سجلت أسعار المحروقات مجددا مع بداية الأسبوع أي يوم 16 يناير2017 زيادة جديدة بعدة سنتيمات متفاوتة الاهمية على مستوى محطات التوزيع متسببة في قلق متنامي للمواطنين المذهولين من المد التصاعدي لمؤشر ثمن المادة الحيوية الذي يؤثر بشكل مباشر على قائمة طويلة من الخدمات و السلع بدءا من تكاليف النقل و أسعار المواد الاستهلاكية و مختلف الخدمات ذات التي تستهلك الوقود . و يضع المغاربة أيديهم على قلوبهم و أعينهم مركزة كل صباح على أسعار المحروقات المعروضة بلوحات إشهارية منصوبة بمدخل محطات التزويد بعد أن واصلت أسعار البنزين و الغازوال ارتفاعها منذ شهر و نصف ، و بلغت مستويات تتجاوز ما كانت عليه قبل لجوء شركات توزيع الوقود إلى خفضها في منتصف نوفمبر الماضي. ويتراوح سعر الغازوال حالياً بين 9،37 و9.70 دراهم للتر الواحد حسب مزاج شركات التوزيع و المسافة التي تفصلها عن مراكز التعبئة بينما يتراوح سعر البنزين ما بين 10.67 و 10,85 دراهم. و يتخوف زبناء محطات الوقود من استمرار وتيرة التصاعد موازاة مع التقلبات التي تشهدها البورصات الدولية للنفط و مشتقاته و مواصلة مؤشراتها منحى تصاعديا مقلقا . وكان المغاربة قد تنفسوا الصعداء منتصف شهر نونبر الفارط ، بعد قيام شركات التوزيع بالتماهي مع المؤشرات الدولية و قرارها خفض الأسعار، بعد تعبير المستهلكين عن غضبهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي من مستوى أسعار المحروقات غير المتناسب مع المؤشرات الدولية . ولم يتردد البعض آنذاك في الدعوة إلى مقاطعة بعض شركات توزيع المحروقات , ،على أن تقديرات المحللين و المتتبعين تتوقع إرتفاعات مسترسلة لسعر المحروقات على الاقل على المدى القصير بفعل ضغط مؤشرات العرض و الطلب الدولية . دوليا ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المسجلة نهاية الاسبوع ، بعد إشارات بالتزام دول أوبك باتفاقية خفض الإنتاج، وورود أنباء عن رفع الصين لوارداتها النفطية. وسجل خام برنت تسليم مارس ارتفاعا نسبته 0.51%، ليصل إلى سعر 55.69 دولار للبرميل و هو أعلى مؤشر له منذ أزيد من نصف سنة . من جهة أخرى، أظهر استطلاع لوكالة « رويترز » ، أن أسعار النفط سترتفع تدريجيا صوب 60 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام الجاري، موضحا أن المزيد من الصعود ستكبحه قوة الدولار، وانتعاش مرجح لإنتاج النفط الأمريكي، وعدم تقيد محتمل للدول الأعضاء في « أوبك » بالتخفيضات الإنتاجية المتفق عليها. وتوقع 29 محللا وخبيرا اقتصاديا أن تبلغ عقود مزيج « برنت » العالمي في المتوسط 56.90 دولار للبرميل خلال العام الجاري . ووفقا للتحليلات فإن أسعار « برنت » من المتوقع أن تتحسن من ربع لآخر، بدءا من 53.67 دولار في الربع الأول، إلى 56.51 دولار في الربع الثاني، و58.69 دولار في الربع الثالث، و59.78 دولار في الربع الرابع. وللمقارنة، فقد بلغ متوسط سعر « برنت » منذ بداية العام الجاري حتى الآن حوالي 45 دولارا للبرميل. و حقق مؤشر أسعار النفط أكبر مكاسبه منذ أكثر من شهر مدعما بانخفاض سعر صرف الدولار عقب مؤتمر صحفي عقده الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وورود أنباء عن خفض السعودية لصادراتها إلى آسيا. وجاء التعافي القوي لأسعار النفط من مستويات رغم صدور بيانات حكومية تظهر زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام والوقود الأمريكية. و تراجع سعر صرف الدولار عقب تصريحات منسوية لترامب خيبت آمال المستثمرين الذين دفعوا في وقت سابق العملة الخضراء لأعلى مستوياتها قبل المؤتمر الصحفي. ويؤدي ارتفاع الدولار تلقائيا إلى زيادة تكلفة النفط الخام المقوم بالعملة الأمريكية.