من هنا.. من داخل القلب اختراق. نفس في زحمة المنفذ لم يحفر ظلوعي ضاق حتى انصب في عمق ذهول اليأس واسود جدار الصدر – مصلوبا- فيا حشرجة الموت ابلعي السم دخانا واشربي نكهة كأس صار محمولا مرارا دون أن يأتي منك الرفض. أو رغبة ملحاح. ولا الساعة ينداح بها لغو الرفاق ظامئ من علل الشرب ودون الأهل في «مكناس1» حافات الكؤوس الحمر أنى واجهتك انكسارات المرايا ساعيا أو واقفا بين طفيلي و«كسرى» تسمع الإنشاد، تستبدل أقداحا بأخرى.. ليكن ثمة الشأن ممرا لانسلال النشوة الكبرى على رحب العناق سم أوجاع «سهيل2» دمعة الجدة في قبو العراق بل توقعت نزول الشمس في الأحداق حتى انفصل الأبيض. واحمر المغيب وركبت الليل محمود السباق سر شمالا سر يمينا مرهقا ذاكرة الخمسين.. تنأى لحظة، ثم تشق الحجبا.. سائرا لن يغفر الشعر امتثال الحزن في ملحمة الشرق. ولن يقبل دمعا كل ما يكتبه الناس هراء. يا شقيا كل رسم قد غدا وقفا على ما استوقف الشاعر واستبكى وآخى الدمع بالحزن. وأشجى البسطاء صار –في كان- وما انفكت « عن الأطلال بيروت» وأمست شجره.. ناسخ المنسوخ في مأدبة الأفعال نفي يا شقيا.. ما وراء النفي «في المذود1» سمار ولا لعبة «بكر2» قذره ضاع في «تغلب» شماس وقد كان يتيما جرحت يمناه. وانساق مع الداعي إلى سبي سليمى أي غاز لم تراقصه سليمى..؟ وهي في «غزة» طاووس وملهى العطرة.. ظامئ من علل الشرب. ودون الأهل في «مكناس» حافات الكؤوس الحمر أنى واجهتك انكسارات المرايا لوحة فيها شفوف الحزن. فيها الخوف. فيها خجل الناسك. والصعلوك. والمعصر والسابح في مملكة الجن. ورقم الدائنين.. ساحة فيها زجاج. ودخان المتعبين.. لم يعد هاجس ليل يسعف الحلم فيا بهجة نجم ما تعرت من ظنون الأمس حتى انكفأ الخلان. واستعصى البيان.. ما الذي صارع فيك الليل حتى انحدرت آهات مألوف على آخر خيط أسود اللون تقاضته ثواني من زمان.. ------------------------------------------------------------------------ 1 مدينة الشاعر 2 حفيد الشاعر، وجدته العراقية في حالة حصار. 1 المذوذ: مكان علف البهائم 2 اشارة لحرب البسوس بيت بكر وتغلب.