إحتضنت فضاءات المركب الثقافي البلدي " الحرية " يومي 30 و 31 ماي 2012 الدورة الأولى للملتقى الوطني " أيام فاس للتواصل السينمائي " التي تضمن برنامجها عروضا لافلام قصيرة وتكريما للممثل والمخرج محمد فراح العوان وورشتين تكوينيتين وفقرات تنشيطية فكاهية ومسرحية وغنائية مختلفة . انطلقت هذه التظاهرة الفنية في السادسة من مساء الأربعاء 30 ماي الماضي بكلمات الجهات المنظمة والمتعاونة وضيوف الشرف من فنانين ونقاد سينمائيين وغيرهم ، تخللتها فقرات تنشيطية ولوحات فنية ، وتوجت بعرض الفيلم السينمائي القصير والمتميز " ازوران " من توقيع المبدع عز العرب العلوي لمحارزي . وبعد ذلك توالت عروض أفلام الفيديو القصيرة المتبارية على جائزة أحسن فيلم وعددها احدى عشر فيلما ، مسبوقة بكلمات لمخرجيها ، وهذه الأفلام هي : " زهرة المساء " لنور الدين الشاوني من فاس و " أمنية " لطارق الكناش من مشرع بلقصيري و " الأشجار لا تطير " لفتيحة المغناوي من فاس و " زهرة " لغلام حميديش من تازة/الرباط و " 46 في 6 " لرجاء الادريسي من فاس و " جنون الحب " لهشام الغفولي من فاس و " سعيد " لنجاة غزلاني من سطات و" حلم " لياسين زبير من فاس و " عالم بلا ألوان " لسعيد الفاضلي من فاس و " مذكرات " لعبد القدوس حسيب من صفرو و " سعيدة " لهشام العمراني الزريفي من فاس. وتميز برنامج يوم الخميس 31 ماي بحفل تكريمي للفنان والمربي محمد فراح العوان ، مؤسس جمعية فضاء الابداع للسينما والمسرح والمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس ، تم تأثيثه بشهادات في حقه ألقى من خلالها الفنانون والنقاد محمد عز العرب الكغاط وعمر بلخمار و حسن العلوي الأمراني وأحمد سيجلماسي وممثلة عن جمعية فضاء الابداع بعض الأضواء على مسيرته الفنية وطريقة عمله مع المبدعين الشباب ، كما تطرقوا لبعض ذكرياتهم معه كفنان وانسان ، وتم بالمناسبة عرض فيلمين قصيرين من بطولته الأول الى جانب الفنان القدير عز العرب الكغاط بعنوان " البحيرة " من اخراج رشيد الهزمير والثاني الى جانب الممثل الشعبي المراكشي عبد الله فركوس بعنوان " غالي " من توقيع ابنته المخرجة اكرام فراح العوان ، التي شكرت المنظمين على هذه الالتفاتة النبيلة ، كما شكرت أباها الذي لولاه لما وصلت الى ما وصلت إليه في عالم السينما والفن عموما ، دراسة وابداعا ، وقبل اختتام فقرة التكريم أعطيت الكلمة للأستاذ فراح العوان الذى حيى الجمهور الحاضربحرارة واحترام وشكر المنظمين وأصدقاءه الفنانين والنقاد وغيرهم على صدق وعمق كلماتهم وأكد على أهمية الابداع في حياة الانسان ، وفي الأخير قدمت له هدايا رمزية اعترافا بعطاءاته المتنوعة كممثل ومخرج ومؤطر جمعوي ومنظم وأخدت صور تذكارية معه . وقبل عرض فيلم الاختتام " غالي " أعلن الفنان عز العرب الكغاط عن الفيلم الفائز بجائزة هذه الدورة الأولى ويتعلق الامر بفيلم " زهرة " لغلام حميديش ، الذي حظي باختيار المشاركين في المسابقة الرسمية للملتقى. لقد نجحت تظاهرة " أيام فاس للتواصل السينمائي " ، المنظمة من طرف جمعية المواهب الشابة للسينما والمسرح بتعاون مع الميثاق الوطني للجمعيات الغير الحكومية والجماعة الحضرية والمندوبية الجهوية لوزارة الثقافة بفاس ، في خلق تواصل فني وانساني فعلي بين أجيال الفنانين الشباب وغير الشباب الذين غصت بهم قاعة المركب الثقافي البلدي " الحرية " ، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على أن مشعل الابداع الفني بفاس في أياد شابة وأمينة استطاعت رغم قلة الامكانيات المادية أن تخلق من لاشيء تظاهرة محترمة شكلا ومحتوى وتنظيما وذلك بفضل ارادتها واصرارها على التشبت بالعمل الجماعي وطرق اشتغالها الجديدة وانفتاحها على من سبقوها في الميدان ، فتحية لكل شباب فاس الذين أبهرونا من خلال هذه الأيام الفنية بتنظيمهم وتنشيطهم وقدرتهم الكبيرة على التواصل مع الرواد وغير الرواد من فناني فاس ومثقفيها ومزيدا من العطاء والتألق في الدورات القادمة.