اختار الفنان الألماني ماركوس إيفا أن يقيم حاليا معرض صوره الفوتوغرافية حول المغرب في برلين, تحت عنوان (ساعة زرقاء) . ويتضمن المعرض صورا فوتوغرافية تعكس مختلف خصوصيات وجوانب الحياة في المغرب, بدءا من الأشكال الفنية, كما تجسدها الفسيفساء والزخارف التقليدية و الهندسة المعمارية, التي تبدو الخيط الرابط بين كل الأعمال الفنية المعروضة, وصولا إلى الطبيعة الخلابة والوجوه و السحنات و مظاهر الحياة العادية, حيث الناس يمارسون حياتهم اليومية. وإذا كانت الهندسة المعمارية هي الناظم بين جل الأعمال, فإن اللون الأزرق هو اللون المحتفى به في المعرض, عبر العديد من الصور الفوتوغرافية التي يبدو الأزرق فيها داكنا تارة, مضيئا تارة أخرى, بهيا كما في بيوت و حواري مدينة شفشاون وغيرها من مدن شمال المغرب العتيقة. وأضفى الفنان على كل أعماله المعروضة رداء فلسفيا وشعريا شفافا, و كأنه يريد أن يبث نوعا من الإحساس في العدسة, لكي لا تبقى مجرد عين اصطناعية لاقطة لا يكتنفها شعور. وإمعانا في الشعر, ألقى ماركوس إيفا قصيدة من ديوان شعري كتبه حول المغرب, بعنوان (ساعة زرقاء) يتطرق فيه إلى التيمات ذاتها التي ينقلها عبر عدسة الكاميرا, كما يعتمد فيه التقنيات نفسها, كما في الصور, أي اللقطات المكبرة (حين يركز الحديث عن أحد مظاهر الحياة اليومية) أو البورتريه (حين يتحدث عن شخص بعينه ) أو اللقطات البانورامية ( حين يتحدث عن مدينة من المدن كأصيلة أو شفشاون . وقرأ الشاعر/المصور من شعره ؛( لا وجود للأزرق الواحد الذي يمكن أن نراه ونتعلق به/ لعيوننا القدرة على التقاط اللون في تعدد تدرجاته / زرقة جدران البيوت في الجبال/ زرقة الحنين إلى الحكايا الغابرة ). كما أنشد ؛ ( ليل تنغرس نجومه في الزرقة الداكنة/ لتصغي إلى الصلوات المنبعثة من مكبرات الصوت في المآذن..) ويمزج ماركوس إيفا في عمله الفني بين تقنيات عدة , تتمثل في الكلمة والصورة الفوتوغرافية والرسم والشعر والمؤثرات البصرية. وتعد الأعمال الفنية التي يحتويها المعرض, الذي افتتح بحضور سفير المغرب في برلين السيد رشاد بوهلال وجمع من المثقفين و الفنانين الألمان, حصيلة زيارات عديدة قام بها الفنان إلى المغرب في فترات مختلفة كانت آخرها في مارس الماضي, حيث توجه إلى المملكة لوضع اللمسات الأخيرة على اللوحات المعروضة. وقال السيد بوهلال في كلمة تقديمية, إن المعرض الذي يتضمن أعمالا فنية على قدر كبير من التميز, يبرز جوانب هامة من التنوع الثقافي في المغرب الذي يتيح للفنانين مجالا خصبا للأفكار و للإحساس و الإبداع. والفنان ماركوس إيفا ( من مواليد1965 في ميونيخ) درس التصوير الفوتوغرافي والفلسفة و العلوم السياسية , وهو حاصل على جائزة في الشعر و الآداب و على دبلوم ( ماستر) في موضوع ( الصورة التاريخية في الثقافية الإيطالية), وسبق له أن أقام معرضا للصور الفوتوغرافية في برلين بعنوان ( حلم طنجة).