في حديقة الليل تبرقُ السماءُ وتنحني قطرات المطر نجلس على بساط التراب في الركن الضيق حُفاةً نجلس في الركن المندوح أيضا يا ويل البرد مني نحتطب غابة ونحلم بالدفء اللذيذ نقص غرائبنا نتحدث عن حليمة الهاربة حليمة التي تسكب الشاي اثنا عشر كأسا والأحمرُ لي حين نجري نشاكس ظلالنا لا نتعب حتى يستريح ظل المساء ونطارد الصبايا على مرمى حجر هناك يخرج الناس شتاتا ويموت ظلي من تعبي قد شردنا في الغاب سنين عددا ونتحدث عن "موحو" الواقف يصلي على أرائك الرمل مصفوفة يداهُ يتضرع لله ويفضُّ بيديه حبات التراب ويدعو لنا نحن الصغار بالفلاح وأنا الذي سرقتُ البيض من تحت دجاجة وتواريت خلف الباب من صريخ الضاوية ترافقني إلى الجامع أمحو لوحي ثم أعود بعد ذاك أخلص جسدي من وسخ الطين إن تعرق يدي خوفا سأدلي رأسا وأصيح في البئر صارخا ترتد إلي الاراضينُ كما الجبال ولا أقول لأحد يقول البئرُ لي: "أصبح ماؤك غورا" ثم أصمت حتى تعودَ حليمة من أقاصي الحكاية لترسم وشمها على الجدار وتمد جارتنا بكسرة من نار وأنام على سرير الرمل لوحدي مُرتاحا أفقأ نجوم السماء مبكرا أرصد حالي أقول لي الأرضُ أقرب إلى الله هنا، الحرفُ دونك خراب، والروح دونك يباب، يا لُبَّ الطين يا عروسة التراب ، جنوبٌ، جنوبيٌّ يا مدينة الله، والشمسُ سراج بعيون كاسرة ممسوحٌ على ظهر الغيب، مقوسٌ كحنية الدار عليها شواظٌ مذوبٌ بمعسول الجدار هنا _نحنُ في الصباح، حين جلسنا نتمسحُ بجلد جدار تحدثني الأعمارُ كم أكونُ نفشتُ بصري رؤى ووُشوم وأنا الواقف على شُرفة، أخْزرُ قاب قوسين من زقاق يشهقُ زفير الريح رئتان تشرئبان وحيَ الوحل حالي لونُ أسراري شتاتٌ كسراب منتشر أشهق خرافة ظلي والشرفةُ عليها "أبو شام"* يقفزُ ينقرُ تبن جدار، وتبنُ الحصان على مذود، يحرسُ فساتين الحور حُرة سنابل القمح والشعيرُ ضفيرة خضراء تُلفتُ ألقا يكادُ ينحني لظهر صَبيَّةٍ تحدقُ في عين الشمس تتتشبث كالطير بيقين الطيف أزرار السماء قوس مُحنطٌ برقصة الخُطاف يميلُ يهيمُ خائفا من ظنوني وحصانٌ أحمرُ بجلد أحمرَ مربوطٌ ذيلهُ مثلُ أشعة الشمس وذبالة الليل ترسلُ عنواني بارداً كما قبلة على الجليد أنت في حُضني صلواتٌ وأصابعي إشاراتٌ والشاعرُ يتبيَّنُ لونهُ في حُمرة اليقين هُنا حطوا مشاغلهم رحلوا والشمسُ لم ترحل لن ترحل الشمسُ وعمُرها آبدٌ افتحِ الليل يا عمرُ أو البابَ على ترعةِ الميزاب يهبط الماءُ يعلو الماءُ في مليمترين من باحة القلب