تنظم الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي بتعاون مع وزارة الثقافة والمعهد العالي للإعلام والاتصال إلى غاية 17 يناير المقبل برواق محمد الفاسي بالرباط،معرضا فوتوغرافيا لعدد من طلبة المعهد،تحت شعار "ألف أصبع وأصبع". ويشارك في هذا المعرض،ستة عشر طالبة وطالب بالمعهد،معظمهم إناث،(13 طالبة و3 طلبة)،تتبعوا مسيرة الصانع التقليدي داخل عزلته وهو يشتغل بأدواته،سواء تعلق الأمر بالفخار أو الجلد أو الحديد،حيث لا تخطئ عين الفنان التقاط الصورة التي تحتفي بالألوان أو بشيء ذي دلالة،إذ تمتزج المنفعة بالمتعة. فمن لوحات تبرز الصانع التقليدي في وحدته وهو يشتغل داخل ورشته بكل من فضاءات الولجة والسويقة وباب الأحد وسوق السباط وزنقة القناصل بمدينتي الرباط وسلا،إلى إبراز المنتوجات وحدها "في مهرجان للألوان الخلابة أو إظهار قبح الواقع الذي يبدو للملتقي،الذي يشاهده،محتملا بفعل جمالية إخراجه". وجاء في كلمة الفنان الفوتوغرافي ورئيس الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي جعفر عاقيل تضمنها كاتالوج المعرض،أن " فوتوغرافيات المعرض تشترك في تمثيل موضوع الصناعة التقليدية بحس بصري كثيف ودسم ومختلف عن المقاربات الفوتوغرافية السابقة،فجل المشاركين في المعرض باختلاف حساسياتهم ونظراتهم وأذواقهم ورؤاهم منخرطون بوعي في بلورة فعل فوتوغرافي يبرز قيمة الصانع المغربي كإنسان كوني وليس كوظيفة". كما يبرز قيمة الفضاء الذي يسكنه،"ذلك أن الفضاء في هذه الأعمال لم يعد موضوعا للنظر وإنما صارت له نظراته الخاصة،فهو ينظر إلينا ويحسسنا بوجوده،بل أكثر من ذلك،ونحن أمام ورشات العمل والأمكنة المصورة نشعر بأننا أمام فضاءات جديدة تأخذ وضعا محتملا." وأضاف أن "الزائر للأعمال المعروضة،يقف مشدودا،بل حائرا أمام زخم الألوان والأشكال والكتل والخطوط التي تنشد بصوت واحد مديح الصانع المغربي،رغم تعدد مشاربها ومرجعياتها"،مشيرا إلى أن العديد من الفوتوغرافيات المعروضة تجعل الفن جزءا من اليومي وهو ناتج عن سؤال وتفكير عميقين حول كيفية الاحتفاء بجسد الصانع فوتوغرافيا". من جهته أشار الفنان التشكيلي والناقد الفني بنيونس عميروش إلى الأيادي التي تشكل الموضوع الأساس لهذا المعرض،و"التي تبدو في بعض المقاربات الفوتوغرافية القائمة على النظرة الحادة وفي وضعية عملية. تتمثل اليد ابتداء من المعصم باعتبارها البورتريه "الحقيقي" للصانع التقليدي،حيث يسري تاريخه الحرفي عبر أظافره وأصابعه التي تشي بحنكتها ومهارتها وإبداعيتها من خلال حياكتها ونذوبها ودربتها،هنا في الحقل اليدوي تتضاعف قيمة اليد لتظل تلك الآلة المثلى الموصولة بطاقة عقلية وروحية تتفاعل مع المادة والخامة والأداة." وقال إن هذا المعرض "يدفعنا للإشارة إلى كون هؤلاء الفوتوغرافيين الشباب ينتمون كلهم إلى المعهد العالي للإعلام والاتصال،حيث التكوين في مجال التصوير الصحفي أضحى يتدرج من الروبورتاج إلى الروبورتاج الفني".