: ورزازات – الحبيب اغريس أسدل الستار ليلة الأحد 13 نونبر الجاري على فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للشعر والموسيقى (تموايت) الذي نظمته جمعية أنفاس ورزازات للبحث الفني والثقافي بشراكة مع المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي لمدينة ورزازات و بدعم من وزارة الثقافة ومجلس جهة درعة تافيلالت والمجلس الإقليمي للسياحة والمكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي بورزازات، بكل من قصر المؤتمرات وفضاء قصبة تاوريرت التاريخية وقد افتتحت فعاليات الدورة بأمسية أولى عرفت قراءات شعرية متميزة لكل من شاعر الزجل المتفرد بوعزة الصنعاوي الذي يتفنن في صنع البسمة على وجوه الجمهور بقصائده الساخرة الهادفة، والشاعر السعودي محمد العتيق الذي أدى قصائد من ديوانه بين قصيدتين . لينطلق العرض الغنائي الشعري " سفر " الذي أنتجه المهرجان في إطار إقامة فنية استمر الاعداد لها شهورا لتجمع الفنان العالمي مجيد بقاس ومجموعته الموسيقية بمشاركة الفنانة عائشة مايا بمواويلها الأطلسية والشعراء موحا ملال و عبد الحكيم أيت تكنوين وعمر الطاوس والزجال ادريس العطار، الى جانب طاقات فنية محلية انصهرت في تجربة غنائية شعرية سافرت بالجمهور في عالم الثقافة الكناوية والبلوز في ثوبه الكناوي الإفريقي .في حفل ساهر وتجربة متميزة امتزجت فيها الموسيقى بالشعر في سمفونية رائعة لاقت تجاوبا كبيرا من الجمهور . وخلال تاني أمسيات المهرجان، التقى جمهور تموايت بالفنانة الفلسطينية كاميليا جبران ومجموعتها ، حيث قدمت الفنانة عرضها الموسيقي الشعري " وصل" بمشاركة الشاعر المغربي الكبير حسن نجمي والموسيقيان الفرنسية Sarah Murcia على آلة الكونترباس وعازف الترومبيت والمؤثرات الصوتية السويسري فيرنر هاسلر Werner Hasler ، وهو العرض الذي تمردت فيه جبران على كل القوالب الموسيقية المعدّة، وخرجت لمساحات جديدة سواء في المؤثرات الصوتية، أو الأداء، أو اللحن، وحتى في انفصال الكلمة عن اللحن أثناء الأداء. وأدت الفنانة قصائد الشاعرين الفلسطيني سلمان مصالحة والمغربي حسن نجمي، ونوعت لهجاتها، حيث غنت تارةً بلهجتها الفلسطينية المحكية، وتارة أخرى بلهجة مغربية، وفي أحيانٍ أخرى تخلط العربية الفصحى بلهجة بدوية خفيفة، حيث استهلت العرض بأغنية «يا زين»، ومن بعدها شرقية» لسلمان مصالحة، و«حلمت»، و«لنمضي» لحسن نجمي ، ثم أغاني خرجت من بيت أبي ، حيرة، قلبي للشاعر سلمان مصالحة. وكانت الأمسية قد انطلقت بقراءات شعرية لكل من الشاعرة مونيا علالي من ايطاليا، ثم الشاعر محمد اعشبون من هولندا والزجال اسماعيل الوعرابي ثم الشاعرة الورزازية سميرة أملال . كما كان للجمهور موعد مع فرقة زمرد من البيضاء في عملها الجديد " عود على بدء" ، وهو العرض الذي تم تقديمه لثاني مرة بعد عرض أول بالدارالبيضاء. سميرة القادري بدورها ساهمت في توهج المهرجان بصنعها أقوى لحظات الأمسية الثالثة للدورة العاشرة للمهرجان حيث بصمت على مشاركة متميزة من خلال عرضها الشعري الغنائي مزيج، الذي حملت به الفنانة جمهورها في سفر موسيقي غنائي شعري يمزج بين التوليف بين