يبدو من خلال إصرار القناتين معا الأولى والثانية على تقديم أفلام الرعب والدم والقتل وتشريح الجثث والأصباغ المبتكرة سينمائيا كل ليلة أحد قد أصبح أمراً مفروضا على المشاهدين رغم التنبيهات التي طالبت عبر صفحات العديد من الجرائد بضرورة تغيير هذا الواقع المرعب الذي اختار له مبرمجو القناتين وقتا غير مناسب بالمرة يكون فيه المشاهدون على أهبة للخلود إلى النوم والاستعداد للعمل في اليوم الموالي، مما يجعل الكثير منهم يستغني عن المشاهدة بالمرة لتفادي السقوط في أحلامهم وكوابيس مزعجة من جراء ما شاهدوه من لقطات تخيف الكبار فبالأحرى الصغار. وهنا يحق لنا أن نتساءل هل من المفروض أن تقدم مثل هذه الأفلام في الليلة الأخيرة من الأسبوع، ولماذا المرعبة بالذات ألا توجد أفلام أخرى تعالج القضايا الاجتماعية أو التاريخية أو السياسية يمكن أن يطمئن المشاهد لرؤيتها وفي ذات الوقت الاستفادة من مضامينها! اللهم إن كان هدف القناتين بعرض أفلامها المرعبة هو إرغام المشاهدين على البحث عن قنوات أخرى لمشاهدة الأفضل فهذا ينطبق عليه المثل العربي (على أهلها جنت براقش) ونحن نعلم أن النسبة العامة للمشاهدة بالقناتين تعرف انخفاضا نتيجة سد الآذان على ما يمكن أن يساهم في تحبيب المشاهدة التي لن ترتفع إلا بمراجعة الكثير من المواضيع المقدمة وتوقيت العديد من البرامج ومساحتها الزمنية وما إلى ذلك من منح الأولوية لما هو غير مرغوب فيه من قبيل أفلام الرعب المتحدث عنها في هذه الورقة والتي لا تعلم أجيالنا غير أساليب الجريمة والسرقة المتطورة وامتهان العنف كوسيلة للسطو.. إنها إشارة كان لابد منها مادام أن الكثير من المشاهدين استنكروا نوعية هذه الأفلام التي لابد من التفكير الجدي في إيجاد بديل لها خاصة ليلة كل أحد.