تحت شعار «السينما من أجل تنمية الوعي الاجتماعي و الجمالي «انطلقت مساء أول أمس الخميس أنشطة الدورة العاشرة لمهرجان سيدي قاسم للسينما المغربية الذي ينظم بشراكة بين جمعية النادي السينمائي لهذه المدينة و الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب و بتعاون مع الجمعية القاسمية للتنمية و المركز السينمائي المغربي و المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. ستعرض خلال هذه الدورة مجموعة من الأفلام المغربية الطويلة و القصيرة موازاة مع المسابقة الرسمية للمرحوم محمد مزيان للسينمائيين الهواة التي يشارك فيها 11 فيلما قصيرا من بوجدور، فاس، إيموزار كندر، مراكش، الدارالبيضاء، القنيطرة، طنجة و الرباط، و يتضمن البرنامج أيضا أنشطة موازية أخرى من بينها ورشات تكوينية حول كتابة السيناريو والمونتاج الرقمي و مسار الفيلم بعد تصويره، و ندوة حول جماليات الخطاب الرمزي في السينما المغربية إضافة إلى معرض الكتاب و الفنون التعبيرية الأمازيغية و توقيع بعض الكتب السينمائية و عروض سينمائية بضواحي المدينة بواسطة القوافل السينمائية. تتميز هذه الدورة كذلك بتكريم الأستاذ و الكاتب و الناقد السينمائي التطواني محمد أعريوس الرئيس السابق للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب و مؤلف سيناريو الفيلم السينمائي الطويل «لعبة الحب» الذي أخرجه إدريس شويكة، و بتكريم الممثلة السينمائية و المسرحية و التلفزيونية الفنانة المقتدرة فاطمة هراندي (الراوية) التي ولدت بمدينة أزمور (مولاي بوشعيب) قبل أن تنتقل إلى الدارالبيضاء من أجل الدراسة بثانوية شوقي التي مارست فيها المسرح تحت إشراف الفنان الراحل مصطفى التومي، ثم انتقلت إلى مدينة الرباط التي انضمت فيها إلى فرقة «المنصور» المسرحية و فازت معها بجائزة أحسن ممثلة في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمسرحية «الفاشلون» قبل أن يتم اختيارها للمشاركة في تدريب وطني للمسرح بغابة المعمورة مما جعلها تحتك بكبار الفنانين المسرحيين من بينهم الطيب الصديقي، عبد الصمد الكنفاوي، فريد بنمبارك و أحمد الطيب العلج الذي اختارها للانضمام إلى الفرقة الوطنية للمسرح (فرقة المعمورة) و هي ما زالت في سنها الواحد و العشرين، و شاركت معها في جولة عبر مختلف المدن المغربية لتقديم مسرحية «الحاج العظمة».بالرغم من تألقها في الميدان المسرحي لم تقتنع الفنانة الراوية بأن المسرح يمكن أن يضمن لها عيشها و مستقبلها فقررت أن تلج الوظيفة العمومية كموظفة بوزارة الصحة موازاة مع ممارسة المسرح، و من جميل الصدف أن قرارها هذا كان سببا في ولوجها الميدان السينمائي، و كان ذلك بفضل زميلتها في العمل زوجة المخرج السينمائي محمد العبازي الذي أسند لها دورا رئيسيا في فيلمه المشهور «كنوز الأطلس» (1977) هذا الفيلم الذي تألقت فيه بتميز ملموس الأمر الذي فتح لها الباب للمشاركة مع مختلف المخرجين في العديد من الأفلام المغربية الطويلة و القصيرة مثل «قصة وردة»، «من الجنة إلى الجحيم»، «شفاه الصمت»، «عطش»، «منى صابر»، «العيون الجافة» الذي فازت به بجائزة أحسن ممثلة في المهرجان الوطني للفيلم بوجدة، « إنهض يا مغرب»،» كازا نيكرا» و الفيلم القصير إيزوران» و غيرها. شاركت الراوية أيضا في أعمال دولية من بينها الفيلم الأمريكي «أمير الفرس» و الفيلم الفرنسي «الجن»، كما شاركت في مجموعة من الأفلام التلفزيونية من بينها «منديل صفية»، «جبروت»، «موسم جاف»، «مسحوق الشيطان» لعز العرب العلوي المحرزي و «كريان زامبي» للشاب ياسين فنان. الممثلة الراوية مولعة جدا بالطرب و الموسيقى الكلاسيكية، تغني و تعزف جيدا على آلة العود، هي فنانة بكل ما في الكلمة من معنى، تتميز عن غيرها بشكلها المتفرد و شخصيتها القوية و المثيرة بثقافتها و كفاءتها، بجديتها بصوتها و نظرتها و ملامحها الصارمة الحادة ، مظهرها لا يعكس باطنها، تبدو صارمة و قاسية و منعزلة، و لكنها إنسانة طيبة هادئة و رزينة ، ذات إحساس رهيف ، كثيرة الإصغاء و البسط و سريعة التأثر و البكاء، هي فنانة تفضل الابتعاد عن الأضواء و عدم الظهور كثيرا على شاشة التلفزيون و صفحات الجرائد