النصوص العربية والموسيقى المتوسطية الإيبيرية الأندلسية، من خلال الحضور القوي لنصوص أدبية خالدة، من حجم قصائد محي الدين بن عربي ومحمد ربضان وبوي دو مونسون وقصائد أخرى لنعيمة قادري الشرقاوي، التي دخلت في حوار مباشر مع نغمات غربية متنوعة كالجاز والفادو والفلامنكو، في محاولة ل "تطويع" التراث الشعري الاندلسي وإخضاعه لقوالب موسيقية متجددة وحالمة تسافر بالمتلقي نحو عوالم من الحلم والجمال. واستهلت الأمسية بقراءات شعرية للشاعرة نهاد بنعكيدة ، ثم الشاعر الاسباني pedro Enriki الذي ألقى قصيدتي ورزازات وقاعة الأسرار رفقة عازف العود مصطفى الوردي، ثم الشاعر محمد عابد ابن ورزازات بالتبني كما سماه مصطفى أفقير ، حيث ألقى سلسلة نصوص قصيرة ، محض مزاج، شكوى، فيديو كليب، المومس، مزاج، علبة موسيقى، مونولوج، عزلة ، ملتمس... نصوص من بين أخرى تفنن عابد في تقديمها للجمهور، ثم الشاعرة الأمازيغية سعاد وحمان . قبل أن تتواصل الأمسية بعرض سميرة القادري ، ثم فنانة الفلامينغو ماريا مارتينيز التي تفننت في امتاع الجمهور بأغاني ورقصات الفلامينغو الرائعة والتي لاقت تفاعلا فريدا من الحضور، لتتواصل الأمسية بعرض مشترك للفنانتين سميرة القادري و ماريا مارتينيز . الأمسية الختامية للدورة كانت تراثية بامتياز واحتضنها فضاء قصبة تاوريرت التاريخية قدمت خلالها كل من فرقة أحواش ورزازات وفرقة أحيدوس قلعة امكونة ثم فرقة الركبة من زاكورة لوحات فنية تراثية أمتعت الجمهور الغفير الذي حج لمتابعة السهرة التي عرفت أيضا قراءات شعرية للزجال بوعزة الصنعاوي وحفيظ اللمثوني، فضلاالفنانة عائشة مايا و الشعراء عمر الطاوس و نعيمة ويحمان. وكباقي الدورات، عرفت الدورة العاشرة للمهرجان أنشطة مكثفة موازية حضرت خلالها مختلف الأنشطة الابداعية، حيث تم تنظيم معرض للفن التشكيلي طيلة ايم المهرجان بفضاء قصبة تاوريرت بمشاركة كل من الفنانين محمد ملال و محمد السالمي و إسماعيل أبو العباس من المغرب ، و كي ديمون من فرنسا و الفنانتين السعوديتين منال العويبيل و ضياء يوسف، كما تم تنظيم مائدة مستديرة في موضوع "الفن التشكيلي المعاصر "، و ورشة في " الرسم بالصباغة الزيتية باستعمال تقنية المجرفة".. كما حضر المسرح و السينما في الدورة من خلال العرض المسرحي " النداء " لمحترف " نوا " من مدينة الدارالبيضاء، وعرض ومناقشة فيلم " حور عين" لمخرجته السعودية شهد أمين بالكلية المتعددة التخصصات بورزازات. كما واصل المهرجان انفتاحه على المؤسسات التعليمية من خلال تنظيم لقاءات مفتوحة جمعت المبدعات و المبدعين المشاركين في المهرجان بتلميذات و تلاميذ ثلاث ثانويات تأهيلية بالمدينة. وبتنظيمه بالموازاة مع كوب 22 ، تميزت الدورة العاشرة بحضور البعد البيئي من خلال ندوة " التصحر بالجنوب الشرقي : الواقع و البدائل الممكنة "،من تنشيط الدكاترة : الطيب صديقي، إبراهيم الشيحاني و عزيز بن الطالب. ليسدل الستار على دورة وفت بكل وعودها وشكلت لبنة جديدة لهذه التظاهرة التي نجحت في صنع هوية خاصة لها من خلال جمع المبدعين من مختلف الثقافات والاشتغال ضمن أعمال متكاملة تجمع بين الشعر والموسيقى والغناء.