يبدو أن مهندسي خريطة البرمجة بالقناتين داخل الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة تغيب عنهم وهم يخططون ما سيشاهده المغاربة أشياء بديهية لسنا ندري كيف يتم تناسيها وعدم الاكتراث بها وهي تمس أحاسيس المشاهدين في العمق ولعل أبرزها على وجه التحديد ما لمسناه أخيرا في نشرات الأخبار المسائية التي أعطت الأفضلية في السبق والبث للغة الفرنسية فيما أصبحت هذه النشرات بالعربية تأتي في المرتبة الثانية، وكأننا بهذا التميز لسنا في بلد عربي اسمه المغرب ولغته الأولى هي العربية كما ينص على ذلك دستور البلاد، وبعيدا عن هذا الموضوع فما يلاحظ وفي إطار البرمجة دائما هو غياب التنسيق كليا بين القناتين الأولى والثانية بخصوص مواعيد بث الأفلام المغربية منها والعربية والأجنبية، وكذا برامج الطبخ والسهرات. حيث أن القناتين تدخلان في سباق محموم وفي نفس التوقيت في محاولة لاستمالة المشاهدين مما يجعل هؤلاء في حيرة من أمرهم في تتبع هذه القناة أو تلك وهذا مرده بالأساس لغياب التنسيق بين معدي البرامج وتوقيتها بالذات بين المسؤولين عن البرمجة بالقناتين. على أن هذا التسابق يشمل كذلك حتى الوصلات الإشهارية والنشرة الجوية والمقابلات، الرياضية، دون إغفال جانب أصبح مثار تذمر المشاهدين وهو عملية إعادة بث العديد من البرامج التي باتت تتعدى المرتين في بعض الأحيان بهدف ملء المساحات الزمنية للبث وخاصة بالفضائيتين المغربية ودوزيم الدولية التي تفتقد لبرامج خاصة بها حتى الآن. إن تفادي ما سبق الإشارة إليه لا يتطلب أكثر من جلسة عمل بين مهندسي البرامج بالقناتين ولما اجتماعات متواصلة من أجل التنسيق ونبذ هذا التسابق الذي لا مبرر له وكذا الانتباه لما لبعض الهفوات عن قبيل تقديم اللغة الفرنسية على العربية ولست أدري ماذا يكلف الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة إن قامت بمبادرة استقراء رأي المشاهدين المغاربة قبل انطلاق أي دخول إذاعي وتلفزي جديد لمعرفة ما يحبون وما ليست لهم رغبة في مشاهدته أو استمراره بالرغم عنهم، فهذا العمل واعد دون شك في تنبيه المبرمجين لبعض الهفوات التي يقعون فيها.