تحتضن مدينتي إفران وأزرو في الفترة من 23 إلى 26 أبريل 2012 فعاليات الدورة الرابعة عشر لمهرجان العالم العربي للفيلم القصيرفي موضوع :" سينما البيئة العربية ... واقع وآفاق" وذلك بدعم من عمالة إقليمإفران و المركز السينمائي المغربي وفيما يلي الورقة التي أعدتها إدارة المهرجان. "تعتبر علاقة السينما بالبيئة علاقة متبادلة، حيث إن السينما، بوصفها صناعة و فنا، تتداخل بشكل تفاعلي مع المحيط، سواء باستحضار هذا المكون كتيمة للنقاش عن المحيط ومتحولاته، أو كفضاء/ مجال جغرافي، أو كمكون بيئي؛ وتتنوع مقاربات السينما للبيئة من مقاربة فنية، أو تحسيسية/ بيئية، أو جمالية، أو توثيقية...الخ. ويختلف التنوع البيئي من فيلم إلى آخر، وذلك باختلاف المقاربات وتعدد الرؤى التي يطرحها كل فيلم؛ ففي المقاربة الفنية/ الجمالية تحضر االبيئة في مجموعة من اللقطات البانورامية لتشهد على جمالية بعض المناظر الطبيعية؛ بينما يغلب على المقاربة البيئية البعد التحسيسي بأهمية الحفاظ على البيئة بشكل عام والأرض بشكل خاص، ونستحضر هنا الفيلم البيئي المتميز «HOME» (2009) لمخرجه "Yann Arthus-Bertrand"؛ وتركز المقاربة التوثيقية/ الوثائقية على مقاربة علاقة الإنسان بالأرض والوطن حيث ركزت بعض الأفلام على تيمة المقاومة؛ وهي بذلك تقف عند تشبث الإنسان بأرضه ومدى تضحيته بالغالي والنفيس من أجل تحريرها من أيد الأطماع الاستعمارية؛ وعلاقة بالفيلموغرافيا الوطنية، نذكر مجموعة من الأفلام التي استحضرت، بشكل من الأشكال، تيمة المقاومة وتشبث الإنسان المغربي بأرضه، ونجد من بين هذه الأفلام: «44 أو أسطورة الليل» (1982)، لمخرجه مومن السميحي؛ «بامو» (1983)، لإدريس المريني؛ «نهيق الروح» (1984)، لنبيل لحلو؛ «أرض التحدي» (1989)، لعبد الله المصباحي؛ «فرسان المجد» (1993)، لسهيل بنبركة؛ «المقاوم المجهول» (1995)، لمخرجه العربي بناني؛ «عطش» (2000)، لسعد الشرايبي؛ «عشاق موغادور» (2002)، لسهيل بنبركة؛ «أحمد ڭاسيو» (2009)، لإسماعيل السعيدي؛ «ميغيس» (2010)، لجمال بلمجدوب. إن السينما عامة، والسينما المغربية على وجه الخصوص، كانت دوما من بين أهم الوسائل التي عملت- وتعمل- على حفظ الذاكرة الجماعية، وذلك عبر استحضار ارتباط الإنسان بالأرض/ الوطن/ البلد، وهنا نستحضر بعض الأفلام المغربية التي عكست ارتباط الإنسان (المغربي) بأرضه، سواء من خلال العنوان، أو التيمة المعالجة، أو قصة الفيلم؛ ونذكر على سبيل الذكر لا الحصر فيلمي عبد الله المصباحي: «غدا لن تتبدل الأرض» (1976)، و«أرض التحدي» (1989)؛ وفيلمي محمد إسماعيل: «هنا ولهيه» (2004)، و«أولاد البلاد» (2009)؛ وفيلم «تمازيرت أوفلا» (2007) لمحمد مرنيش؛ والفيلم الوثائقي «أرضي» (2011) لنبيل عيوش، وقد أتت هده الدورة لدعوة المخرجين و مؤسسات الإنتاج للمزيد من الاهتمام بالبعد التاريخي و البيئي للمشهد السينمائي و التفكير في إنتاج الأفلام التسجيلية و الوثائقية في الموضوع . و سيتم تسليط الضوء في هذه الدورة على ضيفة الشرف للمهرجان دولة كندا باعتبارها دولة بيئية بامتياز. وعلى هامش المهرجان ستخصص جولة بالقوافل السينمائية للجماعات القروية بالإقليم بهدف التوعية و والتحسيس والاطلاع على إنتاجات الدول العربية إلى جانب عرض أفلام قصيرة تعرف بالإنتاج الإبداعي السينمائي المغربي والعربي . ." ستعرف الدورة تكريم الكوميدي والسينمائي المغربي "سعيد الناصري " وستحتفي هذه الدورة بالسينما العراقية.كما ستنظم ضمن فعاليات المهرجان مسابقتين الأولى وهي مسابقة الأرز الذهبي عن الأفلام القصيرة الخاصة بالمخرجين المنتمين للدول العربية والمسابقة الثانية حول محور " سينما البيئة" تهم المخرجين الشباب. و ستنظم محترفات في التكوين السينمائي و البيئي لفائدة المهتمين يشرف على تأطيرها كفاءات في مجال مهن السينما والبيئة. كذالك يعرف المهرجان تنظيم ندوة فكرية يساهم فيها نقاد سينمائيون ودكاترة باحثين في المجال البيئي وآخرون لمناقشة موضوع :"التوافق بين الإنسان و البيئة في المشهد السينمائي.