عندما تمر بدرب بوشنتوف الزنقة 29 عمالة الفداء يخيل اليك انك في منطقة معزولة عن ولاية الدارالبيضاء الكبرى. فهذه الزنقة لاتخضع لسلطة ولا تضبطها قوانين. فباعة الخضر والفواكه والنعناع والهواتف المحمولة والكتب القديمة والأشرطة الغنائية أصبحوا يتحكمون في هذه الزنقة وفرضوا منع مرور السيارات والدراجات بوضع عرباتهم كحواجز لسد الطريق، كما أصبح مشهد المعارك التي تشهر فيها السكاكين وزجاجات الخمر المكسورة منظرا يوميا خاصة بعد غروب الشمس. وأما السكان الذين يعيشون شبه حصار من كثافة الزحام فقد استسلموا للأمر الواقع بعد ان بحت أصواتهم من كثرة ما احتجوا وكتبوا من شكايات ولم تنصفهم لا العمالة ولا الجماعة. والغريب انه بالقرب من هذه الزنقة يوجد مخفر للشرطة ولكن رجاله لايهتمون بما يقع من تسيب وفوضى ومعارك، بحيث يبدو هذا المخفر كأنه كشك للهاتف المحمول أو بوتيك لبيع العطور ومواد التجميل.