قلل مراقبون من إمكانية حصول تقدم في مسار الجولة الجديدة من المحادثات غير الرسمية حول الصحراء التي انطلقت أمس بمانهاست ضواحي العاصمة الأمريكيةنيويورك . واستدل ذات الملاحظين المتتبعين لمسار المفاوضات غير الرسمية التي تجري تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس وبمشاركة ممثلين عن الأطراف المعنية وهي المغرب والجزائر وموريتانيا وبوليساريو بالمواقف و التصريحات المتشنجة الصادرة عن جبهة البوليساريو عشية موعد المفاوضات ، و التي تذكر بالخرجات الاعلامية المتصلبة التصعيدية التي اعتاد زعماء الجبهة الانفصالية إطلاقها مع دنو كل جولات المفاوضات منذ ثلاثين سنة ، وضمن نوايا التصعيد المبيتة لقيادة الانفصاليين و الهادفة الى تلغيم و نسف الجولة التاسعة من المفاوضات غير الرسمية بادر ممثل جبهة الانفصاليين بالأمم المتحدة أول أمس السبت في خطوة محسوبة بدقة و مبيتة ، الهدف منها خلط الأوراق و إطالة أمد الجمود الذي يحيط بملف النزاع الى الادعاء بأن الطرح المغربي حول مستقبل البناء المغاربي و ملف النزاع في الصحراء المغربية المسترجعة «جد متناقض « بتعبير القيادي الانفصالي أحمد بوخاري . وتتقاطع تصريحات هذا الأخير مع مواقف مستجدة لقيادة الجبهة الانفصالية تضمنت انتقادات وتهجمات مباشرة لمسلسل النوايا الحسنة المعبر عنها من قادة و مسؤولي بلدان الاتحاد المغاربي ، ووصف التوجهات الوحدوية المتفق عليها على مستوى حكومات المنطقة بأنها تتم على حساب القضية الوهمية التي يلوك شعاراتها المزيفة طغمة من الانفصاليين و من يدور في فلكهم . وبغض النظر على توقيت و أهداف الخطوة المتوقعة و التي لا تعدو أن تكون مجرد محاولة يائسة للهروب الى الأمام و التنصل من تبعات مسلسل التأييد الدولي لمقترح الحكم الذاتي الذي يوفر شروط التسوية الواقعية و الموضوعية لملف النزاع و يشكل أرضية مرضية لتسويته السياسية . وتنبني حسابات القيادة الانفصالية في الظرفية العالمية و الاقليمية الراهنة المتسمة بالكثير من التعقد و الحساسية على منطق نسف مسار المفاوضات الأممية عبر توريط دول الاتحاد المغاربي في دوامة من الفشل في إعادة بناء مؤسساتها ، لأن هذا الاتجاه سيحكم على قادة تندوف بالعزلة و التقوقع وسط كيان إقليمي قوي ومتماسك ، و سيفوت على مرتزقة تندوف إمكانية اللعب على التناقضات في المواقف السياسية و الديبلوماسية بين حكومات دول الاتحاد المغاربي و هذا ما يعني بمنطق سيرورة الأشياء أن قيادة الرابوني لن تعول مجددا على الدعم المستمر وغير المشروط للنظام الجزائري الذي سيشهد مع موعد الانتخابات النيابية المرتقبة بداية شهر ماي القادم تعديلات جوهرية في موازين القوى السياسية المؤثرة بالمشهد السياسي الجزائري.