وفق رؤية تجمع بين الذكر والفكر، بين بهاء الإنشاد وعمق المعاني المستمدة من القرآن الكريم وحِكم العارفين وحكايات الصالحين، تقدم قناة "السادسة" ، ضمن جديد برامجها الرمضانية، سهرات روحية دينية بعنوان "رياض الجنان"، كل جمعة في الساعة العاشرة ليلا وتعاد يوم السبت في الخامسة عشية. عنوان السهرات يمتح رونقه وألقه، معناه وعمقه من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: حِلق الذكر". "رياض الجنان" أسمار دينية روحية، فكرة ورؤية عبد السلام المفتاحي؛ الإشراف العام محمد التهامي الحراق، تقديم هشام فتوحي، إخراج عزيز كرين؛ وهي أسمار تجمع بين بهاء التلاوة القرآنية وإنشاد فن السماع المغربي الأصيل، حسب قواعده الفنية وأصوله الروحية بوصفه مظهرا من مظاهر الهوية الإسلامية المغربية، وبين استحضار إضاءات العلماء وحِكم الأولياء وحكايات الصلحاء ذات العبر الدينية والدلالات التربوية والتوجيهات الأخلاقية البالغة والبليغة؛ أسمار تعتمد، في اجتذاب المسامع واجتلاب الأبصار والسمو بالنفوس وطمأنة الأفئدة، على باهر التلاوات المجودة بأصوات ألمع القراء المغاربة (فقرة "روض التلاوة")، ورفيع المواعظ وبديع العظات الصادرة عن كبار العلماء والدعاة (فقرة "روض التذكير")، وبهي الابتهال الموَقَّع بأصوات كبار المنشدين والمتضرعين (فقرة "روض الابتهال")، ورفيع النغم المؤدى من لدن أجود فرق الذكر والمديح والسماع (فقرة "روض السماع")؛ مع رقيق الدلالات والمعاني المستفادة من حِكم ابن عطاء الله السكندري (فقرة "روض الحِكم")، وساحر التشخيص لدُرر من حكايات الصالحين الواردة في كتاب "التشوف إلى رجال التصوف" لابن الزيات (فقرة "روض الحكاية"). إنها سهرات تجمع بين المتعة والإفادة، بين المعرفة والترويح، بين الجمالية والنسك، وذلك من خلال حوار لطيف وزواج سعيد بين فنون التجويد والابتهال والإنشاد والمحاورة والكتابة الحِكَمية والحكي المُشخَّص؛ فسيفساء فني روحي يتوسل بالجمال للتحبيب في طاعة ومحبة الجميل سبحانه، ويدعو برقة ولطافة إلى التحقق بأسمى القيم الربانية وأسنى المعاني الروحية، مما يجعل من سهرات "رياض الجنان" نزهةً فائقة البها للعيان وللجَنان في آن.