محمد بلفتوح في الوقت الذي تسعى فيه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة جاهدة الى رفع نسبة المشاهدة نلاحظ أن بعض تصرفات مهندسيها للبرمجة يتصرفون بنوع من الإرتجال الذي يسبب تخفيض نسبة المشاهدة التي تبقى الهاجس الكبير للشركة أمام المنافسة الشرسة التي تمارسها القنوات الفضائية العربية والعالمية التي أصبحت اتجاها حتميا لأغلب المشاهدين المغاربة، وهنا نتساءل كيف يمكن تفسير تغيير مواعيد بعض البرامج التلفزية بالقناة الأولى دون سابق إشعار للمشاهدين من قبيل سهرتي نغماوتاي ومراكش إكبريس اللتين تخول موعدهما بقدرة قادر من ليلة السبت الى ليلة الجمعة ثم برنامج أسر وحلول الذي أصبح يبث ليلة الخميس عوض ليلة الجمعة ناهيك عن التأخير في بعض البرامج الأخرى الثقافية والفنية والرياضية التي تأتي بعد نشرات الأخبار المطولة المذيلة أحيانا بأحاديث خاصة وبعد عرض أفلام مطولة صالحة للعرض بالقاعات السينمائية لا البث التلفزي الذي يجب أن يلتزم بالعروض القصيرة والمفيدة والجادة مما يفسح المجال للتنوع واستغلال الوقت بالأفيد. ونحن نثير قضية إغفال إشعار النظارة بما وقع من تغييرات فليس هدفنا الانتقاد بقدر ما نترجم ما نبهنا بدورنا اليه المشاهدون الذين اتصلوا بنا معبرين هذا التصرف الذي وصفوه باللامبالاة وقد فوجئوا بالتغيير الذي تم في غفلة منهم. علما بأن الكثير من هؤلاء عبر عن عدم ارتياحه للتغيير الذي شمل على وجه الخصوص سهرة نغماوتاي التي كانت على حد قولهم تجمعا عائليا كل ليلة سبت مرتين في الشهر للسهر والتسامر وتتبع ما يقدم فيها من مواد وإن كانت ملاحظاتهم عنها تصب في ضرورة إخراجها من النمطية الى الابتكار بشكل مغاير. وكون أن الشركة تعتبر وصية على القناة الثانية «دوزيم» فإن هذه الأخيرة جاءت بجديد هو «سهران معك الليلة» الذي يقدم ليلة كل سبت للمنشط العائد عماد النتيفي فإن ما أبانت عنه الحلقات التي تتبعها المشاهدون على سبيل اكتشاف الجديد فيها فإن الارتسامات الأولية لهم لاتتجاوز كون أن ماسمي بالسهر ليس سوى ببرامج لحديث فني صرف فمادتها أما السهرة قادتنا تكون دسمة ومتنوعة وحماسية الأجواء لادافئة بالشكل الذي شاهدوه في وقت تخلص فيه (سهران معك الليلة) الى تقديم جديد الفنان أو الفنانة الحاضرة مما يضفي برودة على الحلقة في وقت يمكن التنويع بين قديم وجديد هذا الفنان أو الفنانة المغربية سميرة بنسعيد التي قدمت جديدها في غياب شبه تام لأغانيها المغربية الأجمل مما قدمته عبر ألبومها الجديد.