كشفت صحيفة« واشنطن بوست» الأميركية عن أن المذكرات، التي تم نشرها مؤخرا، تظهر تورط مسؤولين من إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، بالقيام بتبرير أساليب التعذيب الوحشية أثناء التحقيق مع المشتبه بهم في السجون التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية )سي آي أيه(. وأشارت أيضا إلى أن المذكرات، التي نشرتها وزارة العدل بشأن أساليب تعذيب السجناء أثناء استجوابهم، تحتوي على حقائق سرية تشكل "صدمة للضمير". وأوضحت أن أساليب التعذيب، التي اتبعت، مثل الصدم المتوالي للمتهمين بالجدران، والإيهام بالغرق، أو حصرهم في صناديق ضيقة مظلمة، لا بد وأنها وخزت ضمير البعض على الأقل. ووصف الرئيس باراك أوباما التقنيات المعتمدة في الاستجواب، بأنها "تقويض لأخلاقياتنا المعنوية , ولا تجعلنا أكثر أمانا". وقال مدير المخابرات، دينيس سي بلير، إنه رغم أن الاستخبارات كانت تبحث عن معلومات بشكل عاجل إثر هجماتشتنبر , 2001 فإن قراءة تلك المذكرات على نور شمس 2009 تظهر أنها مثيرة للقلق. ومضت الصحيفة تقول إلى أنه بالنسبة لمؤيدي ممارسات إدارة بوش، فإن المذكرات تعتبر مصاغة بشكل دقيق ومفصل، وتوحي بأنه تم اتخاذ الاحتياطات الكفيلة بعدم التسبب في وفاة المتهمين أو إصابتهم بآلام بشكل غير قانوني. استبداد وانتهاك واستدركت« واشنطن بوست» بالقول إنه بالنسبة للنقاد، فإن المذكرات تكشف مفردات ومصطلحات عقيمة، وتعبر عن تعذيب قاس وعن استبداد واضح ينتهك القوانين والمعاهدات الدولية. وذكرت أن المحققين اتبعوا أساليب تعذيب، مثل تقييد السجناء إلى الأرض، أو تعليقهم بالسقف وإجبارهم على البقاء مستيقظين أكثر من سبعة أيام، أو حصرهم داخل صناديق ضيقة مظلمة لأكثر من ثماني ساعات، أو إرعابهم عن طريق الحشرات. وأشارت الصحيفة إلى أن منظمتي العفو الدولية، وهيومان رايتس ووتش، واللجنة الدولية للحقوقيين، انتقدت أساليب الاستجواب، ووصفتها بالمعاملة القاسية وغير الإنسانية والمهينة. كما نسبت لمحامي الحريات المدنية الأميركية , جميل جعفر، الذي أسهمت دعواه في الكشف عن المذكرات، وصفه أساليب التعذيب التي مارسها محققو الوكالة بأنها ترقى إلى جرائم حرب كونها كانت تهدف لدعم نتائج مقررة سلفا وليس لاستنتاج ما هو جديد وفق القانون. وكشفت المذكرات عن أن المعتقلين تعرضوا للطم على وجوههم، واللكم على معدهم، بالإضافة إلى إجبارهم على الجلوس غير المريح أو الوقوف فترات طويلة، ورشهم بخراطيم الماء البارد عشرين دقيقة متواصلة على الأقل، بينما المعتقلين عراة لا يستر عوراتهم سوى حفاظات.