خرج نهاية الاسبوع قيادي نافذ بالجبهة الانفصالية ليؤكد صحة قراءة العلم لأحداث الكركارات بعدد الجمعة ووجاهة تكهن الجريدة بأن تحرشات ميليشيات البوليساريو المسلحة بالمغرب لاستدراجه الى مواجهة تشعل المنطقة كاسترتيجية بديلة لقيادة الرابوني ، التي تفقد تدريجيا المزيد من أوراق الضغط الدبلوماسي و السياسي و الحقوقي، وتسعى منذ فترة الى دق طبول الحرب لتوريط المنتظم الدولي في بؤرة مواجهة جديدة تمكنها من فترة تسعفها لإعادة ترتيب أوراقها الداخلية المبعثرة , أو أن قيادة الانفصاليين تتعمد تنفيذ خطوات استفزازية عسكرية محدودة و متدرجة الأهمية و الخطورة. ما يسمى بالوزير الأول بجبهة الرابوني أقر في تصريح لمجلة اسبانية من مخيمات تندوف أن قيادة الانفصاليين غيرت استراتيجيتها تجاه النزاع المفتعل مع المغرب بعد أن انعدمت أمامها هوامش المبادرة بفعل التحركات الملكية المثمرة بالقارة الافريقية التي أرعبت على ما يبدو قيادة الرابوني الى الحد الذي كشف قيادي الجبهة عن تخوف الانفصاليين من الجولة الملكية الافريقية و مسعى المملكة للعودة الى حظيرة الاتحاد الافريقي بعد أزيد من ثلاثة عقود من القطيعة و توالي تعابير و مواقف دعم العواصم الافريقية للخطوة المغربية و خاصة بمنطقة افريقيا لناطقة بالإنجليزية التي ظلت الى عهد قريب فضاء جيوسياسيا محتكرا من طرف أعداء الوحدة الترابية للمملكة و على رأسها جنوب افريقيا و انغولا فضلا عن الجزائر . قيادة الرابوني التي تترنح أمام الاخفاقات المتتالية دخلت مرحلة التصعيد و الاستفزاز المباشر ، حيث رفع ما يسمى بوزيرها الأول لغة التحدي بتوجيه تحذير مباشر للرباط مفاده الاستقلال أو الحرب ، مما يعني ضمنيا أن الزعيم الحالي للبوليساريو ابراهيم غالي قد تلقى الضوء الأخضر من حاضنته الجزائر للالتفاف على مسلسل التسوية الأممية السياسية للنزاع ، و الدفع في اتجاه تأجيج الوضع العسكري الميداني على أن يتكفل محور الجزائر / جوهانسبورغ بتوفير التغطية السياسية لمغامرات الانفصاليين انطلاقا من مجلس السلم الافريقي الذي تترأسه الجزائر . وما يقوي هذه الفرضية التي تكون الرباط قد وضعتها في حسبانها، واستبقتها بإعادة تموضع الدبلوماسية المغربية بالقارة السمراء، وتعجيل عملية حشد الدعم لطلب المملكة للاتحاد الافريقي هو تأكيد تقارير إعلامية متواترة عن تحركات مكثفة للحلف المعادي للمغرب بقيادة الجزائر خلال الأيام الأخيرة و تنسيقها لايجاد خطة رد سريع على المكاسب الدبلوماسية المغربية بمناطق واسعة من القارة ومحاولة استدراج عواصم عربية مقربة من المغرب من قبيل تونس و القاهرة، ودفعها الى مناورات قانونية لتأخير مسطرة البث في ملتمس المملكة داخل أجهزة الاتحاد الافريقي و اقناع عواصم افريقة أخرى بسحب دعمها و توقيعها على عريضة قبول استرجاع المغرب لمقعده الافريقي الشاغر..