أطلق أخيرا الدكتور عبد الرحمان بن زيدان كتابا جديدا يحمل عنوان (معنى الرؤية في المسرح العربي ) . يقول الكاتب ؛إن أهمية خطابات هذا الكتاب لا تأتي من صدى الحديث أو السماع عن هذا المسرح، ولا تصدر من عين أو كتابة لا ترى حقيقته، وحقيقة واقعه وتاريخه ، إن أهميته تأتي من الاقتراب من هذا المسرح ، و تتولد من نقل مستويات التفاعل بين مكوناته إلى خطاب النقد بقراءات مشروطة برهانات الواقع كما قدمها المتخيل الدرامي في الواقع الجديد للإبداع. إن هذه الخطابات النقدية في هذا الكتاب تنبع من داخل التجربة المسرحية العربية وليس من خارجها، تساير حركتها ، و تصر على تحقيق وجودها وهي تتابع حقيقته ، وترصد مسار الحياة المسرحية العربية، وتقرأ الوجود الثقافي المسرحي العربي في السياسة الثقافية العربية ، وتعمل على وضع خياراتها و وجودها كممارسة فنية ونقدية في فعل الإنتاجية المسرحية لدى الفرق والمختبرات والورش المسرحية لتكتب عنها من خلال الكشف عن شعرية ودرامية وتجريبية العروض المسرحية العربية لدى هذه الفرق. وهنا تكمن أهمية مقاربة النص المسرحي والعروض المسرحية في النسيج النقدي المسرحي في خطاب هذا الكتاب، وهي أهمية تتضح بها الحدود و الآفاق التي وصلت إليها الكتابات المسرحية وهي تؤصل وجودها,وترسخ كينونتها بقدرتها الخلاقة على رسم مسار تجربتها وفق اقتناعها بضرورة الخروج من المحدد ، والدخول إلى فضاء رحب وفسيح يكون على دراية بكيفية تكليم الخطاب الأدبي والدرامي،وتطعيمه بإمكانات التلميح والتعبير الفني النابع من القدرة على التخييل، والقدرة على إعطاء الخطاب المسرحي العربي أمداءه في التنوع، ومنحه أبعاده ودلالاته الحضارية في متخيله الدرامي.. صدر هذا الكتاب عن دار الحرف في القنيطرة.