بعد تكريمها لوجوه فنية وتربوية متنوعة التجارب والاهتمامات في الدورات العشر السابقة ، وبعد اعتذار الفنانة القديرة مليكة العمري ، التي كان تكريمها مبرمجا في دورة 2012 ،بسبب اكراهات مهنية ، حسب المنظمين ، اختارت ادارة المهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس أن تلتفت هذه المرة الى وجهين مألوفين ومعروفين بالعاصمة العلمية للمملكة وخارجها ، لكل منهما تجربة طويلة في مجال اختصاصه ، يجمع بينهما عشق الفن والتفاني في العطاء لمحبيه ومنتجيه ومتتبعي أخباره ومنظمي تظاهراته والراغبين في الانفتاح على عوالمه من الشباب وغير الشباب . يتعلق الأمر بالناقد والصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي والممثل المسرحي والسينمائي والتلفزيوني محمد عز العرب الكغاط ، اللذين شكل تكريمهما في حفل اختتام الدورة 11 لهذا المهرجان الفاسي لحظة من لحظاته القوية . في البداية قدمت المنشطة المتألقة نادية برشيد ، ابنة المسرحي المغربي والعربي الكبير الدكتور عبد الكريم برشيد ، كلا من المكرمين ومنحتهما فرصة للتعبير عن احساسهما بالمناسبة وشكرهما لمنظمي المهرجان ، وبعد ذلك فسحت المجال للناقد الفني والباحث الأكاديمي والصحافي والجمعوي الدكتور حميد اتباتو ليلقي شهادة في حق الاستاذ سيجلماسي ، كما فسحت المجال أيضا للمخرج المسرحي والممثل حسن العلوي الأمراني ليلقي شهادة في حق الفنان الكغاط ، قبل أن يتم تسليمهما شهادة التكريم وذرع المهرجان تباعا من طرف رئيس المهرجان ومدير أكاديمية التربية والتكوين بجهة فاس بولمان الأستاذ محمد ولد دادة و المدير الفني للمهرجان ورئيس جمعية فضاء الابداع للسينما والمسرح الفنان محمد فراح العوان . ويمكن القول أن الشهادتين معا تميزتا بالصدق والعفوية والعمق الانساني ، وألقت كل منهما أضواء كثيرة على جوانب من اهتمامات وعطاءات المكرمين مع التركيز بالخصوص على البعد الانساني في علاقات كل منهما بزملائه في ميدان اختصاصه . فما أحوج الفنانين والمثقفين والمربين والمبدعين بشكل عام الى مثل هذه اللحظات التكريمية اعترافا بهم وبعطاءاتهم المختلفة وتحفيزا لهم على المزيد من العطاء رغم الاكراهات المتعددة .