حسن دراعي ميلانو - ايطاليا مما لاشك فيه أن للإعلام بمختلف أنواعه ووسائله دور فعال في بناء أي مجتمع، لما لهذه الوسائل من بالغ التأثير في صياغة وبلورة الرأي العام وتزويد المجتمع بشتى المعلومات والخدمات من خلال وظائف تربوية واجتماعية ذات صبغة أسروية. وبالتالي أصبح اليوم الحديث عن برامج تساهم في تربية وتوجيه وتقويم سلوك الطفل. هذا الأخير الذي كان ينعم بمساحة زمنية على أمواج الإذاعة الوطنية صبيحة كل أحد من خلال برنامج «من تنشيط الصغار» الذي كانت تشرف على تقديمه الإذاعية أمينة العلوي العبدلاوي بمعية مجموعة من الأطفال الذين كانوا ينادونها ب«ماما أمينة» وهو الإسم الذي عرفت به حتى اليوم. وأقولها بصراحة بأن هذا البرنامج كان من البرامج الناجحة الموجهة للطفل في تاريخ الإذاعة الوطنية في وقت كانت فيه هذه المحطة تتوفر على إمكانيات محدودة وتقنيات بدائية وبسيطة لكن للأسف هذا البرنامج لم يستمر ليتوقف فجأة لأسباب نجهلها لحد الساعة بعد سنوات طوال من البث الإذاعي الناجح، لنستبشر خيرا حينما أطلت علينا نفس الإذاعية ببرنامج «رياض الطفولة» ليحذو هذا البرنامج حذو الآخر وتوقف بدوره بعد بث ثلاث حلقات منه. طبعا وراء كل توقيف أسباب وخبايا بين الأطراف المعنية عادة بأي برنامج ليكون الخاسر فيها أولا وأخيرا الطفل من خلال حرمانه من الإصغاء لبرامج ترفيهية وتثقيفية ومسلية تساهم في إغناء رصيده المعرفي. على غرار ماهو معمول به بالعديد من المحطات العربية والغربية التي تحتل مثل هذه البرامج عندهم مكان الصدارة باعتبارها مدرسة موجهة ومؤطرة للطفل والتي لهذه الدول المتقدمة باع طويل فيها لأهميتها التواصلية والهادفة. فلكل الغيورين على تربية وتوعية الطفل وتهذيب ذوقه ندعو إلى استدراك الموقف والتفكير جديا في إحداث برامج للأطفال في ظل الإماكنيات المادية والتقنيات المتطورة والكفاءات المهنية الكفيلة بتحقيق ذلك في الظروف الراهنة. فالطفل المغربي ضد أي تحريف يطال برامجه الإذاعية الجادة والهادفة التي تتوخى تربيته وصقل مواهبه ولايرغب أن تتحول نقط الضوء في برامجه الإذاعية إلى برامج تافهة لاتجديه في شيء. لهذا أتساءل بمعية هؤلاء البراعم عن أسباب غياب برامج الأطفال بالإذاعة الوطنية ومن المسؤول المباشر عن توقيف برنامج «من تنشيط الصغار» وبرنامج «رياض الطفولة»؟؟ هل سيتم تعويضهما ببرامج في حجم هذين البرنامجين الناجحين؟؟ آسف! إنها صيحة مبحوحة من غيور على إذاعتنا المركزية أوجهها للمسؤولين عن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لاستدراك الموقف وإنقاذ مايجب إنقاذه حاليا حتى تعود البسمة لفلذات أكبادنا وتتحقق أحلامهم.