كشفت صحيفة« لوس أنجلوس» تايمز الأميركية، أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية )سي.آي.أي( ، امتنعت عن تقييم التقنيات والأساليب القاسية التي اتبعها محققوها مع المعتقلين من عناصر تنظيم القاعدة رغم الدعوات إلى ذلك في وقت مبكر من عام 2003. ونسبت الصحيفة لمسؤولين أميركيين مطلعين سابقين وحاليين قولهم إن الوكالة استخدمت ما وصف بترسانة من أساليب الاستجواب القاسية بحق المشتبه في كونهم من عناصر القاعدة، دون أن تكلف نفسها عناء إعادة تقييم تلك الأساليب على مدار سبع سنوات. وأوضحت أن المفتش العام للوكالة، وزع في وقت مبكر من عام 2003 مسودات تقارير تظهر قلقا كبيرا إزاء العديد من أساليب الاستجواب، مثل استخدام الماء البارد بسكبه على وجوه المشتبه فيهم بشكل متواصل وهم مقيدون ومنبطحون على ظهورهم، مشيرة إلى أن المفتش أوصى بدراسة وتقييم جدوى تلك الأساليب من جانب خبراء خارجيين. وأشارت الصحيفة إلى أن تقرير المفتش العام للوكالة قدم وصفا عاما لحجم المعلومات الاستخبارية التي يمكن الحصول عليها باتباع تلك الأساليب، مضيفة أن تلك النقطة تكررت في دراسات أوصى بإجرائها مدير الوكالة السابق بورتر غوس. سياسات وأخطاء وقال مسؤول في الوكالة ، معني بمراقبة برامج الاستجواب، فضل عدم الكشف عن اسمه، "لا أحد ممن يملك خبرة أو تجربة في الاستجواب قام بمراجعة دقيقة لجدوى تلك التقنيات المختلفة المستخدمة، أو مدى نجاعتها في الحصول على المعلومات". ومضت الصحيفة إلى أن جون بيلنغر، المستشار القانوني السابق لوزيرة الخارجية السابقة، كوندوليزا رايس، علق بشأن الغضب العالمي المتزايد إزاء تلك الأساليب، وقال إن وزارتي الدفاع والعدل والوكالة أصرت على سياساتها السابقة دون مراجعتها رغم الأخطاء التي اعتورت تلك السياسات. وأضاف بيلنغر أنه "اعترانا الجمود" بشأن المآسي التي اتسمت بها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بشأن التعامل مع المعتقلين. واستدركت الصحيفة بالقول إن مذكرات وزارة العدل، التي صدرت الشهر الحالي، تظهر أن الوكالة طلبت بشكل غير مباشر استشارات عن مدى شرعية حرمان المعتقلين من النوم لسبعة أيام متواصلة، أو خبطهم بالجدران، أو حصرهم في صناديق ضيقة مظلمة، أو إيهامهم بالغرق، أو تعريضهم المستمر لسكب الماء البارد على وجوههم. ونسبت« لوس أنجلوس تايمز» إلى مسؤولين سابقين في إدارة بوش قولهم إنهم لم يطلعوا على أي نتائج للدراسة التي أوصى غوس بإجرائها بشأن نجاعة أساليب الاستجواب. مخاوف أمريكية من تنامي قوة الصين العسكرية تساءلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية ، عما إذا كانت الصين صديقة أم عدوة وهي تسعى لتحديث ترسانة أسلحتها وتوسع من قوام جيشها لتشكل تهديدا للولايات المتحدة؟ وقالت الصحيفة إن بكين تحتفظ بأشد الأسلحة فتكا في جزيرة هاينان، جنوب البلاد، حيث تضم غواصات نووية مصممة لإطلاق الصواريخ البالستية بعيدة المدى، مشيرة إلى أن سفن الصين الحربية ضايقت الشهر الماضي سفينة تابعة للبحرية الأميركية في المياه الدولية ، بدعوى قيامها بأنشطة مسح غير مشروعة قبالة الجزيرة. كما أشارت إلى ما وصفته بالموقف الصيني المعادي المتمثل في تحليق طائرات مراقبة تابعة للبحرية الصينية على مستوى منخفض من سفن تابعة للبحرية الأميركية في المنطقة. ونسبت الصحيفة إلى مدير مركز الدراسات الإستراتيجية وإدارة الصراعات في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، هاو سو ، قوله "سنكون أكثر حذرا" عندما تزور سفن المراقبة الأميركية المنطقة في المستقبل. ومضت تقول أن وزارة الدفاع الأميركية تنظر إلى الصين باعتبارها دولة تسير على الطريق نحو امتلاك القدرة على تحد محتمل لجيش الولاياتالمتحدة، في ظل تعزيز واشنطن وجودها العسكري في المحيط الهادي وحثها حليفتها طوكيو على القيام بنفس النهج. وقالت الصحيفة إن واشنطن وطوكيو تسعيان إلى تعزيز الدفاعات المضادة للصواريخ بمنطقة المحيط الهادي، في مواجهة التهديدات المحتملة من جانبي الصين وكوريا الشمالية، مضيفة أن البعض في وزارة الدفاع الأميركية يستخدم مصطلح "التهديد الصيني" لتبرير الإنفاق على منظومات جديدة من الأسلحة. وقال أحد كبار ضباط البحرية الصينية ، الأدميرال وو شنغ لى، إن بكين ستتحرك بسرعة أكبر لتحديث ترسانتها العسكرية ، وبناء سفن حربية أكبر حجما تكون قادرة على المواجهة في الحروب الإقليمية، بحيث يستخدم فيها أسلحة ذات تقنية عالية. كما تحدث مسؤولون صينيون في الأشهر الأخيرة عن عزم الصين بناء حاملات طائرات، مما يثير المخاوف لدى الولاياتالمتحدة من تنامي القوة العسكرية الصينية. استعادة الدور ويرى كثير من المراقبين في الجانبين، أن التخوف الأميركي تجاه الصين مبالغ فيه، وأن القوات المسلحة الصينية لا تزال غير مؤهلة لمواجهة قوة النيران الأميركية في البحر أو على الأرض أو في الفضاء. وبينما يقول القادة الصينيون إن نهضة بلادهم الاقتصادية ستكون سلمية، يرى محللون أن الصين عازمة على استعادة موقعها في العالم، وهو الموقع الذي سرقته منها القوى الإمبريالية الغربية في القرن التاسع عشر والقوة العسكرية اليابانية في القرن العشرين. وأشارت الصحيفة إلى أن ميزانية الدفاع الصينية لعام 2008 ، بلغت 60 مليار دولار بزيادة 18% عن العام السابق، وأن خبراء في وزارة الدفاع الأميركية يعتقدون بأن الصينيين يخفون الأرقام الحقيقية. ويقدر الخبراء نفقات بكين العسكرية ما بين 105 إلى 150 مليار دولار للعام الماضي. يذكر أن أجواء من التوتر سادت العلاقة بين بكينواشنطن في الأيام الأولى من إدارة الرئيس السابق جورج بوش بعدما اصطدمت مقاتلة صينية بطائرة تجسس أميركية، وأجبرت الطاقم الأميركي على الهبوط في جزيرة هاينان الصينية.