراج مشروعه إلى الوجود أما نحن فلا نقوم بدور تمويل المشاريع، وفي المقابل وفي إطار الشراكة مع الجمعية الجهوية لتنمية الغرب نقوم بانجاز وتمويل مشاريع ذات طابع تنموي واجتماعي.. وبخصوص المرحلة التي نحن فيها، فقد دخلنا بالفعل مرحلة ممارسة ما تم التدريب عليه، وأصبح الشعور بالانتماء وبالثقة في المستقبل وفي القدرات الذاتية، يطغى على سلوك هؤلاء الشباب، الذين كان الحلم بالهجرة إلى الخارج يسيطر عليهم... ألا ترين أن السكن اللائق هو من أول شروط الحياة الكريمة، كيف يمكن إقناع الشباب القاطن بدوار صفيحي بخلق مشاريع وهم لا يملكون حتى السكن اللائق وّكيف وقع اختياركم على منطقة سيدي يحيى الغرب دون المناطق المغربية الأخرى؟ و إلى متى ستستمرون في الاشتغال على هذا المشروع هل هناك جدول زمني محدد ؟ > ما يميز المغرب هو كونه يعرف نهضة اجتماعية وتوجه رسمي، ومجتمعي نحو التغيير، وبالفعل فهناك مشروع سكني كبير تشرف عليه وزارة الإسكان هو بصدد الانجاز خاص بسكان "دوار الشانطي "..وحتى لو لم يكن فهدف برنامج الانجاز الشعبي هو تدريب الشباب في المناطق المهمشة وتمكينهم من تطوير قدراتهم الذاتية، وجعلهم يضعون خططا لمستقبلهم وأول هذه الخطط إيجاد عمل وبالتالي الخروج من الهامش والتحول إلى عنصر فاعل في المجتمع... أما كيف تم اختيارنا لمنطقة سيدي يحيى الغرب دون المناطق المغربية الأخرى فقد كانت الفكرة منذ البداية ان نبتعد عن المدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط مثلا حيث تتوفر الفرص والإمكانيات، والبحث عن مناطق تعاني فعلا من التهميش ومن خلال بحث قمت به على الانترنيت، صادفت موقع الجمعية الجهوية لتنمية الغرب ، والذي يشرف عليه الشباب المنخرط في الجمعية وكذا الأخت خليصة وهي نائبة رئيس الجمعية ، وقد أصبحت الآن منسقة برنامج الانجاز الشعبي وهكذا جاء تعاوننا مع هذه الجمعية ونحن مرتاحون جدا لهذه التجربة خاصة مع وجود طاقات شابة تؤمن بالتغيير والاجتهاد وبخصوص الجدول الزمني نفكر في الاستمرار على متابعة هذا المشروع خمس سنوات أخرى، فقد بداناه كجزء من مشروع اكبر وذلك منذ يوليوز2007 ..ونحن الآن في مرحلة مهمة وهي مرحلة تطبيق ما تم تعلمه في ورشات التكوين والتدريب.. > وفي اتصال بالهاتف تحدثنا فيه مع خليصة الكتابي منسقة برنامج الانجاز الشعبي ونائبة رئيس الجمعية الجهوية لتنمية الغرب عن مشروع الانجاز الشعبي وايضا البرامج المرتقب انجازها فقالت: الإنجاز الشعبي هو مبادرة شبابية وطنية تعتمد على تعميق مفهوم الممارسة الإيجابية للحقوق و الواجبات المتعلقة بالمواطنة. وهو فكرة تقوم على أساس اعتبار الشباب مواطنين منذ اليوم وليسوا عماد المستقبل فقط، وقادرين على العمل الجماعي من أجل تشخيص مشكلة معينة ووضع الاستراتيجيات اللازمة لحلها بهدف المساهمة في التغيير الاجتماعي. أما على مستوى المنهج، فيقوم الإنجاز الشعبي على الملاحظة الميدانية، وخريطة الحي ( أي مظاهر المشاكل ) مع الفصل بين المشكلة و القضية ( على اعتبار أن القضية هي عبارة عن مجموعة مشاكل متشعبة، وخريطة القوى ( أي الأطراف التي يمكن أن تساعد على حل المشكلة و التي يمكن أن تعرقل الحل). وأخيرا وضع مشروع مخطط لحل المشكل. وقد كان لجمعيتنا شرف تنظيم ولأول مرة بالمغرب ورشة لتكوين المكونين في الإنجاز الشعبي لمدة خمسة أيام بالمركب السياحي بالمهدية شهر أكتوبر 2008 ، أطرها خبير من الولاياتالمتحدةالأمريكية و الأخت لارا كمساعدة على التواصل، وقد استفاد منه 25 شابا جامعيا و فاعلين جمعويين. وسيتم تكوين مجموعات متكونة من عشرة من الشباب حول الإنجاز الشعبي لمدة ستة شهور، ابتداء من شهر ماي 2009 إلى غاية أكتوبر 2009 و سيشرف عليه المستفيدون من هذا البرنامج . وبخصوص الجمعية الجهوية لتنمية الغرب فقد تأسست في 19 نونبر 2006 بمبادرة من مجموعة من الأفراد ذوو تجارب جمعوية كبيرة في الاشتغال مع: اليونسكو، و المواكبة الاجتماعية لمشروعي إعادة هيكلة دوار الشانطي بسيدي يحيى الغرب و سيدي الطيبي، و المساعدة الاجتماعية ، ومخيمات الأطفال، والثقافة و الفنون. ويضم المكتب المسير للجمعية ومنذ التأسيس إلى الآن عضوية خمسة نساء، كما تتوفر الجمعية على لجنتين وظيفيتين تعنى بشؤون الشباب و النساء. وترتكز أهداف الجمعية في التنمية بكل أبعادها وأساسا على محوري التكوين و الشراكات في مستوى التحليل و التخطيط، وعلى مقاربتي النوع و التشارك في مستوى التطبيق. وفي إطار الشراكة مع المركز الدولي لحقوق الإنسان و التنمية الديمقراطية بكندا ( منظمة شبه حكومية أسسها البرلمان الكندي سنة 1987) والتي ستمتد على مدى ثلاث سنوات من 2007الى 2010 حول مشروع الشباب و التنمية الديمقراطية تم انجازمجموعة من المشاريع منها: تمويل إصلاح و تجهيز مكتبة متعددة الوسائط بداخلية ثانوية ابن زيدون.،التكفل بمصاريف التخييم لفائدة 20 طفلا يتيما من سيدي يحيى الغرب صيف 2007 بمخيم المهدية إقليمالقنيطرة.التكفل بمصاريف التخييم لفائدة 50 طفلا يتيما من سيدي يحيى الغرب صيف2008 بمخيم عين الخرزوزة نواحي آزرو. تنظيم ورشات تكوينية لفائدة 94 فاعلا جمعويا من جهة الغرب الشراردة بني احسن طيلة ثلاث سنوات حول مواضيع متعددة منها : المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المفهوم و النسق / التواصل الجمعوي / تهيئ وتدبير المشاريع / التخطيط الاستراتيجي / المقاربة الحقوقية و العمل الجمعوي / المرافعة / وتكوين المكونين في الإنجاز الشعبي.